الأمم المتحدة: الوضع في السودان مروّع وانقطاع المساعدات عن الفاشر
الرأي الثالث - وكالات
قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنّ الصراع في السودان لا يزال مستمراً، واصفاً الوضع بأنه "مروّع"، وأضاف في مؤتمر صحافي أن العاملين في المجال الإنساني أفادوا بأن الهجمات مستمرة على المدنيين في ولاية شمال دارفور.
وأشار دوجاريك إلى انقطاع الوصول إلى المساعدات الإنسانية على نحوٍ كامل في مدينة الفاشر، مشيراً إلى أن "المدنيين اليائسين" يواصلون الفرار نحو البلدات المجاورة بحثاً عن الأمان،
وقال إنه بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة، نزح ما لا يقل عن 62 ألف شخص من مدينة الفاشر، مضيفاً "تواصل المصادر المحلية نشر تقارير مثيرة للقلق للغاية عن اختطاف وابتزاز المدنيين أثناء تنقلهم".
وأردف "ندعو إلى توفير ممر آمن للأشخاص الذين يحاولون الفرار، وحماية من بقوا في الفاشر، والوصول الإنساني الكامل وغير المقيد إلى دارفور والمناطق الأخرى المحتاجة في السودان"،
وأكد دوجاريك أنه لا يستطيع تقديم بيانات مؤكدة عن الخسائر المدنية في الفاشر بسبب صعوبة الوصول،
وقال: "الأخبار التي شاهدتها على التلفزيون في مقاطع فيديو من الفاشر، على أقل تقدير، مُرعبة، ما نحتاجه هو تقديم المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن لدعم الناجين".
من جهتها، أعلنت شبكة "أطباء السودان"، السبت، وصول 642 نازحاً من مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد إلى منطقة الدبة بالولاية الشمالية خلال الساعات الماضية،
وقالت الشبكة (أهلية) في بيان إنها "تتابع بقلق بالغ تزايد حركة النزوح من مدينة الفاشر"، مشيرة إلى "وصول 642 نازحاً خلال الساعات الماضية إلى الولاية الشمالية (شمال)".
وأضافت، أن هؤلاء وصلوا المنطقة "بعد رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر جرّاء المجازر التي ترتكبها الدعم السريع بالفاشر، ويعيشون أوضاعاً إنسانية قاسية، في ظلّ انعدام المأوى ونقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب وغياب الخدمات الصحية الأساسية، خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن".
وتابعت الشبكة: "هذه الأسر الفارة من ويلات الحرب لجأت إلى الولاية الشمالية بحثاً عن الأمان،
إلّا أنها تواجه الآن تحديات معيشية خطيرة تفوق قدرة المجتمعات المستضيفة على الاستجابة لها، مع توقعات بأن يتضاعف عدد الوافدين على نحوٍ كبير خلال الأيام القادمة نتيجة استمرار تدهور الأوضاع في دارفور".
وناشدت الشبكة "السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية والإغاثية داخل السودان وخارجه بالتحرك العاجل لتقديم المساعدات الطبية والغذائية العاجلة، وتوفير المأوى والدعم النفسي والاجتماعي للنازحين، تفادياً لانهيار الوضع الإنساني كلياً"،
وقالت إنّ "الاستجابة السريعة في هذه اللحظة الحرجة قد تُنقذ آلاف الأرواح التي أنهكها النزوح والجوع والخوف".
ونزح 4500 شخص من مدينة بارا بولاية شمال كردفان غربي البلاد، أمس الجمعة، جراء "الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع" بحق المدنيين في المدينة خلال الأيام الأخيرة، وفقاً لشبكة أطباء السودان،
وقالت إنّ "الولاية تشهد نزوحاً متسارعاً من مدينة بارا نحو مدينة الأبيض بسبب تدهور الأوضاع الأمنية واستمرار الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المدنيين".
وأضافت أنّ "عدد النازحين تجاوز 4500 شخص، من بينهم 1900 وصلوا إلى مدينة الأبيض، بينما لا يزال الباقون في الطريق وسط ظروف قاسية ونقص حاد في الغذاء والمياه والمأوى"،
وأوضحت أن تقارير فرقها الميدانية تُظهر أن النازحين يعيشون أوضاعاً إنسانية متدهورة.
وكانت منظمة الهجرة الدولية، أعلنت أمس نزوح أكثر من 62 ألف شخص من مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور خلال 4 أيام من سيطرة "الدعم السريع" عليها.
والأحد الماضي، استولت "قوات الدعم السريع" على مدينة الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
ويشهد السودان منذ إبريل/ نيسان 2023، حرباً دامية بين الجيش و"قوات الدعم السريع" أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
والأربعاء، أقرّ قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث "تجاوزات" من قواته بالفاشر، مدعياً تشكيل لجان تحقيق.
وحالياً، باتت "قوات الدعم السريع" تسيطر على كل ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.