إعلانات الولاء تكرّس انقسامات الشرعية اليمنية وتوسّع نفوذ "الانتقالي"
الرأي الثالث
تتسارع التطورات في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، على خلفية الخطوات والإجراءات التصاعدية التي ينفذها المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال، لتثبيت وتعزيز خطواته العسكرية والأمنية والسياسية، في معظم مناطق الجنوب اليمني،
في الوقت الذي تجد فيه الشرعية اليمنية نفسها تنحسر يوماً بعد يوم، ويتقلص وجودها على الأرض، لا سيما في مناطق جنوب وشرق اليمن، التي باتت خارج نفوذها وتحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي.
تأييد جنوبي
وتتزامن هذه التحركات مع تزايد الحشود التي تصل إلى ساحة العروض في مدينة خور مكسر في عدن التي تشهد اعتصاماً مفتوحاً لأنصار "الانتقالي"،
في وقت تشهد فيه كل المحافظات والمناطق الجنوبية حشوداً واعتصامات مماثلة، تطالب المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلاً برئيسه عيدروس الزبيدي، بإعلان "دولة الجنوب العربي"، كما تؤيد خطوات "الانتقالي" في السيطرة على حضرموت والمهرة شرقي اليمن.
وأعلن وزراء ونواب وزراء في الحكومة اليمنية ممن هم محسوبون على المجلس الانتقالي الجنوبي، تأييد وزاراتهم ومؤسساتهم بالكامل لخطوات المجلس، بما فيها دعوة وتأييد هذه الوزارات لرئيس المجلس في إعلان "دولة الجنوب العربي المستقلة".
وصدرت الإعلانات حتى عصر اليوم الأحد، من وزارات الخدمة المدنية والتأمينات، والشؤون الاجتماعية والعمل، والنقل، والأشغال العامة والطرق، إلى جانب وزارتي الكهرباء والثروة السمكية والزراعية، إضافة إلى نواب وزارات الإعلام والثقافة والسياحة والمياه والبيئة،
فيما ينتظر أن تنضم إليها مؤسسات أخرى. مع العلم أن هناك ست وزارات هي الكهرباء، والنقل، والخدمة المدنية والتأمينات، والثروة السمكية والزراعية، والأشغال العامة والطرق، والشؤون الاجتماعية والعمل، من حصة "الانتقالي الجنوبي".
وترجح مصادر في عدن أن ثلاث وزارات ليست من حصة المجلس لكنها موالية له، ستعلن تأييدها له، فيما لا يعرف موقف وزارات أخرى يديرها جنوبيون.
وتشير معلومات إلى أن الوزارات الأخرى التي ليست من نصيب "المجلس الانتقالي"، والتي لن يعلن الوزراء الذين يديرونها تأييدهم لخطواته، فسيعلن نوابهم الولاء والتأييد كما حدث في وزارتي الإعلام والثقافة والسياحة، والمياه.
واليوم الأحد، أصدرت وزارة الإعلام والثقافة والسياحة بياناً، قالت فيه إن البيان المنسوب إليها، "تضمن مواقف سياسية تتجاوز الاختصاصات القانونية والمؤسسية، وتنطوي على توصيفات ومسميات تخالف صراحة المرجعيات الدستورية والقانونية الحاكمة للمرحلة الانتقالية،
وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة، والدستور، والقوانين النافذة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني".
وأكدت الوزارة "بشكل واضح لا لبس فيه، أن القيادة السياسية الشرعية المعترف بها محلياً وإقليمياً ودولياً هي ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد محمد العليمي، وأن أي توصيفات أو مسميات أو مواقف تخالف ذلك تعد خروجاً سياسياً وقانونياً غير مقبول".
وجاء ذلك رداً على بيان صدر اليوم، عما سُمّي "قيادة وكوادر وزارة الإعلام والثقافة والسياحة" في عدن، حول إعلان الدعم الكامل لقرارات "الانتقالي".
المجلس الانتقالي الجنوبي والرغبة بالاعتراف
وتأتي هذه التطورات بعد دعوة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وزراء الحكومة إلى السفر إلى الرياض، لعقد لقاء معهم، وفق مصدر في الشرعية .
وأضاف المصدر أن المجلس الانتقالي الجنوبي يريد توجيه رسالة للمجتمع الدولي بضرورة الاعتراف بما اتخذه من إجراءات على الأرض، مؤكداً أن الحركة البطيئة لقيادة الشرعية هي ما تعطي المجلس فرصة التحرك لتثبيت أوضاعه ومشروعه،
مع أن المصدر استبعد أن تكون خطوات المجلس الانتقالي اليوم تشير إلى أنه يمهد لإعلان حكومة خاصة فيه لإدارة الجنوب.
وبرأيه، فإن المجلس لن يعلن حكومته لأنه يهدف من تحركاته هذه أن يظهر للعالم أن تصرفه يأتي ضمن "نطاق شرعي"، ويحظى بدعم من داخل الحكومة من خلال الوزارات التي أكدت دعمه.
وفي ما إذا كان الوزراء الموجودون في عدن من خارج حصة "الانتقالي"، قد استجابوا لدعوة العليمي، ذكرت مصادر أنهم لم يغادروا المدينة حتى اللحظة، ولا أحد يعرف الأسباب وراء ذلك، وفي مقدمتهم الوزراء الجنوبيون.
ورغم أن مصدراً في الشرعية قال إن بعض الوزراء مُنعوا من السفر، إلا أن مصدراً في "المجلس الانتقالي" نفى ذلك،
وأكد أن "من يريد المغادرة فليغادر، ولا يمكن منع من يريد السفر، لأن المرحلة هي ما ستحدد من في خندق من، بحيث يحدد كل شخص موقعه".
وباتت مصادر داخل الشرعية وخارجها تتحدث عن إمكانيات حدوث انشقاقات داخل الحكومة الشرعية لصالح وطرف المجلس الانتقالي، داخل الحكومة.