هل يدفع الأميركيون ثمن جرائم "إسرائيل"؟
معهد "The Libertarian" ينشر مقالاً للكاتب كونور فريمان، يتحدث فيه عن الحروب الأميركية في أفغانستان، وعبر أفريقيا، وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، ودعم واشنطن لـ "إسرائيل" في حروبها وإبادتها الجماعية في غزّة ولبنان واليمن.
نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
لا ينبغي لنا أن ننسى أبداً أنّ المدنيين الأميركيين أصيبوا بالصدمة قبل 23 عاماً في مثل هذا الشهر عندما اختطفت مجموعة صغيرة من السعوديين والمصريين في الغالب طائرات مدنية أميركية في مهمة انتحارية قتلت الآلاف. ورغم أنّ أياً منهم لم يكن فلسطينياً، فإنّ الهجوم الذي شنّه الخاطفون، وعددهم 19 شخصاً، كان مدفوعاً إلى حد كبير بالدعم العسكري والمالي والدبلوماسي غير المشروط من جانب واشنطن لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي والاحتلالات غير القانونية والفظائع التي لا حصر لها في جنوب لبنان وكذلك فلسطين.
ويقول المعنيون إنّ سبب وقوع الهجوم هو أنّ المنفذين "يكرهوننا من أجل حريتنا". هذه مجرد عبارة ساخرة.
إنّ واشنطن قامت في إثر ذلك بسلسلة من الحروب غير الضرورية التي لا نهاية لها، والتي كلفت تريليونات الدولارات في أفغانستان، وعبر أفريقيا، وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط. وتحت ستار مكافحة الإرهاب، قتلت حملات القتل الجماعي غير الدستورية ما بين أربعة وخمسة ملايين شخص عن طريق العنف المباشر أو غير المباشر.
إنّ الإبادة الجماعية المبرمجة بالذكاء الاصطناعي في "إسرائيل" لا تبدو أنّها تزعج قاعدة الناخبين، سواء دونالد ترامب أو كامالا هاريس. لقد وجدنا أنفسنا في هذا الموقف السخيف لأن حكومتنا تشارك في محرقة على حسابنا وباسمنا، أطلقتها "إسرائيل" على الشعب الفلسطيني.
ومع ذلك، لا يوجد غضب، ولا فضيحة وطنية، ولا حتى أسئلة أساسية تُطرح. إنّ المتظاهرين الأميركيين يجب أن يتدفقوا إلى الشوارع يومياً مطالبين بإجابات عن سبب تحول حكومتنا مرة أخرى إلى الجانب الآخر في ما يسمى "الحرب العالمية ضد الإرهاب" فقط حتى تتمكن قوات الدفاع الإسرائيلية من تعذيب وتجويع واغتصاب وتطهير عرقي وإبادة أمة بأكملها من الناس الذين تطمع حركة الاستيطان الإسرائيلية في أراضيهم.
عندما يحتج الناشطون الأميركيون سلمياً على التوسع غير القانوني للمستعمرات الإثنية الإقصائية أو عندما يقوم الصحافيون المواطنون الأميركيون بتغطية الجرائم الشنيعة الأخرى ضد الفلسطينيين، فإنهم معرضون للإعدام برصاص قناصة جيش الدفاع الإسرائيلي في الرأس، كما حدث في وقت سابق من هذا الشهر.
في 6 أيلول/سبتمبر، أطلق قناص عسكري إسرائيلي النار بدم بارد على الناشطة من أجل السلام البالغة 26 عاماً أيسينور إيجي أثناء تظاهرة قرب نابلس. وفي إثرها، قام البيت الأبيض الذي يشغله الديمقراطيون بضربة خفيفة على معصم "إسرائيل"، فيما لم تفعل حركة "أميركا أولاً" الجمهورية المطيعة شيئاً.
وفي حين تشن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بدعم من الولايات المتحدة ضد المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون في فلسطين المحتلة، يقوم جيشها العنصري في الوقت نفسه بقصف الناس والبنية التحتية في لبنان وسوريا واليمن وإيران.
إنّ كل هذا يتجه في اتجاه واحد: زيادة محتملة في نشاط تنظيم القاعدة في الداخل، وتحول نهائي للولايات المتحدة إلى دولة شمولية صريحة. كل هذا في خضم حرب ضخمة ومكلفة تشترك فيها دول متعددة في وقت واحد، إذ تتكبد القوات الأميركية خسائر فادحة.
إنّ الكابوس القادم سيكون صغيراً أمام الكوارث التي تسببت بها حكومتنا بالفعل إلى جانب الدول العميلة لها في مختلف أنحاء المنطقة هذا القرن.
وباسم آيسينور إيجي وضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، يتعين على الشعب الأميركي أن يقطع بشكل دائم الدعم العسكري والمالي والاستخباراتي والدبلوماسي الذي تقدمه حكومتنا لهذه الدولة المنبوذة الطفيلية على الفور.