
جرائم حرب إمريكية وإسرائيلية مستمرة
هل سيضل المجتمع الدولي بمختلف مكوناته عل ماهو عليه يلوذ بالصمت ويقبل بإستمرار هذه السياسة ؟ أم حان الوقت لمقاومتها بمختلف الوسائل ؟
* جريمة حرب إمريكية بشعة مكتملة الاركان .
طيران العدوان الامريكي يقتل 68 ويجرح اكثر 60 من اللاجئين والمهاجرين الاجانب في صعدة ،
ومشاهد مروعة وصادمة من الجثث والأشلاء والجرحى من جراء قصف العدوان الامريكي لمركز الإيواء للمهاجرين في السجن الإحتياطي بصعدة.
منظمة الهجرة الدولية للأجئين ، ومنظمة الصليب ألاحمر الدولي ، تنفذان زيارات إعتيادية مستمرة لهذا المركز وتشرفان عليه ، وعندهم علم مسبق بتواجد هولاء المهاجرين في هذه العنابر من سجن الاحتياط ، حسب إفادة السلطات المحلية .
ويفترض بهما في حالة الحرب ووفقا للقانون الدولي قد قاما بإبلاغ الجيش ألامريكي بتواجد هذا المركز في صعدة وبإحداثياته لتجنب قصفه من قبل القوات الامريكية .، وهذا ما تقتضي واجباتهما ومسؤولياتهما عليهم في مثل هذه الحالات.
فلماذا إذن قام طيران العدوان الامريكي بقصف السجن وإحداث مذبحة بحق المهاجرين من دولتي الصومال واثيوبيا وغيرها ؟
ولماذا لم نسمع إلى الان اي رد فعل لهذه المنظمات الانسانية الدولية بعد حدوث هذه الجريمة ؟ ولماذا تلوذ بالصمت بعد مرور اكثر من 20 ساعة تقريبا .
ولماذا الامم المتحدة وامينها العام جوتيريش الى الآن لم يدينوا هذه الجريمة الامريكية البشعة بحق المهاجرين والذي يعد إنتهاكا صارخا للقانون الانساني الدولي وكافة معاهدات جنيف المتعلقة بالمهاجرين واللاجئين ؟
لايمكن ان نقول عنه إلا انه صمت مريب ومستهجن ، وتستر واضح على الجرائم الامريكية التي يرتكبها جيش العدوان الامريكي في اليمن .
هذه الجريمة البشعة تضاف للسجل الاسود لجرائم الجيش الامريكي الذي إرتكبها بحق الكثير من شعوب العالم ودول العالم في فيتنام وافغانستان والعراق وسوريا ومشاركته في مذبحة الابادة الجماعية بحق سكان غزة الغير مسبوقة .
* ترامب من رجل السلام كما كان يأمل الى مجرم حرب .
من واجب جميع شعوب ودول العالم ان تدين هذه الجرائم الامريكية بشدة وان تفضح بشاعة أمريكا والادارة الامريكية برئاسة ترامب وان تعريه ولا تسمح له بتمرير عليهم بأنه ( رجل سلام ) الذي كان يتشدق به ويبيعه للناخبين الامريكيين، وان ينظر له كمجرم حرب .
لإنه كان يدعي انه سيعمل على إحلال السلام في (منطقة الشرق الاوسط ) فإذا به يأتي بجيشه ليرتكب جرائم اكثر، ويشارك اكثر بالإبادة الجماعية في غزة اكثر من الادارة الامريكية السابقة ، بل ويطلق يد الجيش الاسرائيلي اكثر وبدون حدود ليرتكب إبادة القتل والتجويع لسكان غزة ، ويدعو الى تهجير كل سكان غزة من ارضهم وتحويل قطاع غزة الى عقار امريكي وإسرائيلي وتملكه ، وهاهو يأمر جيشه بإرتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الابرياء في اليمن وبدون اي إلتزام بالقانون الدولي الانساني بكل غطرسة" وبلطجة " ،
* إمريكا وإسرائيل وسياسة الإفلات من العقاب .
لقد حان الوقت ان تقوم جميع شعوب وحكومات العالم ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الانسانية والحقوقية الدولية بفضح جرائم إمريكا وإسرائيل بحق الفلسطينيين واليمنيين وغيرهم ، والوقوف ضد سياسة الافلات من العقاب بشدة التي تحيط وتحصن إمريكا وإسرائيل نفسيهما بها بإستخدام الفيتو الامريكي في مجلس الامن الدولي ضد اي قرار يمكن ان يصدر ضدهما جراء ذلك ، اوبرفض قرارات محكمة العدل و الجنايات الدولية وعدم الإلتزام بها ، والقيام فرض العقوبات عليها وعلى قضاتها عندما تصدر قرارات بحقهما ، وشن الحملات الإعلامية ضدها ، وإتهامها (بمعادة السامية ) وغيرها .
صحيح ان إمريكا وإسرائيل وجيوشهما لن يأبهوا بأي معارضة ضدهم و لا يعملوا اي إعتبار للقانون الانساني الدولي، ولا يلتزموا بقواعد القانون الدولي والاعراف الدولية ، ولا يعملوا اي إعتبار ايضا لمحكمة العدل والجنايات الدولية ، ولا ينفذوا قراراتها ، بل قاموا كما شاهدنا مؤخرا قيام إمريكا بفرض عليها عقوبات وعلى قضاتها بمجرد ان اصدرت قرارات بإتهام وجلب لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نيتنياهو ووزير دفاعه السابق جالانت لإرتكابهم جرائم الابادة الجماعية بحق سكان غزة ، وهي عقوبات مثلت صدمة لمعظم شعوب العالم وحكوماتها ولا قت إستهجان واسع .
ولكن الرفض الجماعي الدولي ورفض الرأي العام الدولي لسياسة إفلات إسرائيل وإمريكا من العقاب سيكون له تأثير كبير عليهم من الناحية الإخلاقية وسيتسبب بمزيد عزلتهم الدولية اكثر وأكثر وسيتسبب في تكون حراك شعبي متذمر ومؤثر داخل مدنهم معارض لهذه السياسة الإجرامية .
الجدير بالذكر ان الادارات الامريكية السابقة والحالية تعمدت الإنسحاب من محكمة العدل والجنايات الدولية والمنظمات الحقوقية الدولية مثل الانسحاب ( منظمة حقوق الانسان ) مؤخرا وغيرها ، لإنها لا تريد أن يقيد جيشها اي قيود او اي شروط او اي قوانيين عندما يشن جيشها الحروب ويرتكب جرائم حرب ضد شعوب ودول العالم ، ولا تريد ان يتعرض احدا من قادة وجنود الجيش الامريكي للمسائلة او لأي عقاب وهذا ينطبق على كيان العدو الاسرائيلي وجيشه ايضا ، يريدان لجيوشهم إستخدام كل القوة وبكافة الاسلحة المدمرة مهما كانت وحتى لو كانت محرمة دوليا بدون اي قيود او إلتزام بأي قوانيين دولية .
تريدان ان تبقيان في حالة (إفلات من العقاب ) بشكل دائم
وهذا يجب ان يرفضه المجتمع الدولي ويسعى لمقاومته بمختلف الوسائل والاشكال وصولا لإسقاطة وتحقيق العدالة الدولية وعدم الإفلات من العقاب من قبل أي مسؤول او اي قائد عسكري في اي دولة .
(وإلى الله ترجع عاقبة ألامور )
* بقلم: أ. صلاح القرشي - كاتب وباحث بمني