
تهديد حوثي لآلية التفتيش الأممية في جيبوتي.. سنفجر الأوضاع في البحر الأحمر
الرأي الثالث - متابعات
أرسلت جماعة الحوثي، اليوم رسالة تهديد شديدة اللهجة لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) في جيبوتي، لغرض طلب بإلغاء آلية التحقق والتفتيش.
وطالب جمال عامر وزير الخارجية في حكومة الحوثي (غير معترف بها)، في رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بإلغاء الآلية برمتها، مؤكداً أنها لم تعد تخدم الغرض الذي أنشئت من أجله، وفق وكالة سبأ التابعة للجماعة.
وفي الرسالة اتهم عامر المنظمة الدولية بالصمت تجاه ما اعتبره تعسفًا في إجراءات التفتيش، محذرًا من أنها تهدد جهود السلام وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وأوضح أن الإجراءات الجديدة لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش "UNVIM"، التي تشمل التفتيش المادي الكامل وفتح كل حاوية على حدة، وعدم السماح بمرور أي حاوية بدون وثائق مكتملة، ليست مجرد تحديثات، بل تصعيد خطير للحصار الخانق المفروض على اليمن.
واعتبر تلك الإجراءات، عقوبات جماعية تضاف إلى معاناة الشعب اليمني، وتزيد من تعقيد تدفق السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية التي هي شريان الحياة الوحيد لملايين اليمنيين،
مؤكدًا أن تحول آلية التحقق والتفتيش إلى أداة لتعقيد وإعاقة تدفق البضائع الحيوية هو تحريف خطير لدور الأمم المتحدة الإنساني، ويقوض تماماً الثقة في حياديتها وفاعليتها.
وحذر عامر من أن الإصرار على تطبيق هذه الإجراءات "القاسية" في ظل الظروف الراهنة، لن يؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، بل سينذر بتصعيد غير محمود العواقب يهدد الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر برمتها.
وقال إن تعطيل تدفق البضائع الحيوية وزيادة المعاناة الإنسانية يوّفر بيئة متوترة للغاية يمكن أن تقوض أي جهود رامية لتحقيق السلام الدائم.
ويأتي تهديد الحوثيين هذا غداة إنهاء ماري ياماشيتا، القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (اونمها)، زيارتها الرسمية إلى الرياض، بعد مباحثات أجرتها مع عدد من المسؤولين اليمنيين والسعوديين، حول خفض التصعيد وتدفق المساعدات الإنسانية عبر مواني الحديدة.
وقالت البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" في بيان لها، إن ماري ياماشيتا، القائم بأعمال رئيس البعثة الأممية، أنهت أمس الاثنين زيارتها إلى الرياض حيث التقت بمسؤولين سعوديين ويمنيين وشركاء إقليميين وأعضاء في السلك الدبلوماسي.
وأنشئت آلية التفتيش الأممية UNVIM عام 2016 بموجب قرار مجلس الأمن 2216، لضمان دخول المساعدات إلى اليمن عبر البحر الأحمر، ومنع تهريب الأسلحة للحوثيين.
وأوضحت بأنه وفي ظل تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (اونمها) في 14 يوليو، أتاحت الزيارة فرصة مهمة لمناقشة آخر التطورات والتحديات والفرص المتاحة لجهود البعثة الرامية إلى تحقيق الاستقرار وخفض التصعيد في الحديدة.
وأشارت إلى أن ياماشيتا أجرت مباحثات بناءة مع اللواء محمد عيضه، الرئيس المشارك للجنة تنسيق إعادة الانتشار للحكومة اليمنية، وبقية أعضاء اللجنة؛ بالإضافة إلى السفير سرحان المنيخر، رئيس بعثة مجلس التعاون الخليجي إلى اليمن.
ولفتت إلى أنها التقت كبار مسؤولي المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى الممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى اليمن في الرياض.
وبحسب أونمها، فإن اللقاءات ركزت على المبادرات المهمة التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (اونمها) بهدف الحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية عبر مواني اليمن المطلة على البحر الأحمر، وتعزيز الاستقرار طويل الأمد في الحديدة، وتهيئة بيئة مواتية لعملية سلام شاملة في جميع أنحاء اليمن.
ووفقا لأونمها، فإن ياماشيتا سلطت الضوء على جهود البعثة لتحقيق تلك الغايات، بما في ذلك توفير منبر لتهدئة التوترات، وجهود فتح الطرق على طول خط المواجهة في الحديدة، وتسيير دوريات النزول الميداني إلى الموانئ، وتنسيق الإجراءات المتعلقة بالألغام، والتواصل المجتمعي من خلال تنفيذ مشاريع الأثر السريع.
وقبل أيام ممد مجلس الأمن الدولي عمل بعثة أونمها لمدة ستة أشهر إضافية وسط جدل لدى أعضاء المجلس حول الأهداف المرجوة من استمرار عمل البعثة التي اعتبرتها واشنطن في حكم المنتهية.