زمن كثر فيه الضجيج وقلّ فيه الإنصاف
في زمن كثر فيه الضجيج وقلّ فيه الإنصاف، أصبح من السهل على البعض أن يُسيء الظن، ويكيل الاتهامات جزافًا، دون تمحيص أو وعي بما يُقال ويُكتب.
الأستاذ أحمد سيف حاشد ليس مجرد اسم عابر، بل هو قامة وطنية ناضلت طويلًا من أجل الحقوق والحريات، وقدّم الكثير في ميادين الدفاع عن المظلومين، ومقاومة الفساد.
ما نراه اليوم من إساءات موجهة إليه على منصات التواصل، لا تُقلّل من مكانته، بل تكشف ضحالة الوعي لدى البعض ممن لا يدركون قيمة الرجال الشرفاء.
من السهل أن تُسيء... لكن من الصعب أن تكون منصفًا. ومن العدل أن نقرأ ونفهم قبل أن نحكم أو نتهجم.
للأسف، أصبح بعض الناس أسرى للعناوين، لا يقرأون بوعي، ولا يُحسنون الظن، ولا يُفرّقون بين النقد والإساءة.
خطاب الأستاذ حاشد كان واضحًا، عقلانيًا، نابعًا من حرصه الدائم على المصلحة العامة، ومن موقعه كبرلماني له باع طويل في خدمة الوطن.
ليس كل من يختلف معك عدوًا، وليس كل من يصدح بالحق خصمًا، فالحقيقة لا تُقاس بشعبوية الشتائم.
إننا ندعو كل من أساء أو تسرّع في إطلاق الأحكام أن يعيد النظر فيما قاله، وأن يُراجع منشورات الأستاذ حاشد بموضوعية وتجرد.
فمن الظلم أن نُشوّه تاريخ رجل نذر نفسه للدفاع عن حقوق الناس، وهو الذي دفع ثمن مواقفه الشجاعة مرارًا وتكرارًا.
لسنا بصدد تبرئة أحد، بل نطالب بالاحترام في الحوار، وبالتحلّي بأخلاق الاختلاف، لا بأخلاق الشتم.
الاختلاف حق، لكن التجريح ضعف، والسقوط في وحل الإساءة لا يُعبّر عن نُبل القضيّة بل عن ضحالة أدواتها.
تحية تقدير للأستاذ أحمد سيف حاشد، الذي نثق أنه أكبر من كل حملات التشويه، وأكثر وعيًا من أن ينجرّ وراء المهاترات.
وللآخرين نقول: الكلمة مسؤولية، فلا تكتب ما لا تستطيع الدفاع عنه، ولا تتلفظ بما تُخجل لو قيل لك.
المنصات مفتوحة للتعبير، ولكنها ليست حلبة لتصفية الحسابات أو إطلاق الإهانات.
حاشد ليس خصمكم، بل صوتكم، فلا تطعنوا صدوركم بأيديكم.
محمد مصطفى: