
الكرة الذهبية والمونديال ودوري الأبطال: تعرَّف إلى قائمة أساطير الثلاثية
يُعَدّ الفوز بجائزة الكرة الذهبية مهمة صعبة للغاية، لكن تحقيق هذا الإنجاز، إلى جانب حصد لقبي كأس العالم ودوري أبطال أوروبا في مسيرة أي لاعب، يبدو أمراً شبه مستحيل.
ونتيجة لذلك، لم يتمكن سوى عشرة لاعبين في تاريخ كرة القدم من الفوز بهذه الثلاثية المرموقة، الذين سلط عليهم الضوءَ تقرير نشرته صحيفة آس الإسبانية.
بوبي تشارلتون
كان اللاعب الإنكليزي بوبي تشارلتون، رائداً في تحقيق أهم الألقاب بعالم كرة القدم.
فقد رفع كأس العالم عام 1966، وهو الأول والأخير حتى الآن لإنكلترا، ما جعله يتوج أفضل لاعب في العالم.
وبعد عامين، فاز بأول كأس أوروبي مع فريقه المفضل، مانشستر يونايتد، مكرماً الفريق الشاب والموهوب لعام 1958، الذي لم يستطع إثبات جدارته، بسبب كارثة ميونخ الجوية.
غيرد مولر
يُعتبر أسطورة بايرن ميونخ، مولر، أحد أبرز المهاجمين في تاريخ كرة القدم، بفضل قدرته على تسجيل الأهداف. وخلال مسيرته، خاض 691 مباراة، وسجل 608 أهداف.
وبفضل أهدافه، حصل على الكرة الذهبية عام 1970، ورفع كأس العالم مع ألمانيا عام 1974 (كانت الدولة المضيفة)، وحقق الفوز بثلاثة كؤوس أوروبية على التوالي.
فرانز بيكنباور
يعد بيكنباور، الرمز الكبير لمركز الليبيرو، من أبرز أساطير كرة القدم. بدأ الألماني مسيرته برفع لقب البوندسليغا مع بايرن ميونخ في عام 1965، ثم فاز بثلاثة كؤوس أوروبية متتالية مع الفريق ذاته، تماماً كما فعل زميله مولر.
كذلك فاز بكأس العالم 1974. لكن ما يميّزه عن الأخير، حصوله على كرتين ذهبيتين في عامي 1972 و1976.
باولو روسي
عاش الهداف الإيطالي روسي رحلة مليئة بالتقلبات خلال مسيرته. بدأ مشواره في يوفنتوس، لكنه اضطر إلى مغادرة النادي بحثاً عن دقائق للعب لإثبات قدراته،
وبعد مشاركات جيدة مع بيروجيا، تورط في فضيحة "توتونيرو" للمراهنات غير القانونية خلال موسم 1979-1980، ما أبعده عن الملاعب لمدة عامين.
ومع ذلك، استدعاه المدرب إنزو بيرزوت للعب في كأس العالم 1982 بإسبانيا، على الرغم من الانتقادات الوطنية، إذ لعب روسي ثلاث مباريات فقط في البطولة.
بعد بداية ضعيفة، تجاوزت إيطاليا دور المجموعات بصعوبة، وفي الدور الثاني تألق روسي بشكل مذهل، وسجل هاتريك ضد البرازيل المرشحة للقب، ليصمت كل الانتقادات ويتأهل إلى نصف النهائي حيث سجل هدفين ضد بولندا،
ثم أحرز هدفاً في النهائي ضد ألمانيا (3-1) في سانتياغو برنابيو، مانحاً المنتخب الإيطالي ثالث كأس عالم له. هذا الأداء مكنه من الفوز بالكرة الذهبية والانضمام إلى يوفنتوس، حيث فاز بكأس أوروبا عام 1985.
زين الدين زيدان
أبهر صانع الألعاب الفرنسي زيدان العالم بأناقة لعبه، إضافة إلى سجله الحافل أيضاً، بعد أن فاز بأول كأس عالم في تاريخ فرنسا عام 1998، ودوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، بعد تسجيله هدفاً لا يُنسى من كرة طائرة في النهائي ضد باير ليفركوزن،
وعام فوزه بالمونديال، حصل أيضاً على الكرة الذهبية.
ريفالدو
كان فيتور بوربا فيريرا غوميز، المعروف باسم ريفالدو، من اللاعبين الذين أظهروا سحرهم في عالم كرة القدم، لينجح النجم البرازيلي في عام 1999، في الفوز بالكرة الذهبية، بعد موسم رائع حقق فيه الدوري الإسباني مع برشلونة، وكأس أميركا الجنوبية مع البرازيل.
وفي عام 2002، رفع لقب المونديال الخامس مع البرازيل، بكوريا الجنوبية واليابان، ثم فاز بدوري أبطال أوروبا مع ميلان، في آخر موسم له في كرة القدم الأوروبية.
رونالدينيو
البرازيلي الثاني في القائمة هو رونالدينيو. كان هذا اللاعب متعدد المواهب، قادراً على اللعب في أي مركز هجومي، بفضل مهاراته العالية. تميز بمراوغاته غير المتوقعة وتمريراته المميزة وأهدافه الرائعة التي أبهر بها الجماهير.
في عام 2002، حقق المجد برفع كأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان، وسجل هدفاً بعيد المدى من ركلة حرة ضد إنكلترا في ربع النهائي. حصل رونالدينيو على الكرة الذهبية عام 2005،
رغم أن الإنجازات الجماعية على مستوى الأندية اقتصرت على الدوري الإسباني وكأس القارات. ومع ذلك، جاء دوري أبطال أوروبا في العام التالي، ليحقق برشلونة ثاني ألقابه في البطولة.
كاكا
بدأ البرازيلي كاكا مسيرته بفوز بلقب كأس العالم عام 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، وكان عمره حينها 20 عاماً فقط. استدعي بفضل أدائه الرائع مع ساو باولو، وهو ما لفت انتباه ميلان، الذي تعاقد معه عام 2003 مقابل 8.5 ملايين يورو.
وبعد أربع سنوات، وصل إلى ذروته بفوزه بدوري أبطال أوروبا، وحصل على الكرة الذهبية. ومع ذلك، انخفض أداؤه بعد موسمين، عندما انتقل إلى ريال مدريد مقابل 67 مليون يورو، بسبب الإصابات.
ليونيل ميسي
لا يمكن أن يغيب عن هذه القائمة اسم ميسي، الذي يعتبره كثيرون أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم. ولم يجد "البرغوث" صعوبة في الفوز بدوري أبطال أوروبا، إذ حصل على أربعة ألقاب، وحصل أيضاً على الكرة الذهبية،
وهو اللاعب الأكثر تتويجاً بهذا اللقب بثماني مرات. ومع ذلك، كانت كأس العالم اللقب "الملعون" بالنسبة إليه، إذ خسر النهائي عام 2014 بهدف في الوقت الإضافي أمام ألمانيا.
ولكن جاءت بطولة كأس العالم في قطر عام 2022، وبفضل جيل رائع من اللاعبين الأرجنتينيين وموهبة ميسي وخبرته، تمكنوا من هزيمة فرنسا في النهائي، في واحدة من أفضل مباريات تاريخ كرة القدم، ليمنح ميسي بلاده النجمة الثالثة.
عثمان ديمبيلي آخر المتوَّجين بجائزة الكرة الذهبية
عاش ديمبيلي قصة تحدٍّ وتغلب على الصعاب. فقد كان محط أنظار الأندية الكبرى، في سنٍ مبكرة، بفضل أدائه مع بوروسيا دورتموند.
وفي صيفٍ كان فيه برشلونة يبحث عن موهبة لتعويض رحيل نيمار، تعاقد النادي معه في صفقة قياسية بلغت 148 مليون يورو، مع المكافآت الإضافية.
ومع ذلك، عانى العديد من الإصابات التي منعته من أن يكون الجناح السريع والمفاجئ الذي عرفه الجمهور. وكانت أفضل لحظاته مع المنتخب الفرنسي، حيث رفع كأس العالم في روسيا عام 2018. وانتهت علاقته مع برشلونة عام 2023،
وانتقل إلى باريس سان جيرمان مقابل 50 مليون يورو.
وفي بلده الأصلي، وجد راحته مجدداً، وأظهر مستواه الحقيقي. وخلال الموسم الماضي، تحت قيادة لويس إنريكي، أصبح قائداً داخل غرفة خلع الملابس، حيث كان أول من يضغط على المنافس، واللاعب الحاسم في اللحظات المهمة.
وبفضل أدائه، فاز باريس سان جيرمان بالثلاثية، محققاً أخيراً دوري أبطال أوروبا، وعلى المستوى الشخصي، حصل على الكرة الذهبية 2025، قبل أيام قليلة، مؤكداً أن كرة القدم تمنح دوماً فرصاً للتعويض بعد التحديات.