
قلق عربي ودولي من تجدد العنف في سورية ودعوات لحماية المدنيين
الرأي الثالث - وكالات
عاد الهدوء النسبي، اليوم السبت، إلى مدينة بانياس في ريف محافظة طرطوس، غربي سورية، بعد يوم من انتهاكات وعمليات قتل سجلت بحقّ مدنيين على أساس طائفي، فضلاً عن سرقات تعرّضت لها أحياء داخل المدينة.
ووصلت قوات كبيرة من الأمن العام إلى بانياس اليوم، وأقامت حواجز داخل حي القصور الذي شهد، يوم أمس الجمعة، عمليات قتل وتصفية بحق مدنيين.
وقال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، إنّ الشبكة رصدت، أمس الجمعة، عمليات قتل مدنيين في حي القصور ببانياس ذي الأغلبية العلوية، وسجّلت بعض الحالات اليوم أيضاً، وهناك صعوبة في عمليات التحقق من الأعداد، لكن المؤكد هو وجود هذه الانتهاكات.
ة عبّرت دول وأطراف عربية ودولية عن قلقها حيال التطورات الأمنية في سورية .
وأكدت جامعة الدول العربية في بيان لها، اليوم السبت، إدانتها أي "تدخلات خارجية تسهم في تأجيج الوضع في الساحل السوري"،
داعيةً إلى تهدئة الأوضاع. وشجب البيان أعمال العنف والقتل واستهداف قوى الأمن الحكومية، داعياً إلى "اتباع سياسات تعزز السلم الأهلي وتحافظ على الاستقرار في سورية".
كما أكدت مصر دعمها الدولة السورية ومؤسساتها في مواجهة التحديات الأمنية، داعية إلى تدشين عملية سياسية انتقالية شاملة.
وعبّرت الخارجية المصرية في بيان عن "القلق البالغ إزاء المواجهات التي شهدتها مناطق الساحل السوري، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين".
وحث البيان على رفض "كل أشكال العنف، وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار، والعمل على تجاوز هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة في سورية".
ودعا العراق أيضاً إلى ضبط النفس و"اعتماد الحل السلمي"، محذراً من أن استمرار العنف سيؤدي إلى تعميق حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
وشددت الخارجية العراقية في بيان على ضرورة حماية المدنيين، وضرورة "ضبط النفس من جميع الأطراف، وتغليب لغة الحوار واعتماد الحلول السلمية بدلاً من التصعيد العسكري".
وقالت إنها "تتابع بقلق بالغ التطورات الأمنية الجارية في سورية، وما تنطوي عليها من تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأعربت الكويت عن دعم جهود الحكومة السورية في مواجهة التحديات الأمنية، وشجبت جرائم المجموعات الخارجة عن القانون، واستهدافها القوى الأمنية.
وقالت وزارة الخارجية الكويتية إن دولة الكويت "تعرب عن إدانتها واستنكارها الشديدين للجرائم التي ترتكبها مجموعات خارجة عن القانون في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، واستهدافها للقوات الأمنية ومؤسسات الدولة".
دولياً، نددت فرنسا، اليوم السبت "بأكبر قدر من الحزم بالتجاوزات التي طاولت مدنيين على خلفية طائفية وسجناء" في سورية.
ودعت الخارجية الفرنسية في بيان، نقلته "فرانس برس"، "السلطات السورية الانتقالية إلى ضمان إجراء تحقيقات مستقلة تكشف كامل (ملابسات) هذه الجرائم، وإدانة مرتكبيها".
وكررت الخارجية الفرنسية "تمسكها بانتقال سياسي سلمي وجامع بمعزل عن التدخلات الخارجية، يكفل حماية التعددية الإثنية والطائفية في سورية"،
مؤكدة أن هذا الأمر هو "السبيل الوحيد لتجنب إغراق البلاد في التفكك والعنف، وعدم توفير أي جهد لتحقيق هذه الغاية".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عبر، أمس الثلاثاء، عن قلقه إزاء الاشتباكات والتوترات الأمنية في الساحل السوري، ودان كل أعمال العنف في البلاد،
مشيراً إلى التقارير التي تحدثت عن عمليات قتل خارج نطاق القضاء وسقوط ضحايا من المدنيين.
وفي مؤتمر صحافي في نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمين العام "يدين بشدة كل أعمال العنف في سورية"،
داعياً الأطراف إلى حماية المدنيين ووقف الأعمال العدائية، والتركيز على المصالحة والانتقال السياسي السلمي بعد 14 عاماً من الصراع.
وبدوره، أعرب المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون عن قلقه أيضاً بشأن الاشتباكات في منطقة الساحل السوري. وقال في بيان له: "إن التقارير الواردة مقلقة للغاية عن سقوط ضحايا من المدنيين"،
داعياً إلى "ضبط النفس من جانب جميع الأطراف، والاحترام الكامل لحماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي".
وطالب المبعوث الأممي جميع الأطراف "بالامتناع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تزيد من تأجيج التوترات، وتصعيد الصراع، وتفاقم معاناة المجتمعات المتضررة، وزعزعة استقرار سورية، وتعريض الانتقال السياسي الموثوق والشامل للخطر".
وفي لندن، حذّر زير شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية والتنمية البريطانية هيمش فولكنر من تصاعد التوتر في الساحل السوري، داعياً إلى ضبط النفس والالتزام بالحلول السياسية لضمان مستقبل مستقر وشامل للجميع.
وقال فولكنر مساء الجمعة: "يمكن لسورية أن تحظى بمستقبل يسوده السلام، ولكن ذلك ممكن فقط في حال تجنب العنف لصالح الحلول السياسية"،
داعياً جميع الأطراف إلى "ضبط النفس في هذه الأوقات الصعبة والمفصلية في تاريخ سورية"، وفقاً ما نشرت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية على منصة "إكس".
من جانبها، حذّرت وزارة الخارجية الإيرانية من أن "العنف في سورية قد يتسبب في عدم استقرار إقليمي"، مؤكدة ضرورة المحافظة على وحدة أراضي سورية وسيادتها، خاصة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن بلاده "تراقب بدقة التطورات الداخلية في سورية، وتتابع بقلق بالغ الأخبار والتقارير المنشورة حول العنف وعدم الاستقرار في مناطق مختلفة من هذا البلد".
وأضاف أن طهران "تعارض بشدة أي شكل من أشكال انعدام الأمن والعنف وقتل وإيذاء الأبرياء من الشعب السوري من أي مجموعة أو طائفة".
جدير بالذكر أن ثمة اتهامات متعددة لإيران بأن لها يداً في تحريك أنصار النظام السابق ضد الحكومة السورية الحالية، بعد أن قامت خلال الـ13 عاماً الماضية بدور رئيسي في دعم نظام بشار الأسد.