ماذا وراء الحراك الدبلوماسي الغربي في اليمن ؟
لايمكن لاحدٍ ان يتهكن بما يجري وراء الكواليس ، في ظل تصاعد الحراك الدبلوماسي الخفي للسفير الامريكي ، مسنودا بتحركات مماثلة لسفيري بريطانيا وفرنسا ، بصفة خاصة ، وسفراء الاتحاد الاوربي بصفة عامة .
ويلاحظ بلوغ الحراك الدبلوماسي الغربي الذروة فور عودة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي من قمة صناعة المستقبل ، التي رمت على مايبدو حجرا في مياه الشرعية الراكدة من سنين ، دفعتها للحركة في اكثر من اتجاه ، لدرجة اعادة حياة الآمال فيها ، بعد موتها المحقق ، وعززت امكانية المبادرة في عمل مالم تستطع عمله خلال السنوات الماضية ، لتصل بعلاقاتها مع الشعب الى مفترق الطرق ،
والسير كلا في اتجاه عكس الاخر . شرعية مكبلة بالجمود ، وشعب استحب التحلل من الدولة على شاكلتها اليمنية الفريدة ، و اختيار الابتعاد غير المعلن عنها .
الا ان طبيعة الحراك الدبلوماسي المحموم لامريكا واخواتها الغربيات يوحي بمدى تباينها الواضح مع البيت الرئاسي في ادارة ملفات المرحلة ، ومحاولة كف تدخله المباشر فيها او الحد منها في اقل التقدير ، مطالبة له بالبقاء على مكان عليه ممثلة للشعب المغلوب على امره ، والراضي بمحض ارادته بالوقوف خارج اطار اللعبة الدولية في اليمن ، وهو القادر على قلب موازينها رأسا على عقب في غمضة عين ، ان آجاد عملية تنظيم نفسه بعيدا عن مغريات ومثبطات المرحلة .
وثمة مايمكن التأكيد عليه بان الحرك الدبلوماسي الامريكي الغربي ابعد مايكون عن المنظور او مايدور في التداولات الاعلامية ومنصات التواصل التي جرى شغلها بالتغيرات الحكومية المرتقبة ، ورفع الغطاء عن فضائحها اقطابها ، ولا عودة الروح للاحزاب السياسية ولقائها الموعود في عدن ، ولا مخاطر الحوثية على ممرات الملاحة الدولية ولا حرب الابادة لغزة و اهلها .
وعلينا الانتظار قليلا حتى نقف على حقيقة المشهد الدبلوماسي الجديد فمن طبيعة السياسة الامريكية ضيقها المبرم بالاسرار ، واعتمادها على مبدأ نشر غسيلها على الاخرين .
آ . عمر الحار - باحث وكاتب يمني