
تقدم في المفاوضات اليمنية.. إعلان مرتقب يغلب الاقتصاد على السياسة
كشفت مصادر صحفية، عن تحركات لإبرام اتفاق جديد بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، ليقود إلى اتفاق شامل للسلام في اليمن.
وقالت صحيفة "البيان" الإماراتية، إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبورغ، كثّف جولاته إلى عواصم المنطقة، بهدف الدفع نحو إبرام (اتفاق مبادئ) بين الحكومة الشرعية والحوثيين، يقود في نهاية المطاف إلى اتفاق شامل للسلام.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية يمنية، قولها إن الجولة التي يقوم بها المبعوث الأممي في عواصم المنطقة هدفت إلى حشد الدعم الإقليمي لخطة السلام المقترحة، التي وضعها بالشراكة مع الوسطاء في الإقليم، التي تبدأ باتفاق مبادئ، لتنتهي بتوقيع اتفاق سلام شامل.
وأشارت المصادر إلى أن النقاشات التي أجراها مبعوث الأمم المتحدة، شملت اتفاق مبادئ اقتصادي، وملف الأسرى والمعتقلين.
وأوضحت المصادر أن غروندبورغ، والوسطاء، يأملون في إنجاز اتفاق مبادئ خاص بالقضايا الاقتصادية، والإنسانية، قبل نهاية العام الجاري، في حال لم يقدم الحوثيون على وضع عراقيل جديدة أمام هذه الجهود التي تشمل صرف رواتب الموظفين وفتح المنافذ والطرقات، وفق الصحيفة.
ويري خبراء ومهتمون بالشأن اليمني، أنها تواجه عقبات عديدة في المسار السياسي، فيما يبدو الجانب الاقتصادي الأقرب للتوافق بين الحوثيين من جهة، وبين السعودية والحكومة الشرعية من جهة أخرى.
وتعليقاً على خطوات السلام لإنهاء الازمة اليمنية، قال، رئيس منظمة فكر للحوار والدفاع عن الحقوق والحريات، الشيخ عبدالعزيز العقاب، "عبر حسابه في منصّة إكس" أن الإتفاق تضمن الخطوات الإنسانية والآليات التنفيذية، للتنفيذ العملي، وتضمن كذلك الخطوط العريظة للخطوات المستقبلية، المتعلقة بالحوار الشامل والقضايا السياسية، وبما يضمن الشراكة الحقيقية، ومعالجة التخوفات كافة، وفق الحلول المستدامة، وبما يحقق السلام والإستقرار بصورة دائمة.
مشيراً أن الخطوات الإنسانية، تتمثل بدفع الرواتب كافة، وفتح الطرقات، والموانى والمطارات، وإطلاق كافة الأسرى، وتشكيل لجان خبراء، لمعالجة القضايا الإقتصادية والأوضاع المعيشية ، وسوف تمثل هذه الخطوات مدخلاً للخطوات اللاحقة، والتي تتمثل بالحوار الشامل، ومعالجة كافة التخوفات والقضايا، وفق حلول صحيحة ومستدامة.
وأختتم الشيخ العقاب، حديثة بالقول: أتفهم من يهاجم واتفهم من يشكك ولكن السلام قادم، والتوقيع سوف يتم، وأما بخصوص طول المدة وطول الحديث، عن الحوار والسلام خلال الأشهر الماضية، من دون نتائج سريعة، فالأمر طبيعي فالصراع طويل والقضايا كثيرة والتدخلات كبيرة ، لذلك لابد من التباين والحوار ، ومع التحديات الراهنة كان لابد من الحكمة.
بدوره ، كشف المجلس الانتقالي الجنوبي، عن تقدم في المفاوضات، بين الرياض وصنعاء، والتي سبق وتم تجميدها مدة طويلة، إضافة لانشغال المنطقة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .
وذكرت مصادر مقربة من الانتقالي عن تقدم في الملف اليمني، وإعلان مرتقب من السعودية بتغييرات على صعيد السلطة التابعة للتحالف السعودي، إضافة إلى إعلان استئناف تصدير النفط اليمني الخام، ما يعني أن هناك اتفاقات غير معلنة جرت بين صنعاء والرياض بشأن النفط الخام الذي سبق أن اشترطت صنعاء منع نهبه ووقف تصديره وعدم استئناف التصدير إلا بإعادة إيرادات النفط إلى اليمن وتسليم رواتب موظفي الدولة منها شمالاً وجنوباً.
وقال القيادي الإعلامي في الانتقالي صلاح بن لغبر، في منشور على حسابه بموقع إكس، إنه لا يوجد اتفاق أو مقاربة متفق عليها تخص الجانب السياسي في تحركات الرياض، وأن ما سيتم الإعلان عنه "يقتصر على ترتيبات اقتصادية تتعلق بالبنك والعملة والرواتب والطرقات وإعادة تصدير النفط الخام".
وأشار بن لغبر إلى وصول المبعوثين الأممي والأميركي إلى المنطقة لهذا الغرض، متوقعاً "أن يكون هناك إعلان لوقف إطلاق نار شامل من قبل التحالف".
بدوره، أكد وزير الدولة أمين العاصمة في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياُ، عبدالغني جميل، الانباء التي تحدثت عن "اتفاق وشيك" سيعلن من السعودية بين الحكومة وميليشيا الحوثي.
وقال جميل في حسابه على منصة إكس، "هناك اتفاق كبير سيتم الإعلان عنه قريبا بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي بوساطة سعودية". واستدرك جميل "بالنسبة لي لست متفائلا لأني والجميع يعرف أن الحوثي لن يفي بأي اتفاق منذ 2004 ".
واعتبر جميل أن "الشيء الوحيد الذي يتفاءل به هو صرف مرتبات الموظفين وبإصرار وضغط من السعودية والحكومة الشرعية".
وكشفت مصادر مطلعة، عن تحضيرات قالت إنها "نهائية" تجري للتوقيع على اتفاق بين جميع الأطراف اليمنية في الرياض، وسيتم الإعلان عنه خلال الأيام المقبلة.
وقالت المصادر إن رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وصلو إلى الرياض، في حين من المتوقع أن يصل وفد الحوثيين خلال الايام المقبلة برفقة الوفد العماني، بالتزامن مع وصول المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، ومن المرتقب وصول المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ.
وتابعت أن الاطراف اليمنية وبوساطة عُمانية توصلت إلى "خارطة طريق سيتم تطبيقها بالتدريج وعلى فترات زمنية، حيث تقضي في شقها الإنساني، الإفراج عن كافة الأسرى من كل الاطراف، فتح الطرقات، وتسيير رحلات من كافة المطارات، فضلاً عن تكفل السعودية بدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين لمدة ستة أشهر وإعادة تصدير النفط.
ويتضمن الجانب الاقتصادي من المفاوضات توحيد العملة، وسحب العملتين من السوق، وطباعة عملة جديدة، ونقل مقر البنك الى صنعاء، لافتة إلى أن هذه النقطة "ماتزال محل رفض من قبل مجلس القيادة الرئاسي".
وبينت أنه سيتم تشكيل حكومتين في صنعاء وعدن، خلال مرحلة ما بعد الاتفاق لإدارة المرحلة الانتقالية حتى الوصول الى مرحلة الحل الشامل، وبعدها سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأشارت المصادر إلى أنه فيما يتعلق بـ"القضية الجنوبية"، تم اتفاق الاطراف على ترحيل اطار حلها حتى "مفاوضات الحل النهائي"، وهو ما يرفضه المجلس الانتقالي رفضاً تاماً.
وبالمقابل، صعد الحوثيون هجماتهم على مواقع الجيش اليمني، في عدد من الجبهات خلال الأيام الماضية، وحاصةً في محافظات تعز ومأرب والحديدة والضالع، في الوقت الذي تجري فيه محادثات غير معلنة في السعودية،
واعتاد الحوثيين القيام باستفزازات عسكرية والتصعيد على الجبهات بالتوازي مع مسار المفاوضات الجارية في السعودية، بهدف إظهار القوة والضغط لفرض شروطهم، لكنهم هذه المرة وقعوا في الفخ الذي نصبوه وقتل ثلاثة من كبار القادة الحوثيين في محافظتي صعدة والضالع خلال 24 ساعة في معارك مع القوات الجنوبية.
ومنذ أكثر من عام يشهد اليمن تهدئة للحرب التي بدأت قبل أكثر من تسع سنوات بين القوات الموالية للحكومة، مدعومة بالتحالف السعودي، وقوات الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء منذ سنة 2014.
*قسم التحرير والمتابعة