
تسجيلات اللاعبين: عائق أمام تطور كرة القدم الإسبانية
أصبحت إجراءات تسجيل اللاعبين الجدد عائقاً أمام تطوّر كرة القدم الإسبانية، فبعد معاناة برشلونة خلال السنوات الأخيرة، بسبب تأخر تسجيل لاعبيه، وهو ما حرمه من استعادة نجمه السابق الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً)، لغياب التوازن المالي بين المداخيل والمصاريف، امتدت الأزمة إلى أندية أخرى غرقت بدورها في قيود اللوائح الصارمة، إذ عجز بعضها عن توفير عدد كافٍ من اللاعبين لخوض مباريات الجولة الأولى، فيما وجد البعض الآخر نفسه محروماً حتى من إجراء التبديلات.
وتحوّلت لائحة اللعب المالي النظيف إلى كابوس حقيقي يلاحق الأندية الإسبانية من دون أن تفرّق بين نادٍ كبير أو صغير، أو بين فريق يملك شعبية جارفة وآخر محدود الإمكانات.
فبرشلونة، على سبيل المثال، عاش في السنوات الأخيرة ضغوطاً هائلة بسبب صعوبة تسجيل لاعبيه، ما جعل جماهيره تعيش القلق حتى اللحظات الأخيرة،
كما حدث مؤخراً حين لم يُعلن عن قيد الثنائي: الحارس الإسباني جوان غارسيا والمهاجم الإنكليزي ماركوس راشفورد، إلا قبل ساعات قليلة من مواجهة مايوركا، وهو ما فجّر موجة غضب واسعة في صفوف المشجعين.
وزاد من حدّة الأزمة الظهور المتكرر لرئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس بتصريحات اعتبرتها جماهير برشلونة مستفزّة، إذ كان يؤكد في أكثر من مناسبة أن النادي بعيد تماماً عن تسجيل لاعبيه،
بينما كان الواقع يثبت عكس ذلك. هذا التناقض عمّق فجوة الثقة بين المشجعين ومجلس الإدارة، وأرهق الفريق نفسياً وإدارياً،
كما حرم النادي من فرصة استعادة أسطورته ليونيل ميسي قبل سنوات، في وقت كان يعاني أصلاً تداعيات سياسات كارثية خلفها بعض الرؤساء السابقين.
وعانى نادي خيتافي بدوره من قيود اللعب المالي النظيف، إذ لم يتمكّن من تسجيل سوى أربعة لاعبين فقط من أصل سبعة جدد مع الفريق الأول، ما اضطره إلى الاستعانة بأحد عناصر الفريق الرديف.
ورغم هذه الصعوبات، نجح الفريق المدريدي في تحقيق فوز ثمين خارج الديار على حساب سيلتا فيغو بنتيجة (2-0)، في انتظار استكمال إجراءات قيد بقية اللاعبين، والاعتماد عليهم في الجولات المقبلة.
وواجه نادي ليفانتي بدوره صعوبات كبيرة في قيد لاعبيه، إذ لم يكن قبل ساعات قليلة من مباراته أمام ألافيس (خسرها 1-2) يملك سوى عشرة لاعبين مسجّلين ومؤهلين للمشاركة،
في وقت عجز فيه عن تسجيل حارس مرمى. ولم يُحل الموقف إلا في اللحظات الأخيرة وبصعوبة بالغة، وسط مخاوف حقيقية من إلغاء المباراة لعدم توفّر العدد القانوني من اللاعبين.
ووقع نادي ميرانديس ضحية مباشرة لقيود اللوائح، إذ خاض مباراته الأولى في دوري الدرجة الثانية الإسباني أمام قادش من دون إمكانية إجراء أي تبديل، بعدما لم يتمكّن من تسجيل سوى عشرة لاعبين في قائمة الرابطة.
وزادت محنته مبكراً حين طُرد أحد عناصره بعد مرور 40 ثانية فقط على بداية اللقاء، ليكمل المواجهة في ظروف شبه مستحيلة، قبل أن يُهزم منطقياً بنتيجة (1-0)، وُصفت رغم ذلك بالمقبولة قياساً بحجم الفوارق والعوائق التي واجهها الفريق.