قراءة أولية لفوز دونالد ترامب بالرئاسة
نتنياهو استبق فوز صديقه ترامب بإقالة رجال بايدن من حكومته، وسارع الى تهنئته بالقول : إنها أعظم عودة في التاريخ.
ستكون حروبُنا إذًا أمام 3 احتمالات:
* الاحتمال الأول ويكون لمدة شهرين يحاول فيها #بايدن بما بقي له من وقت الضغط دون جدوى لوقف الحرب، ونتنياهو سيسخر منه .
* الاحتمال الثاني حين يتولى ترامب الرئاسة مع راحة ملحوظة في الكونغرس ، سيستمر بدعم نتنياهو لاسباب سياسي وديني ، فتشعر اسرائيل بالراحة وتكمل حربها الالغائية وصولا الى إيران.
* الاحتمال الثالث ان نكون أمام ترامب جديد، يعقد صفقة كُبرى مع بوتين لانهاء حرب أوكرانيا، ويسعى لتبريد الجبهات مع موسكو والدول العربية التي تُرحّب بعودته، خصوصًا أن القمة العربية الاسلامية في 11 الجاري في الرياض تكون بعثت له برسالة ترحيب وتمني بالعودة الى الحلول السياسية العادلة...
حتى ذاك الحين نحن أمام أسابيع صعبة وخطيرة لان نتنياهو سيشعر بأن حريته تضاعفت حتى ولو ان بايدن لم يعرقل وضعه أبدًا. وسيشعر نتنياهو بأنَّ مجال المناورة صار أوسع.... فترامب طلب من نتنياهو ان ينهي الحروب قبل وصوله الى البيت الأبيض . هذا يعني أننا في الساعات والاسابيع المُقبلة سنشهد تصعيدا للجبهة من الجهتين .
أما إيران التي عززت تحالفها الدفاعي مع روسيا مؤخّرًا، فلا شك أنها في دائرة الخطر وفي وضع حرج، فهي إن ردّت بقوة على اسرائيل كما تقول ستُمهد الطريق لضربة كبرى اسرائيلية مدعومة من ترامب، وإن ذهبت باتجاه التسويات فهذا الأمر غير مضمون الا بدعم روسي صيني، وهذا غير واضح. لذلك قد تدعم رفع مستوى الجبهة العسكرية من قبل حلفائها في الاسابيع المُقبلة لرفع مستوى الضغط.
لا شك ان ترامب العائد بقوّة، سيسعى للتسويات لا للحروب في ولايته الثانية، لكن التسويات التي تناسبه وتناسب حلفائه وليس الخصوم كإيران وحلفائها. والاهم من هذا ان نتنياهو سيكون أكثر خضوعًا لاملاءات ترامب من بايدن لان الرجل سلّفه كثيرا سابقا من القدس حتّى الجولان. وهنا ستلعب دول الخليج وفي مقدمها السعودية دورًا مهما في الدفع نحو تسوية القضية الفلسطينية مع ترامب بعد ان تضع الحرب أوزارَها، ذلك أن الرجل يريد تشجيع الرياض على استكمال الاتفاقات الابراهيمية، وعلاقته معها ومع دول الخليج ستكون ممتازة على الارجح.
لكن السؤال الأهم: هل ستتقدم السياسة والتفاوض على الحروب والاساطير الدينية المحيطة بترامب ونتنياهو في مستقبل فلسطين كي نذهب الى حلّ عادل؟؟؟ ليس مؤكّدًا.