
الرئيس اللبناني من الأمم المتحدة: لبنان لن يسمح بالتوطين
شدد الرئيس اللبناني، العماد ميشال عون، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن لبنان الذي تمكن من مواجهة الإرهاب الذي أشعل نيرانه في العديد من الدول، لن يسمح بالتوطين.
وقال عون: "استطاع لبنان أن يتجنب السقوط والانفجار من خلال حفاظه على وحدته الوطنية، رغم كل الانقسام السياسي الحاد الذي كان قائما، وهو تمكن، وبجميع قواه، من القضاء على الإرهاب تدريجيا".
وقال: "مؤخرا قام جيشنا بالمعركة النهائية على حدودنا مع سوريا، وحقق انتصارا كبيرا على التنظيمات الإرهابية من داعش والنصرة، ومتفرعاتها وأنهى وجودها العسكري في لبنان".
وأوضح عون الصعوبات التي يواجهها لبنان في استقبال الأعداد الكبيرة من النازحين السوريين إليه، وتأثير ذلك على الحياة اليومية للبنانيين، وأن الحاجة أصبحت ملحة لتنظيم عودة النازحين إلى وطنهم، بعد أن استقر الوضع في معظم أماكن سكنهم الأولى.
وأكد أن الأعباء التي يتحملها لبنان جراء الحرب الدائرة في سوريا تفوق بكثير قدرته على التحمل، لكن الشعب اللبناني أثبت أنه شعب إنساني ومسؤول.
وتابع عون قائلا
"لقد استقبل الشعب اللبناني النازحين في بيوته ومدارسه ومستشفياته، وسمح لهم بمشاركته لقمة العيش وسوق العمل على مدى السنوات الأخيرة الماضية ما ضاعف نسبة البطالة فيه".
وأشار إلى أن أكثر من نصف مدارس لبنان الرسمية تعمل بدوامين، قبل الظهر وبعده، للتمكن من استيعاب الأطفال السوريين.
وقال: "لبنان بلد صغير المساحة كثيف السكان محدود الموارد، اقتصاده تأثر بأزمات عدة أولها الأزمة الاقتصادية العالمية، ثم حروب المنطقة التي طوقته ومنعته من التحرك باتجاه الشرق والدول العربية، التي تشكل له المد الحيوي، ثم جاءت موجات النزوح واللجوء التي أضافت إليه ما نسبته 50% من سكانه، ما يعني أنه مقابل كل لبنانيين صار هناك نازح أو لاجئ، وارتفعت الكثافة السكانية في الكيلومتر المربع الواحد إلى 600 بعد أن كانت 400".
ومضى قائلا "كل هذا الاكتظاظ الشديد هو على مساحة 10452 كيلومترا مربعا، ما زاد من صعوبات أوضاعنا الاقتصادية، وزاد أيضا نسبة الجريمة بمختلف أنواعها، والأخطر أن المجموعات الإرهابية قد اتخذت من بعض تجمعات النازحين مخابئ لها محولة إياها بيئة حاضنة، وكانت تخرج منها لتقوم بتفجيراتها حاصدة أرواح الأبرياء".
واستطرد بقوله "من هنا، فإن الحاجة قد أصبحت ملحة لتنظيم عودة النازحين إلى وطنهم، بعد أن استقر الوضع في معظم أماكن سكنهم الأولى".
وأضاف:
"هناك من يقول بعودة طوعية لهم ونحن نقول بالعودة الآمنة ونميز بين الاثنين، واجتماعات مجموعة الدول الداعمة لسوريا، قد أكدت على ذلك؛ فالعودة تكون طوعية أو آمنة وفقا لسبب النزوح؛ فإذا كان اللجوء فرديا ولسبب سياسي يهدد أمن الفرد وسلامته تكون العودة طوعية، أي أنها تمنح للاجئ السياسي ويترك له تقدير توقيتها، وهذا النوع من اللجوء يقترن بقبول الدولة المضيفة".
واستطرد قائلا "أما اللجوء الجماعي بشكله الحالي إلى لبنان، فهو قد حصل لسبب أمني أو اقتصادي، وهربا من أخطار الحرب".
ومضى بقوله "لذلك نسميه نزوحا وليس لجوءا، وهو لم يقترن بقبول الدولة ولم يكن إفراديا، إنما على شكل اجتياح سكاني".
وأكد عون أن النازحين يعيشون في البؤس وفي بيئة صحية غير سليمة، بالرغم من كل تقديمات المؤسسات الدولية واللبنانية، ولا شك أنه من الأفضل لهم أن تقوم الأمم المتحدة بمساعدتهم على العودة إلى وطنهم، بدلا من مساعدتهم على البقاء في مخيمات لا يتوفر فيها الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.
وفي الملف الفلسطيني، قال عون: "بالإضافة إلى النزوح السوري، يتحمل لبنان أعباء لجوء 500 ألف فلسطيني، هجروا من أرضهم منذ 69 عاما، ينتظرون عودتهم إلى فلسطين، ومؤسسة الأونروا على طريق الانهيار المالي، ولا نرى في الأفق أي جهود جدية من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لتنفيذ مشروع الدولتين، بل على العكس فإن المجتمع الدولي بجميع مؤسساته يعجز عن جعل إسرائيل تتوقف عن إقامة مستوطنات جديدة. ولا يزال العنف مستمرا لأنه لا يمكن إخضاع شعب سلبت هويته وأرضه".
وشدد على أن دور لبنان، لا بل رسالته، هي في الحرب على أيديولوجية الإرهاب، وطرح "ترشيح لبنان ليكون مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق، مؤسسة تابعة للأمم المتحدة".