أماني اليمنيين في العام الجديد... حياة كريمة وأن تنتهي الحرب
يتشارك اليمنيون الأحلام والأمنيات في العام الجديد على اختلاف أماكنهم وفئات عمرهم، كما يتشاركون الأنين والجراح بفعل الحرب المتواصلة منذ ما يقرب من عشر سنوات، وما أنتجته من تبعات على جميع جوانب الحياة العامة والخاصة.
حين تسأل اليمني عن أمنياته في العام الجديد، تلاحظ غياب الأنا لصالح الهم الجمعي الذي يتفوق على كل الأماني الشخصية، فاليمني بحاجة إلى الوطن أولاً كي يتسع فضاء أحلامه، وهو يشعر بأنه بلا وطن طالما تستمر الحرب في حصد الرؤوس، وحفر القبور، ونشر ثقافة الموت. ويجمع اليمنيون على أنهم لا يريدون من العام الجديد سوى أن تطوى صفحة الحرب التي دمرت البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وجغرافياً.
ويظل الواقع المعيشي المتردي أبشع ما أنتجته الحرب، والتي قادت اليمن للتربع على سلم قائمة الدول الأكثر فقراً في العالم، والذي يعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم وفقاً للأمم المتحدة.
تقول فطوم عبد الوهاب (67 سنة)، وهي ربة بيت : "نسأل الله في العام الجديد حسن الخاتمة، ومن أجل أولادنا وأحفادنا نتمنى أن تنتهي الحرب، وأن ينصلح حال بلادنا، ونعيش من دون حروب، ومن دون فقر، ومن دون غلاء. أما الأشقاء في فلسطين فلهم الله، وأسال الله أن يرفع عنهم البلاء، وأن يحرروا بلادهم من المعتدين، وينصرهم نصراً يفرح به جميع العرب والمسلمين".
بدوره، يقول التاجر كمال فيصل (41 سنة) : "أتمنى على المستوى الشخصي انطلاقة اقتصادية، واستقراراً، وعافية، وعلى مستوى الشأن العام، أتمنى عودة الأمن والاستقرار إلى كل أنحاء البلد، وقيام حكومة وطنية تسعى لخدمة البلد، وليس أجندات الآخرين، وأتمنى انتهاء الحرب في غزة، وعودة المهجرين إلى بيوتهم، وتعويض الأهالي عما فقدوه، وأن يكون عام خير وسلام".
من صنعاء، تتمنى الطفلة مرام أحمد (12 سنة)، أن تنتهي الحرب، وأن يصرفوا راتب والدها، وأن تستطيع السفر إلى تعز لزيارة أقاربها هناك، وأن تنتصر المقاومة الفلسطينية.
ومن مأرب، يتمنى عبد الله المرادي (34 سنة)، وهو موظف، أن يحل السلام، وأن يتنازل أطراف الصراع اليمني عن التشدد في المواقف، ويقبلوا بالحلول السياسية التوافقية من أجل إنهاء الحرب التي أهلكت البلاد والعباد، وأن يتحسن سعر صرف العملة التي جعلت المواطن يتجرع تبعات الحرب، كما يتمنى أن يكون العام الجديد عام خير على غزة، وأن تتوقف الحرب هناك.
ومن تعز، يقول الطفل أنس فهد المذحجي (10 سنوات)، : "أمنيتي في العام الجديد أن يستلم أبي الراتب كي يشتري لي سيكل (دراجة)، وأن يكون لدينا الكثير من المال، وأن يفوز أتليتكو مدريد بالدوري الإسباني، وتنتصر كتائب القسام على الإسرائيليين".
وتتمنى الطالبة الجامعية ندى الحاج (23 سنة)، من صنعاء، أن "يعيش اليمنيون بسلام من دون أصوات الرصاص والصواريخ والقذائف، وانتهاء هذا الوضع المعيشي الصعب، وأن ينعم الجميع بحياة كريمة، وتعود الحياة الطبيعية، وأسأل الله أن يفرج عن إخواننا في غزة، وأن يكون عام انتصار الشعب الفلسطيني ودحر الاحتلال".
يعمل عصام أمين (37 سنة) في مطعم بمحافظة إب، ويقول : "أمنيتي الأولى أن تنتهي الحرب، وأن تتحسن ظروف الناس، وأحلم أن أتمكن من الزواج وتكوين أسرة. وأتمنى النصر لإخواننا في غزة، لأنهم عانوا ما لم يعانه شعب في العالم".
وتقول الفنانة التشكيلية الشابة روان بن إسحاق (19 سنة)، من حضرموت : "أمنيتي ليست السلام فقط، بل أن نجد طريقاً للشفاء، وأن تلتئم جراحنا بعد توقف الحرب التي مزقت الأرواح والبيوت، وأن تنتهي مآسي التهجير والجوع، ونستعيد حقنا في العيش بأمان وكرامة. أما عن غزة، وكل أرض أنهكتها الحروب، فهؤلاء قصائد الصمود التي كُتبت بدمعٍ وإرادة، وهم دليل حي على أن الحياة أقوى من الدمار، وأن الأمل يمكن أن ينبت في أعمق الظلمات وأكثرها قسوة".
ويؤكد أنور عبيد (37 سنة)، وهو سائق حافلة في تعز، ، أن أمنيته أن تنتهي الحرب في اليمن، وتتحسن أوضاع الدولة، وينتهي وجود المسلحين في الشوارع، ويعود الأمن والأمان، وأن يرجع الدوري اليمني، ويعود لمشاهدة المباريات في ملعب الشهداء بتعز.
فخر العزب
صحافي يمني