
مقترح أميركي إسرائيلي لاتفاق شامل وإدارة أممية لقطاع غزة
الرأي الثالث - وكالات
أفادت القناة 12 الإسرائيلية، مساء السبت، بوجود اتصالات متقدّمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن بلورة مقترح جديد بشأن قطاع غزة.
ووفقاً للمصادر، فإنّ المقترح الذي يجري بحثه بين الجانبين يمنح حركة حماس مهلة للإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين، ويطرح تصوراً شاملاً لإنهاء الحرب.
وبحسب معلومات القناة العبرية، فإنّ المقترح الأميركي الإسرائيلي المحتمل يتضمن بنوداً رئيسية عدّة، أبرزها إدارة دولية لقطاع غزة تقودها الولايات المتحدة، وتخلي حركة حماس عن سلاحها في إطار اتفاق شامل، بدلاً من المقاربة التدريجية التي كانت قائمة خلال الأشهر الماضية، التي شملت وقفاً جزئياً لإطلاق النار مقابل إطلاق دفعات من المحتجزين.
وكانت حركة حماس قد نفقت في وقت سابق السبت، موافقتها على نزع سلاحها رداً على تصريح للمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، حول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
وقالت الحركة في بيان مقتضب: "تعليقاً على ما نشرته بعض وسائل الإعلام، نقلاً عن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، من أن الحركة أبدت استعدادها لنزع سلاحها،
نؤكد مجدداً أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائماً، وقد أقرّته المواثيق والأعراف الدولية، ولا يمكن التخلي عنهما إلّا باستعادة حقوقنا الوطنية كاملة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
كذلك، أفادت مصادر القناة 12 بأن تل أبيب وواشنطن تبحثان خياراً تصعيدياً بديلاً، في حال رفضت حركة "حماس" المقترح المطروح بشأن اتفاق شامل.
وبحسب المصادر، فإنّ الخطة البديلة تشمل شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، بهدف حسم المواجهة عسكرياً، وتحقيق الأهداف المعلنة للحرب،
وأشارت المصادر إلى أن هذا السيناريو سيجري بدعم مباشر وموافقة مسبقة من إدارة ترامب، التي يُتوقع أن تمنح إسرائيل ضوءاً أخضر كاملاً لتنفيذ العملية دون قيود.
وأشارت القناة إلى أن التقديرات السياسية والأمنية الإسرائيلية تفيد بعدم وجود صفقة قريبة في الأفق، رغم استمرار الاتصالات الفنية بين الأطراف، في ظل غياب "حوار حقيقي"، بحسب تعبيرها.
وذكرت القناة أن "حماس" تربط العودة إلى المفاوضات بتحسين الوضع الإنساني في غزة، في حين تزعم إسرائيل أنها سمحت مؤخراً بتدفق كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، وتقول إن "نتائج ذلك ستتضح خلال أيام".
وأفادت القناة العبرية بأن هذا التوجّه الجديد يحظى بدعم مباشر من ترامب، الذي أوعز لمبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بنقل الرؤية الجديدة إلى الأطراف المختلفة.
ووفقاً لما كشفه موقع "أكسيوس"، فإنّ ويتكوف أبلغ عائلات المحتجزين الإسرائيليين، خلال اجتماع استمر لساعتين في تل أبيب، بأن الإدارة الأميركية بصدد "تغيير" نهجها تجاه غزة، والانتقال نحو "اتفاق شامل يُنهي الحرب ويعيد جميع الرهائن دفعة واحدة".
وأشارت العائلات، في بيان أصدرته عقب الاجتماع، إلى أن ويتكوف أقرّ بفشل المسار الجزئي الذي اعتمدته واشنطن وتل أبيب خلال الأشهر الستة الماضية، والذي قام على أساس وقف تدريجي لإطلاق النار مقابل اتفاق محدود على الأسرى.
كما أوضح تقرير "أكسيوس" أن ويتكوف ناقش مع نتنياهو، في اجتماع يوم الخميس، حالة الجمود في مفاوضات التهدئة وصفقة الأسرى، إذ اتفق الجانبان، بحسب مسؤول إسرائيلي، على دراسة خيار الانتقال من إطار عمل يقتصر على إطلاق بعض المحتجزين، إلى اتفاق شامل يتضمن إطلاق الجميع، ونزع سلاح "حماس"، وتجريد قطاع غزة من السلاح.
ورغم ذلك، نقلت "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي كبير ومصدرين آخرين مشاركين في المفاوضات، تأكيدهم أنه لم يُتخذ قرار نهائي حتى الآن بشأن تغيير المسار، وأن الاتفاق الجزئي لا يزال مطروحاً على الطاولة، ويتضمّن وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً مقابل إطلاق سراح 10 مجتجزين أحياء و18 جثة.
واختتم المسؤول الإسرائيلي بالقول: "نحن عند مفترق طرق. حماس تأخذ وقتها ولا تنخرط، لكن هذا قد يتغير في المستقبل القريب".