
مؤتمر المانحين في بروكسل: حشد الدعم لإعادة الإعمار في سورية
الرأي الثالث - فرانس برس
يسعى الاتحاد الأوروبي لحشد الدعم لجهود إعادة الإعمار في سورية وذلك في مؤتمر المانحين في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم الاثنين، وكانت النسخ السابقة للمؤتمر تكتفي بالمساعدة الدولية إلا أن الطموحات هذه المرة مختلفة تماما.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي وفقا لوكالة فرانس برس: "من المؤكد أن المؤتمر هذا العام سيكون مختلفا". وأضاف "ثمة فرصة سانحة، لكنها ليست كبيرة بما يكفي، لذا يتعين علينا استغلالها، وإلا فسيكون الأوان قد فات".
وفي ظل الاحتياجات الهائلة، قدرت الأمم المتحدة أنه، بالوتيرة الحالية، ستحتاج سورية إلى نصف قرن على الأقل للعودة إلى الوضع الاقتصادي الذي كانت عليه قبل الحرب الأهلية التي اندلعت في العام 2011.
ووفقا للاتحاد الأوروبي، يحتاج نحو 16.5 مليون شخص في سورية إلى مساعدات إنسانية، منهم 12.9 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية.
ونجح مؤتمر المانحين العام الماضي، في جمع تعهدات بنحو 7.5 مليارات يورو لسورية (حوالي 8.1 مليار دولار) مع تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 2.12 مليار يورو في عامي 2024 و2025.
لكن الجهود المبذولة لتحقيق هذه النتيجة أصبحت معرضة للخطر هذا العام بسبب قرار الولايات المتحدة تعليق مساعداتها الدولية.
وكانت الولايات المتحدة تُعتبَر حتى الآن المانح الرئيسي للمساعدات الدولية لسورية، بحسب الأمم المتحدة، وهي ستكون ممثلة الاثنين في المؤتمر.
وأوضح مسؤول أوروبي آخر أن "نظام المساعدات الإنسانية الدولي كان يعتمد بشكل عام على ركيزتين، الأولى مهمة جدا وتشكلها الولايات المتحدة، والثانية الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء".
وأضاف أن "إحدى هاتين الركيزتين قد تقلصت (حاليا) إلى حد كبير، إن لم تكن قد اختفت بالكامل، وهذا يعني تراجعا في الأموال المتاحة للمساعدات الإنسانية في كل أنحاء العالم".
حتى قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لم تكن الأطراف المانحة توفر لسورية إلا حوالى 35% من المساعدة المطلوبة من الأمم المتحدة. ويأمل منظمو مؤتمر المانحين هذا أن تتمكن دول عربية في الشرق الأوسط من تعويض الانسحاب الأميركي.
وللمرة الأولى، سيحضر المؤتمر التاسع للمانحين ممثلون عن الحكومة في دمشق. وسيمثل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بلاده في بروكسل، على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي.
وبحسب ديبلوماسيين، فإن دول الاتحاد الأوروبي الـ27 التي سارعت بعد 8 ديسمبر/كانون الأول إلى دعم العملية الانتقالية في سورية،
كذلك، أكدت هذه الدول استعدادها لإعادة النظر في الرفع التدريجي للعقوبات المفروضة على سورية الذي تقرر في نهاية فبراير/شباط، إذا تكررت حوادث العنف الطائفي، وفقا لدبلوماسيين في بروكسل.
وأعلنت فرنسا الأربعاء أنها ستُعارض أي رفع إضافي للعقوبات "إذا مرت هذه الممارسات بلا عقاب".
تعهد ألماني بـ300 مليون يورو لدعم سورية
في السياق، تعهدت ألمانيا الاثنين تقديم مساعدة جديدة لسورية بقيمة 300 مليون يورو قبيل مؤتمر مانحين ينظمه الاتحاد الأوروبي لحشد التمويل لدمشق بعد إطاحة بشار الأسد.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بروكسل "في سبيل هذه المهمة الهائلة، ستوفر ألمانيا للأمم المتحدة ومجموعة من المنظمات، 300 مليون يورو إضافي في إطار هذه العملية السلمية ومن أجل الشعب السوري وشعوب المنطقة".
من جانبها، دعت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إلى المضي قدما في رفع العقوبات المفروضة على سورية، منذ عهد نظام الأسد المخلوع.
جاء ذلك في تصريح للصحافيين قبيل اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي في العاصمة البلجيكية بروكسل، الاثنين.
وقالت كالاس في هذا السياق ، إن "الاتحاد الأوروبي يجب أن يقدم المزيد من الدعم لسورية وذلك بالتعاون مع الشركاء الإقليميين، نحن نعمل على تعزيز الجهود لرفع العقوبات".
وأشارت إلى أن اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد سيناقشون اليوم، آخر التطورات في سورية وأحداث العنف التي حصلت يوم السادس من مارس الجاري في الساحل السوري.