"حكاية الجواهر الثلاث": أطفال غزة يحلمون بعالم أفضل
"حكاية الجواهر الثلاث"، هي حكاية كل أطفال فلسطين، التواقين إلى الانعتاق من الإحتلال الإسرائيلي، أراد من خلاله مخرجه وكاتب نصه ميشيل خليفي التعبير عن الكابوس الذي يعيشه أطفال غزة تحت نير الإحتلال المباشر، ما اضطرهم دائماً إلى إعمال خيالهم للخروج بالحلم من هذا الواقع، وهنا تكمن رسالة الفيلم الذي صور عام 1994 وخرح إلى النور في العام التالي.
خليفي لمّاح لكنه مباشر في طرحه واقع طفولة أبناء فلسطين تحت الإحتلال، من خلال شخصية الطفل يوسف – محمد النحال – إبن الثانية عشر من عمره يقطن في أحد مخيمات غزة خلال فترة الإنتفاضة الأولى مع والدته – بشرى قرمان – وشقيقته، بينما والده في أحد سجون الإحتلال، أما شقيقه فتطارده الوحدات الإسرائيلية الخاصة لإعتقاله.
وفي هذه الأجواء الخانقة والكالحة لم يجد يوسف مخرجاً سوى الحلم، حتى بنى عالماً مثالياً من خلال التأمل وتخيل أنه في مكان آحر من العالم الحر، ليصادف الفتاة عايدة – هنا نعمة - في مثل سنه، يترافقان ويتفقان على أمور عديدة بإعتبار الآمال واحدة ومنها أن يكونا معاً في المستقبل، لكنها اشترطت عليه خلال المدة الفاصلة بين اليوم وهذا المستقبل أن يسعى للعثور على الجواهر الثلاث المفقودة من القلادة التي حملها جدها من إحدى دول أميركا اللاتينية إلى جدتها.
وتُستكمل الحدوتة في مزج بين الحلم والحقيقة مع مباشرة يوسف محاولته للعثور على الجواهر عاملاً على تأمين ظروف سفره إلى أميركا اللاتينية ويتفق مع صديق له لكي يندس في أحد صناديق الليمون المعد للتصدير، لكنه يعلق داخله لأن الإحتلال فرض حظر تجول ففشلت المحاولة. وبالتالي فإن العائق الدائم يتمثل في ظروف الإحتلال وممارساته التي تقمع حتى الحلم.
وزع الفيلم عالمياً تحت عنوان: tale of the three jewels، وعرضته الصالات الباريسية بدءاً من 6 كانون الأول / ديسمبر 1995 في نسخة مدتها ساعة و52 دقيقة. وشارك في تجسيد باقي الأدوار: محمد بكري، مكرم خوري، رائدة أدون، محمد شيخ، غسان أبو لبدة، أمين حلبي، أم فايز، وأحمد أبو سلوم.