
واشنطن تسعى لإعادة تموضعها الدبلوماسي في دمشق
الرأي الثالث - وكالات
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، يوم أمس الاثنين، زيارة وفد رسمي العاصمة السورية دمشق، في خطوة تهدف إلى إعادة تأسيس وجود دبلوماسي دائم لها في البلاد، وتوسيع التعاون في عدد من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وأفادت السفارة الأميركية في دمشق، في بيان، بأن وفداً مشتركاً بين الوكالات الحكومية، ترأسه رئيس منصة سورية الإقليمية، نيكولاس غرانجر، أجرى زيارة لسورية، ناقش خلالها سبل توسيع التعاون الأمني، والبحث في قضايا اقتصادية، إلى جانب إعادة تفعيل الحضور الدبلوماسي الأميركي في دمشق.
وأوضح البيان أن الوفد الأميركي أجرى مناقشات فنية مع نظرائه السوريين، شملت ملفات إصلاح القطاع المالي، والفرص الاقتصادية، إلى جانب بحث ملف الأميركيين المفقودين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتوسيع مجالات التعاون الأمني، وصولاً إلى استئناف التمثيل الدبلوماسي الأميركي.
وأكدت السفارة أن "الدبلوماسية تعني الحضور الميداني والعمل النشط على تعزيز المصالح الأميركية"، مشيرة إلى أن المشاركة والحوار البنّاء يمثلان جوهر التحرك الأميركي في دعم جهود الحكومة السورية لبناء "سورية مستقرة وآمنة وموحدة، وفقاً لرؤية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب".
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية السورية أنها ترأست سلسلة اللقاءات التي جرت مع الوفد الأميركي، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية، بينها وزارات الداخلية، والمالية، والاتصالات، إضافة إلى البنك المركزي السوري، ومؤسسات أخرى.
وأشارت الخارجية إلى أن المباحثات تركزت على ملفات ذات طابع سياسي واقتصادي وإنساني ودبلوماسي، تشكّل مواضيع اهتمام مشترك بين الطرفين.
وفي السياق، رأى الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية، فراس فحام، أن الزيارة الأميركية لدمشق تأتي عقب الزيارة التي أجراها الوفد السوري لموسكو، ولقاء وزير الخارجية السوري بالرئيس الروسي، الذي وُصف بأنه "تاريخي".
واعتبر فحام أن هذا اللقاء قد يكون دفع الولايات المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز حضورها الدبلوماسي في الملف السوري.
وأضاف أن "تعزيز الوجود الأميركي في سورية يمكن أن يسهم في دعم جهود واشنطن للحفاظ على حالة الهدوء وخفض التصعيد بين إسرائيل وسورية"، لافتاً إلى أن للولايات المتحدة دوراً سابقاً في الوساطة بين الجانبين.
وأشار فحام إلى أن إرسال وفد دبلوماسي يتبع وزارة الخارجية الأميركية قد يعكس وجود أطراف متعددة داخل الإدارة الأميركية منخرطة في الملف السوري،
وقد يأتي لموازنة دور المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، الذي يُنظر إليه في الأوساط الأميركية على أنه يفتقر إلى الخبرة الدبلوماسية، خصوصاً في ضوء الانتقادات الأخيرة لأدائه.
كذلك قد تعكس هذه الخطوة توجهاً نحو تعزيز دور وزارة الخارجية في إدارة الملف السوري خلال المرحلة المقبلة.