
"لا كرامة لنبيّ في قومه"!!
هذا المزيج النادر بين القائد والمحب، بين المفكر والمناضل، بين اليد التي ترفع راية الحق، والقلب الذي لا يتخلى عن رقة الشعور.
اتسائل ومثلي الكثير من المنصفبن:
ما الجُرم الذي اقترفه النائب احمد سيف حاشد ليكون عرضة للتـ..ـشويه والتهكم و الصاق التهم الجزافية من البعض ؟
وهو الذي لم تتلطخ يداه بد مـاء الأبرياء، ولم تمتد إلى المال العام المنهوب، ولم يحصد من ثروات الوطن سوى ما يناله المواطن البسيط من عامة الناس.
هل يعقل أنكم تتجاهلون عتاولة الفـسـاد وتجار الحـ روب ولم تجدوا سوى هذا الرجل لتكيلوا عليه التهم المستحقة لبعضكم ؟
حاشد:
هذا الضمير الحيّ الذي لا يساوم، والصوت الحرّ الذي لا يُشترى ولا يُهدَّد. المناضل بالفطرة، من يقف مع المظلوم ، ثم لا يتردد لحظة في الوقوف ضده إن جار أو بغى. هذا الذي لا يعادي الأشخاص، بل يناقش الأفكار، الذي يظل باب قلبه مفتوحًا لكل من اختلف معه، إن لمس فيه الصدق والعقلانية.
نعرفه جيداً: بشخصيته القوية، لا يخشى النقاش ولا يتهرب من المواجهة. يعلو دائما على الأيديولوجيا حين يتطلب الموقف الانتماء إلى الوطن أو الإنصاف ومناصرة الحق. لا تُغريه المكاسب، ولا تُرهبه التهد يدات ، ولا تحنيه الظروف. فهو عنيد في مبادئه، ثابتًا في مواقفه حتى النفس الأخير.
إنه مثال للإنسان الحرّ، الذي يختار أن يكون صوتًا للحق لا صدى للسلطة، وعقلاً ناقدًا لا بوقًا لأي طرف، مهما كان شعاره أو لونه السياسي.
ولأنه يقف بصراحة مع الحق أينما كان، ومع من كان، تجده عرضة للانتقادات من أصحاب الأيديولوجيات المختلفة. كثيرًا ما يُتَّهم، ويُشكك في وطنيته من قِبل أصحاب المصالح وعبدة المال، و اتباع القطيع، لكنه لا يعيرهم اهتمامًا ولا يلقي لهم بالًا. فثقته بنفسه، وثباته على مواقفه، يجعلان منه شخصية أبية وجسورة، شامخة كالليث الغضنفر لا تهزه العواصف ولا تُطفئ وهجه حملات التشويه.
إنه و رغم صلابته وهيبته الظاهرة التي ترونها في ملامح شخصيته المثقلة بهموم الوطن، إلا إنه يحمل قلبًا أبيض لا تشوبه الأحقـا د، قلباً ينبض بالرحمة والصدق. ذو مشاعر جياشة، يتألم بصمت، ويحب بعمق، ويفهم الحياة كأنها قصيدة لا تكتمل إلا بالحب والصدق والنضال.
أديب وكاتب حين يمسك القلم، تنسكب الكلمات من روحه لا من حبره. يكتب عن الحب كما يكتب عن الوطن، عن الألم كما يكتب عن الأمل، وعن الحياة كما لو أنه عاش كل وجوهها. لا تميّزه فقط مواقفه، بل إنسانيته التي تنفذ من بين حروفه، فتلمس القلوب قبل العقول.
هو باختصار: المزيج النادر بين القائد والمحب، بين المفكر والمقا تل، بين اليد التي ترفع راية الحق، والقلب الذي لا يتخلى عن رقة الشعور.
عجباً !!
"وضُرب زيدٌ ولم يُذنب، وأُفلت عمرو وقد أذنب" !! .
عباس طاهر