وريثيات .. فساد وصراصير
بين كل فترة وفترة يظهر عدد من المسئولين في وسائل الإعلام الرسمية والخاصة وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وهم يقدمون مايسمونه إقرارات الذمة المالية وأصبح الأمر بروتوكوليا أكثر منه عمليا..
حيث يتم التقاط الصور التذكارية واستلام الشهادات واطلاق التصريحات النارية عن مكافحة الفساد وانجازاتهم في تنظيف مؤسساتهم من الفساد والمفسدين والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه أن يفسد ثم يعودون إلى قواعدهم سالمين..
رغم ان الفساد يضرب في أعماق الدولة والحكومة وفي مفاصل المؤسسات ونراه متجسدا في كل مكان ..
بعد ان تتم هذه البروتوكولات يصبح المسئول محصن من المساءلة لأنه استلم صك البراءة من الهيئة..
ولا مانع من الاعلان عن بعض الإجراءات الوهمية والتصريحات في وسائل الإعلام الرسمية والخاصة التي تحولت كما قلنا إلى أداة لغسل الفساد والمفسدين..
وهناك من يستلمون ثمن التطبيل والنفاق للفاسدين لتبييض الفساد ولايهمهم مايترتب على ذلك من أخطار وبلاوي على الوطن والمواطن ..
طبعا أكثر الفاسدين يدعون زورا وبهتانا أنهم يعملون من اجل تنظيف وبناء البلاد وهم اول من يجب تنظيف البلاد وتخليصها منهم لان الأيادي الملوثة لاتقوى على البناء ولا يمكن أن تكون إلا اداة تدمير وتخريب..
ومن هنا فإننا نوجه رسالتنا إلى من يهمه الأمر بضرورة القضاء على هذه الأيادي لان من يريد تنظيف الشارع عليه أن يبدأ بتنظيف بيته من الصراصير والأوساخ ومن ثم الانتقال إلى المرحلة التالية وهي تنظيف الشارع..
وهذا الأمر ينطبق على مؤسسات الدولة والحكومة إذا اردنا ان تقوم بدورها في خدمة المواطن والوطن علينا اولا تنظيفها من صراصير الفساد التي تنخر فيها..
فهل وصلت الرسالة وسيتم تنظيف البلاد من الفاسدين واوساخ وصراصير الفساد وان تبقى هيئة مكافحة الفساد فعلا اسم على مسمى وليس مجرد جهة مهمتها إعطاء صكوك البراءة وشهادات النزاهة لكل من هب ودب
وتكون هيئة لمكافحة غسل الفساد وتنظيف مؤسسات الدولة والحكومة من اللصوص والفاسدين وكذابين الزفة وصراصير الفساد ؟
والخلاصة لايمكن تنظيف البلد قبل تنظيف مؤسسات الدولة والحكومة من صراصير الفساد فالايادي الملوثة لاتقوى على البناء ولا يمكن أن تصنع التغيير ؟؟؟؟ ...