أبرز التطورات والمستجدات السياسية والميدانية على الساحة اليمنية
الرأي الثالث - متابعات
دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، رشاد العليمي اليوم الخميس، القوى المحلية في محافظتي حضرموت والمهرة شرقي البلاد، بما في ذلك المكونات السياسية والقبلية والاجتماعية، إلى دعم جهود الحكومة والسلطات المحلية لاحتواء التوتر المتصاعد في المحافظتين
محذراً من تأثيراته المباشرة في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، خصوصاً بعد إعلان صندوق النقد الدولي تعليق بعض أنشطته في البلاد.
وبحسب ما نقلته وكالة سبأ بنسختها الشرعية عن مصدر في مكتب الرئاسة، فقد أجرى العليمي اتصالين هاتفيين بكل من محافظ حضرموت سالم الخنبشي ومحافظ المهرة محمد علي ياسر، جدّد خلالهما مطالبته بانسحاب القوات القادمة من خارج المحافظتين، وتمكين السلطات المحلية من إدارة الملفين، الأمني والخدمي، وفقاً لصلاحياتها الدستورية والقانونية.
وشدّد رئيس مجلس القيادة على "ضرورة إجراء تحقيق شامل في الانتهاكات المرتبطة بالإجراءات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي، بما في ذلك الاعتقالات والإخفاء القسري والاعتداء على ممتلكات عامة وخاصة"
مؤكداً ضرورة المحاسبة ومنع الإفلات من العقاب.
وحذّر العليمي من مخاطر استمرار التصعيد أو توسّعه، بما قد يقود إلى مزيد من العنف ويضاعف من تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية
مشيراً إلى أن "المعركة الأساسية يجب أن تبقى باتجاه مواجهة جماعة الحوثيين المدعومة من إيران". وثمّن رئيس مجلس القيادة الجهود السعودية للحد من التوتر في حضرموت والمهرة،
مؤكداً "دعم مجلس القيادة لهذه المساعي، وحرصه على تعزيز صلاحيات السلطات المحلية وضمان قيامها بأدوارها في حماية السلم الاجتماعي".
ودعا العليمي إلى "تغليب المصلحة العامة والحفاظ على المكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية، مشدداً على أهمية إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، واحترام مرجعيات المرحلة الانتقالية، وتمكين الحكومة من أداء مهامها"
معتبراً أن "الظروف المعيشية الصعبة في البلاد لا تتحمل فتح جبهات داخلية جديدة".
وخلال الأيام الماضية، سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على معظم المناطق الحيوية في محافظتي المهرة وحضرموت اللتين تشكلان نحو نصف مساحة اليمن، وسط دعوات محلية ودولية إلى التهدئة.
عضوان في "الرئاسي" يبحثان التنسيق لتحرير شمالي البلاد
في غضون ذلك، بحث رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي وقائد "المقاومة الوطنية" طارق صالح، وهما عضوان في مجلس القيادة الرئاسي "سبل التنسيق المشترك بين قوات الطرفين لإطلاق معركة لتحرير شمال اليمن من الحوثيين".
وأفاد المجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان، بأن الزبيدي "تلقى اليوم الخميس، اتصالًا هاتفيًا من الفريق طارق صالح، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي"
وناقش الجانبان خلال الاتصال الهاتفي "تنسيق الجهود المشتركة ورفع مستوى التعاون بين مختلف القوات في مواجهة الجماعات الإرهابية، وفي طليعتها مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة". و
شدد الجانبان "على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وتفعيل مؤسسات الدولة فيها".
واعتبر الطرفان أن "تحقيق الاستقرار في الجنوب يمثل منطلقًا حقيقيًا لتحرير ما تبقى من الشمال وإزالة خطر مليشيا الحوثي الإرهابية".
كذلك شددا على أن " المعركة واحدة، وكذلك المخاطر والتهديدات، وأن التنسيق والتعاون المشترك يشكّلان أساس المرحلة الحالية والمقبلة"
مشيرين إلى أن "الإمكانات العسكرية والسياسية ستكون في متراس واحد مع مختلف القوى الوطنية الصادقة حتى تحقيق الأهداف المنشودة لاستعادة الأرض وتطهيرها من دنس الإمامة، وصولًا إلى صنعاء، وكل ما يهدد ديننا وعروبتنا وأمننا القومي".
ويقود طارق صالح قوات "المقاومة الوطنية"، التي تحوي عشرات آلاف المجندين وتتخذ مدينة المخا القريبة من مضيق باب المندب مقراً لها وترفع علم الوحدة اليمنية
فيما يقود الزبيدي قوات المجلس الانتقالي التي سيطرت أخيراً على معظم محافظتي حضرموت والمهرة، وباتت مسيطرة على أغلب مناطق جنوب اليمن، وينادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله وعودة الواقع إلى ما قبل تحقيق الوحدة عام 1990.
توقف مفاجئ للرحلات الجوية في مطار سيئون
إلى ذلك، تتصاعد حالة الاحتقان في محافظتي حضرموت والمهرة شرقي البلاد، حيث أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بإغلاق مطار سيئون وإلغاء الرحلات التي كانت مجدولة اليوم، بتوجيهات عليا قضت بالتوقف
ما اضطر الخطوط الجوية اليمنية إلى إلغاء رحلة كان من المقرر أن تنطلق إلى القاهرة". ويقع هذا المطار في مدينة سيئون ثاني أكبر المدن في محافظة حضرموت التي تشكل نحو ثلث مساحة اليمن.
وتتصاعد تداعيات الأزمة بين مجلس القيادة الرئاسي، والمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن،
حيث توقفت وسائل الإعلام الرسمية والحكومية في اليمن عن نشر أخبار نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، الذي يترأس المجلس الانتقالي الجنوبي.
بالتزامن مع ذلك، شنت قناة عدن المستقلة التابعة للانتقالي الجنوبي، هجوماً على رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، مع تصعيد في المحتوى الإعلامي المطالب بالانفصال.
واشنطن تندد باحتجاز الحوثيين لموظفي سفارتها في اليمن
إلى ذلك، نددت الولايات المتحدة باستمرار احتجاز الحوثيين لموظفين محليين حاليين وسابقين بسفارتها في اليمن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تومي بيجوت في بيان: "تندد الولايات المتحدة باستمرار احتجاز الحوثيين غير القانوني لموظفين محليين حاليين وسابقين لدى البعثة الأميركية في اليمن".
وأضاف: "اعتقال الحوثيين لهؤلاء الموظفين، والإجراءات الصورية التي اتُّخِذَت ضدهم، دليل آخر على أن الحوثيين يعتمدون على استخدام الإرهاب ضد شعبهم وسيلة للبقاء في السلطة".