أين تكمن المشكلة بالنسبة للحركات الدينية؟
أولًا: أنها لا تملك مشروع دولة جامع، ولا حتى مذاهب حقيقية، وإنما أحزابا طائفية في شكل مذاهب، مهمتها حشد الناس وتجميعهم حولها لاستثمارهم بما يحقق مصالحها حتى وهي في السلطة.
وتجد أن دورها يكاد ينحصر إلافي جمع المال فإنه يتوسع حتى وهي على رأس السلطة؛ ولهذا فهي تحمل بداخلها بذور فنائها ولا تقدر أن تنهض بإدارة دولة بعقليتها التي لا تتجاوز مصالحها.
ثانيا: أنها كما أسلفنا تتبنى خطابا من نوع خاص، وتحاول فرضه على الآخرين بحكم موقعها في السلطة؛ ما ينتج عنه صراع مع التوجهات الأخرى كما ذكره الدكتور (أحمد شرف الدين، رحمه الله) واعتبر أن ذلك هو السبب وراء الصراعات التي حدثت في اليمن عبر التاريخ؛ لأن تلك الحركات تتبنى سياسة في صورة فكر وقناعات تعمل على فرضه باعتباره يمثل أيديولوجيتها وترسم في أذهان أتباعها أن من يخالف ذلك فقد خالف الدين... وهكذا يحدث الصراع و تكتل المجتمعات في شكل مذاهب متصارعة لم ينتج عنها إلا دمار البلدان وتمزيقها.
ولذا فإن الدولة المدنية هي الحل الأوحد للشعوب المتنوعة؛ لأن الشعوب لا يعنيها شأن المذاهب، وإنما يهمها أن تعيش في ظل دولة يحكمها العدل ويسودها القانون ليحتكم الجميع لسلطة القانون. وأن تكون دولة القانون على مسافة واحدة من جميع أبناء الشعب دون تمييز.
وأن تكون مهمتها بناء الاقتصاد والتعليم والطب والصناعة والزراعة، واستخراج الثروات بما يضمن النهوض بالبلد، وأن يعيش المواطن حياة كريمة في ظل دولة توفر حقوقه كبقية شعوب العالم.
وهذه القناعة أساسها ومرجعيتها ما تضمنته رؤية "أنsار الله" التي قدمها الدكتور (أحمد شرف الدين) في "مؤتمر الحوار الوطني الشامل". وفي الاخير اتمنى ان تشعر سلطة صنعاء بالوضع الذي يعيشه الشعب اليمني في ظل ادارتهم
وان يخففوا من انفاق المليارات على المناسبات والدورات الثقافية في ظل وضعنا المزري، وان يتم وضع ما ينفق لأولويات المواطن من تعليم وصحة ومرتبات وووو الخ ؟
ألا يستحق المواطن الذي صبر عليكم -وفقد الكثير من أهله ومحبيه بسببكم ان تراعو حالته ومايمربه من معاناة.
وان يجد منكم لفتة كريمة تخفف من معاناته بدلا من انفاق المليارات. في مالا يستفيد منه المواطن المغلوب.
إن التغيير ارادة ومن يريد يستطيع
* رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً