
المبعوث الأميركي يجدد دعمه لدمشق: إسرائيل تفضل سوريا مُقسّمة
الرأي الثالث - وكالات
قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك إن هجمات إسرائيل على سوريا جاءت في “توقيت سيئ”، وإن تل أبيب تفضل أن ترى سوريا “ممزقة ومقسمة” بدلا من أن تسيطر عليها “دولة مركزية قوية”.
جاء ذلك في تصريحات للسفير الأمريكي في أنقرة توماس باراك، الاثنين، أدلى بها في العاصمة اللبنانية بيروت.
وأكد باراك دعم الولايات المتحدة للحكومة الجديدة في سوريا، قائلاً إنه لا توجد “خطة بديلة” سوى التعاون مع السلطات الحالية.
وأعرب عن رفضه “للقتل والمجازر من كلا الجانبين” في أحداث السويداء جنوب سوريا، مشيرا إلى أنّ الحكومة السورية الجديدة “ذات موارد محدودة” من أجل معالجة مختلف القضايا التي تواجهها.
وأكد باراك في الوقت نفسه على أنّ الحكومة السورية “تبذل قصارى جهدها”.
ولفت باراك إلى أن إسرائيل لم تتشاور مع الولايات المتحدة بشأن هجماتها على سوريا، وأن واشنطن لم يكن لها أي دور في هذا القرار.
وأكد أن توقيت التدخل الإسرائيلي كان “سيئًا وخلق فصلًا جديدًا من الالتباس”.
وأوضح باراك أن إسرائيل تعتقد أن أي شيء سيحدث عسكريا جنوب دمشق يجب مناقشته والاتفاق عليه معها، وأضاف أنّ الحكومة الجديدة في سوريا “لا تشترك في نفس الرأي”.
وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن كافة الأقليات في سوريا تفضل “نظامًا مركزيًا”.
وتحت ذريعة “حماية الدروز”، استغلت إسرائيل الأوضاع في السويداء وصعدت عدوانها على سوريا، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء في 13 يوليو/ تموز الجاري.
وآنذاك، تحركت قوات حكومية نحو المنطقة لفرض الأمن، لكنها تعرضت لهجمات من مجموعات درزية “خارجة عن القانون”، ما أسفر عن مقتل عشرات الجنود.
وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، أحدثها السبت.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بنظام الرئيس بشار الأسد بعد 24 عاما في الحكم.
وحول لقائه مع فرهاد عبدي شاهين، أحد قياديي تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي” الإرهابي، الذي يستخدم اسم “قسد” في سوريا، في 19 يوليو/ تموز الجاري، أوضح باراك انه يعتقد أن العنف في السويداء لن يؤثر سلبًا على المفاوضات بين الحكومة السورية والتنظيم.
وأعرب عن توقعه بحدوث تحول في هذا الشأن خلال الأسابيع المقبلة.
وفي 10 مارس/ آذار الماضي، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد ما تسمى “قسد”، فرهاد عبدي شاهين، اتفاقا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، وتأكيد وحدة أراضي سوريا، ورفض التقسيم.
وبخصوص الدعم الدفاعي المحتمل لسوريا من تركيا، صرّح باراك بأن الولايات المتحدة “ليس لديها موقف” بخصوص إمكانية إبرام اتفاقية دفاعية بين سوريا وتركيا.
وقال: “ليس من شأن الولايات المتحدة أن تملي على الدول المجاورة ما يجب عليها فعله”.
وفي مؤتمر صحافي من بيروت، صرّح براك: “نتفاعل مع تطورات السويداء بقلق وألم وتعاطف ومساعدة”، مضيفًا: “يجب محاسبة الحكومة السورية”.
وأضاف أن واشنطن تحرص على وجود تنسيق بين سوريا ودول الجوار، سواء مع إسرائيل أو غيرها من الدول.
وفي ما يتعلق بالوضع في لبنان، قال باراك إن واشنطن تسعى لمساعدة اللبنانيين على إحلال السلام، لكن الحل “بأيدي الحكومة اللبنانية”.
وأكد أن الولايات المتحدة تعتبر “حزب الله” منظمة إرهابية، ولن تتحاور معه.
وأشار إلى أن واشنطن لا تعتزم فرض عقوبات على لبنان، مؤكدًا أن لبنان جزء من الاستقرار الإقليمي.
أما بخصوص استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان، فقال براك: “نحاول معالجة أسباب فشل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل“.
وأضاف: “لا يحق للولايات المتحدة محاولة إجبار إسرائيل على فعل أي شيء.. لا يمكن لأمريكا إلا التأثير”.