إسرائيليون يجتازون الحدود لإقامة مستوطنة في هضبة الجولان السوري
الرأي الثالث - وكالات
عبرت مجموعة من الإسرائيليين، أمس الاثنين، السياج الأمني في هضبة الجولان السوري المحتل، حيث أقامت نشاطاً وصفته بأنه وضع حجر الأساس لأول مستوطنة خلف السياج، أطلقت عليها اسم "نافي هباشان".
ويشير "الباشان" وفق المزاعم الإسرائيلية إلى اسم توراتي، يُطلق على منطقة واسعة تقع شرقي نهر الأردن، تشمل اليوم أجزاء من هضبة الجولان والجنوب الغربي من سورية، وتوصف بأنها مكان خصب وغني.
وحسب ما نشرته الجهة التي تُطلق على نفسها اسم "حالوتسي هباشان"، شاركت عائلات وأبناء شبيبة في مراسم وضع حجر الأساس للمستوطنة الجديدة التي تم إنشاؤها.
وأقامت عائلة جندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي يُدعى يهودا درور يهلوم، والذي خدم في وحدة غولاني وسقط في معركة في جنوب لبنان، زاوية تذكارية له في المستوطنة، وزرعت الزهور فيها.
وكتب أعضاء المجموعة، وفق ما نقله موقع والاه العبري اليوم الثلاثاء: "هباشان هي ميراث أجدادنا.
نرى هنا المساحات الفارغة من أرضنا التي تنادينا للعودة والاستيطان فيها. ندعو حكومة إسرائيل إلى طرد العدو من جميع مناطق هباشان والسماح بالاستيطان فيها".
وكتب المستوطنون في مجموعة الواتساب الخاصة بـ"حالوتسي هباشان"، أن "النشاط" نُظّم بمبادرة من مجموعة النشطاء (أي المستوطنين) دون دعم حكومي.
ومع ذلك، أعربوا عن أملهم "في أن يكون بالإمكان الحصول على دعم في المستقبل خلال عملية الاستيطان في منطقة هباشان".
كما شدد النشطاء على أن الفعالية أُقيمت دون دعم من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وزعموا أن اسم المستوطنة مستوحى من مدينة كبيرة في المنطقة، سكنها اليهود على مر العصور.
وعلّق جيش الاحتلال الإسرائيلي على ما نشره موقع والاه العبري بالقول إنه "في وقت سابق من يوم أمس، ورد بلاغ عن عدد من المركبات التي كان فيها مواطنون إسرائيليون قد عبروا السياج الحدودي إلى داخل الأراضي السورية.
أعادت قوات الجيش الإسرائيلي التي كانت في الموقع المواطنين بعد وقت قصير بأمان إلى داخل أراضي دولة إسرائيل.
تم توقيف المشتبه بهم من قبل القوات في الميدان واستدعاؤهم للتحقيق في شرطة إسرائيل.
يؤكد الجيش أن هذا حدث خطير يشكل مخالفة جنائية ويعرّض الجمهور وقوات الجيش للخطر".
يذكر أنه في شهر فبراير/شباط الماضي عبر نحو 20 إسرائيلياً الحدود إلى داخل الأراضي اللبنانية. وكانت المجموعة تنوي الوصول إلى ما زعمت أنه قبر يعود إلى القرن الخامس، تُطلق عليه اسم "قبر الحاخام آشي".
وزعمت سلطات الاحتلال في حينه أن عناصر شرطة وصلوا إلى المكان، وبعد التنسيق مع جهات في جيش الاحتلال، أوقفوا بعض المشتبه بهم بالقرب من الحدود، ونقلوهم إلى التحقيق في مركز الشرطة في كريات شمونة.
وفي السياق تواصلت التوغلات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة جنوبي سورية، ليل الأحد - الاثنين، إذ دخلت قوات الاحتلال وأنشأت نقطة جديدة غربي قرية العشة بريف القنيطرة الجنوبي،
كما داهمت منزلاً وأجرت عمليات تفتيش في قرية المشاعلة، خلال توغلٍ نفذته عبر أربع سيارات عسكرية.
وقال مسؤول التحرير لدى "تجمع أحرار حوران" يوسف المصلح ، إنه "حتّى الآن، لا يبدو أن إسرائيل تنوي التوقف عن توغلاتها في محافظة القنيطرة، وموقفها مرتبط بسياسات أمنية واستراتيجية طويلة الأمد، وستستمر إن لم يُفرض رادع فعلي، سواء عبر قوة دولية أو توافق سياسي يوقف هذه التوغلات"،
وأضاف أن "إسرائيل تدّعي أن الهدف من وراء هذه التوغلات هو منع أي تهديد عسكري من جنوب سورية، لكنّنا نعلم أن السبب الأساسي هو أن إسرائيل دولة توسعية،
وسورية تمر بمرحلة ضعف كبير نتيجة تبدل السلطة بعد حرب استمرت 14 عاماً، ومكنتها هذه التوغلات في المرحلة الحالية من السيطرة الميدانية على مناطق استراتيجية في محافظة القنيطرة، ولا أظن أنها ستنسحب منها خلال المرحلة المقبلة".
ولفت المصلح إلى أن "أهالي القنيطرة يعيشون اليوم أوضاعاً صعبة تتمثل في انعدام الأمان، وفرض قيود على الحركة اليومية من جهة، والتضييق على معيشتهم بعد حرق مساحات كبيرة من محاصيلهم الزراعية ومنعهم من الوصول إلى بعضها" من جهة أخرى.