عقد من الحرب في اليمن
عقد من الحرب المستمرة في اليمن انهكت كل الأطراف المتصارعة داخلياً، ومع هذا ما يزالا التعنت السياسي وغياب الثقة بين الأطراف اليمنية يشكلان حجر عثرة أمام أي مبادرة للسلام في اليمن.
بدأت هذه الحرب كصراع داخلي، حوّل اليمن إلى ساحة مفتوحة لتدخلات إقليمية ودوليةعقدت الوضع بشكل كبير وجعلت من عملية إحلال السلام في اليمن مسألة معقدة يصعب حلها بحوار يراعي مصالح اليمنيين بعيداً عن الإقليم والعالم، الذين تعاملا مع الأزمة اليمنية بطرق خبيثة وماكرة، عقدت الأوضاع وأدخلت البلاد في متاهة وعُقَد سياسية يصعب فكها أو حلحلتها بعيدا عنهم.
تدخلات إقليمية ودولية لم يكن هدفها حل النزاع أو إنهاء معاناة الشعب اليمني، بل كانت تهدف إلى حماية مصالح تلك الدول وتأمين موطئ قدم لها في المنطقة - سواء السعودية والإمارات أو إيران وغيرها من القوى الكبرى - وعلى حساب الشعب اليمني الذي يعاني منذ سنوات من ويلات الحرب.
اليوم، ومع مرور عشر سنوات من الحرب، نجد أن أطراف الصراع في اليمن لم يعد لديهم القدرة على إيجاد حل يمني-يمني بعيداً عن التدخلات الخارجية، التي أصبحت تفرض شروطها وأجنداتها، مع وضع مصالحها فوق مصالح الشعب اليمني، بل باتت جميع أطراف الصراع في اليمن تدرك أنها مجرد أطراف هامشية في معركة أكبر منهم وتضم حسابات سياسية وجيوسياسية معقدة، ومن المؤسف أن هناك أطراف صارت تترقب عملية السلام ولو كانت على حساب مستقبل اليمن واستقراره.
ومع ذلك، ما زال هناك بصيص أمل أفرزته التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة، يمكن استغلاله من قبل المجلس الرئاسي عبر لملمة الشتات وتوحيد الجهود، وإيجاد مساحة - وإن كانت ضيقة - يستطيع اليمنيون من خلالها تقرير مصيرهم بدلاً من أن يكونوا أسرى للقرارات التي تُتخذ في العواصم الإقليمية والدولية.
يبدو أن التحركات الأخيرة على الساحة الدبلوماسية تهدف إلى إنهاء الصراع في اليمن بطريقة تحفظ ماء الوجه للأطراف الدولية ،ومع ذلك، تظل فرص السلام الحقيقي نادرة، ولن يكون هناك سلام حقيقي إلا من خلال حوار داخلي لإنقاذ البلاد من التدهور، وإيجاد حلول دائمة يكون فيها اليمنيون هم صناع مستقبلهم، وليسوا مجرد بيادق في لعبة سياسية معقدة تخدم مصالح الآخرين.
سليم ثابت - كاتب صحفي