
لقاء نتنياهو وترامب.. نتائج حرب إيران وترتيبات هدنة غزة على الطاولة
يستعد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة مرتقبة إلى الولايات المتحدة، خلال الأيام المقبلة، وعقد لقاء مع الرئيس دونالد ترامب.
وتحمل الزيارة رسائل سياسية داخلية وخارجية، وتأتي في وقت حساس من عمر الحرب على غزة والأزمات السياسية التي تطارد نتنياهو داخلياً.
نتنياهو أكد أنه من المتوقع أن يسافر إلى الولايات المتحدة لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين، ومن ضمنهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير التجارة هاورد لوتنيك.
حسم لمصير الحرب
وتوقعت وسائل إعلام عبرية أن تكون زيارة نتنياهو حاسمة لجهة مصير الحرب في قطاع غزة، وقضايا أخرى تتعلق بتوسيع اتفاقيات السلام في المنطقة.
وحسب هيئة الإذاعة الإسرائيلية فإن "الزيارة المرتقبة هي الرابعة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، والثالثة منذ تولي ترامب ولايته الثانية في يناير 2025″.
وذكرت الهيئة أن نتنياهو سيناقش مع ترامب السعي للتقدم نحو صفقة كبرى تشمل إنهاء الحرب في غزة، والإفراج عن الأسرى، ودفع مسار التطبيع بين "إسرائيل" ودول عربية.
والثلاثاء (1 يوليو)، أعلن ترامب أنه سيكون "حازماً" مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة.
وقال الرئيس الأمريكي، في تصريحات للصحفيين بالبيت الأبيض، إن مباحثاته مع نتنياهو، بالعاصمة واشنطن، الاثنين المقبل: "ستتضمن ملفي غزة وإيران".
في السياق نفسه نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي في واشنطن أن نتنياهو وترامب سيجريان مناقشات حول إيران وغزة وسوريا، وغير ذلك من التحديات الإقليمية.
إلى ذلك أفاد القيادي بحركة "حماس" سامي أبو زهري بأن "الضغط الذي يمارسه ترامب على إسرائيل سيكون عاملاً رئيسياً في تحقيق أي انفراجة في جهود وقف إطلاق النار المتعثرة"، وفق وكالة "رويترز".
من جهة أخرى يسعى نتنياهو من خلال هذه الزيارة إلى كسب دعم سياسي يمهد لاحتمال خوض انتخابات مبكرة في "إسرائيل"، ويريد الظهور كزعيم عالمي مقبول لدى كبار القادة، وتقديم صورة جديدة للجمهور الإسرائيلي بأنه لا يزال صاحب تأثير على الساحة الدولية.
نقاشات استراتيجية معمقة
وفي قراءته للزيارة والتوقعات بشأنها قال الخبير في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور: إن زيارة نتنياهو لواشنطن "ستحمل طابعاً احتفالياً، حيث يسعى الطرفان إلى الظهور بمظهر المنتصر في المعركة ضد إيران، وترويج فكرة أنهما نجحا في إزالة التهديد الإيراني بعد سنوات من التصعيد والتوتر".
وأضاف منصور أن "الزيارة لن تقتصر على الجانب الرمزي فقط، بل ستتضمن نقاشات معمّقة تتعلق باستراتيجية البلدين المستقبلية تجاه ملفات المنطقة، لا سيما الحرب المستمرة على قطاع غزة، ومآلاتها، إلى جانب قضايا التطبيع الإقليمي، وتوسيع ما يُعرف باتفاقيات أبراهام".
وتابع أن ترامب لديه تطلعات واضحة لتحويل الحرب على غزة إلى مكسب سياسي يخدم حملته الانتخابية، بالتعاون مع نتنياهو، عبر ترسيخ واقع جيوسياسي جديد في المنطقة، تقوم فيه "إسرائيل" بدور محوري في الأمن الإقليمي.
وأكد منصور أن هذه التطلعات تضع ترامب في دائرة التحدي، إذ سيكون عليه إثبات قدرته على التأثير في إنهاء الحرب، وربما الدفع نحو اتفاق إقليمي يتماشى مع مقترح مبعوثة ستيف ويتكوف الذي يُناقش مؤخراً كأحد الحلول المطروحة لوقف إطلاق النار وترتيب ما بعد الحرب.
وأشار إلى أن نتنياهو سيحاول استثمار هذا اللقاء "لترميم صورته داخلياً، وتقديم نفسه كقائد دولي قادر على صناعة تحالفات مع اللاعبين المؤثرين عالمياً".
إيران وسوريا
وفيما يتعلق بملف طهران قالت صحيفة "معاريف" العبرية، الأربعاء (2 يوليو)، إنه من المرجح أن يتداول نتنياهو وترامب الشأن الإيراني على مبدأ أن المواجهة قد تكون بين "إسرائيل" وإيران انتهت علناً، لكن التقديرات في تل أبيب وواشنطن تشير إلى أن المعركة انتقلت إلى وضع "الاستعداد" ولم يلقَ أي طرف من الطرفين سلاحه فعلياً.
وأوضحت "معاريف" أن "إسرائيل" التي تدرك أن واشنطن ترغب في استئناف المفاوضات مع طهران، تريد أن تكون منخرطة في كل سيناريو محتمل، سواء أكان تقارباً دبلوماسياً، أو اشتعال مواجهة جديدة.
وتابعت في هذا الشأن: "في كلتا الحالتين تصرّ إسرائيل على ألّا تكون فقط على اطّلاع، بل أن يكون لها تأثير مباشر في عملية اتخاذ القرار".
وقالت: "في خلفية المحادثات هناك طموح واضح: ترامب لا يرضى بوعود طويلة الأمد، بل يسعى لتحقيق إنجاز فعلي في أقرب وقت ممكن".
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن جدول أعمال لقاء ترامب- نتنياهو يتضمن أيضاً الملف السوري. ونقلت عن مصادر في واشنطن قولها: "نحن أمام لحظة زخم مثالي، فالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع يطلب رفع العقوبات، وهي فرصة مناسبة للتفاوض بشأن خطوات مقابلة".
ورجحت "معاريف" أن إحدى الخطوات التي يمكن أن تقدمها سوريا هي اتفاق سلام مع "إسرائيل".