
اليمن: عبقرية الأرض والإنسان
قال الله تعالى: (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ).
اليمن آيةٌ من آيات الله في القوة والبأس، والصبر والجلد، وهزيمة كل متكبرٍ ومتجبرٍ عبر التاريخ.
واليوم، وعلى الرغم من التكنولوجيا الحديثة، وعدم تكافؤ القوة بكل المقاييس، تتجسد هذه الآية من جديد أمام أهل هذا العصر، ليروها رأيَ العين، فتوقن نفوسهم، وتطمئن قلوبهم بنصر الله الآكد.
عندما نتحدث عن يقينية فشل العدوان الأمريكي على اليمن، فإننا لا نراهن على أسلحة متطورة، أو منظومات عسكرية فائقة، أو خطط ذكية معقدة.
لا… نحن نراهن على عبقرية مزيج الأرض والإنسان.
الأرض اليمنية، بموقعها الجغرافي الفريد، وتضاريسها القاسية، ومناخها المتناغم مع تنوع بيئاتها، تُسهم مجتمعةً في شحذ القوة وتعليم الجلد والصبر؛
والإنسان اليمني، بتاريخه الضارب في عمق الحضارة، وموروثه الديني والثقافي، ومنظومته الاجتماعية المتماسكة، وإرادته الصلبة كجباله.
في هذه التركيبة الفريدة بين الأرض والإنسان، تكمن معجزة الصمود اليمني.
ومن هنا ينبع يقيننا بأن كل عدوان، مهما بلغت قوته وسطوته، سيتكسر على صخرة هذا الشعب العظيم وهذه الأرض المباركة.
فاليمن آيةٌ من آيات الله في مواجهة العنجهية والطغيان، عبر التاريخ، وفي الحاضر، والمستقبل بإذن الله تعالى.
السلاح، والتخطيط، والقيادة، والمنهج، كلها متغيرات تتبدل مع الزمن، أما الأرض والإنسان في اليمن فهما الثابت الأزلي، منذ بدء التاريخ وإلى قيام الساعة.
وبهذا المزيج، كان الانتصار على الإمبراطوريات العاتية دائمًا حليف اليمن عبر التاريخ، وسيكون اليوم أيضًا، بإذن الله تعالى
* بقلم: أ. أزال الجاوي - سياسي وباحث بمني