أل 22 من مايو .. عهد عالق في كل ذمة
خمسة وثلاثون عاما مضت على إعادة الوطن المجزأ بفعل الإمامة الكهنوتية والاستعمار البغيض إلى سابق وجوده التاريخي وطنا واحدا بنضال وطني خاضه شعبنا اليمني العظيم في عموم الساحة الوطنية مقدما في سبيله قوافل من الشهداء الذين ارتقوا في ميادين الفداء والتضحية الى أبرز وأنقى وأنصع صفحات التاريخ النضالي اليمني بل والعروبي والإسلامي برمته
باعتبار الوحدة اليمنية التي تحققت بفعل نضالاتهم وتضحياتهم منجزا قوميا وعقيديا ارسى أسس ومداميك الوحدة العربية والإسلامية المنشودة من كل شعوب الأمتين اللتين تعانيان من حالات صراعية بينية بفعل الاستهداف الاستعماري الجديد القائم على زرع بذور الشقاق وإشعال الحروب متوازيا مع شن الحروب الاقتصادية لإيصال الأمتين العربية والإسلامية إلى وضع متدن من الإفقار وقد كان في كثير من الأقطار رغم تعدد وتنوع مصادر الرخاء المؤدي إلى حياة حرة وكريمة.
الوحدة اليمنية عهد عالق في كل ذمة وأنشودة خالدة يرددها الوجدان اليمني والعروبي والإسلامي في كل الأصقاع ، وجدت كحدث عظيم لتبقى ذخرا لأمة كريمة ،
حدث ذهبت بفعله وإلى غير رجعة الطامة الإمامية الطارئة وتثبتت وإلى الأبد حالة التحام اللحمة الوطنية كوطن واحد وشعب واحد ذي نسيج اجتماعي واحد وتاريخ واحد مكتظ بالمآثر البطولية التي خاضها ضد كل عوامل الفرقة والشتات ومحاولات التجزيئ الاستعماري الكهنوتي البغيض والمتخلف ،
وما ثورتا ال 26 من سبتمبر وال 14 من أكتوبر وال 22 من مايو الا نتاج عملي لحقائق واحدية اللحمة الوطنية والنضال المشترك لثوارها ومناضليها الأفذاذ.
أل 22 من مايو المجيد ما كان حين إنجازه نتاجا لحالة مزاجية أو لظروف محلية طارئة أو مهددات إقليمية أو دولية ولكنه كان نتاجا لإرادة شعبية ضاغطة منذ اللحظات الأولى التي تحرك فيها هذا الشعب العظيم لمقارعة الاستعمار البغيض في شطر الوطن الجنوبي والإمامة الكهنوتية المتخلفة البائدة في شطره الشمالي واللذان أذاقا شعبنا في كلا الشطرين صنوفا من العذاب والتجهيل والاستغلال لموارده بل ومحاولة تحريف وتشويه تاريخه الوحدوي العريق.
إن شعبنا اليمني وهو يحتفي - بكل أطيافه السياسية وفئاته الاجتماعية ومؤسستيه العسكرية والأمنية - بالعيد الوطني ال 35 للجمهورية اليمنية يؤكد أن الوحدة اليمنية ثابت وطني لا يمكن تجاوزه وعهد لا يمكن النكث به ،
وإننا في مؤسستي القوات المسلحة والأمن نؤكد بهذه المناسبة تمسكنا بوعد حماية هذا المنجز التاريخي الكبير من كل المهددات وفي طليعتها مليشيا الحوثي الإرهابية التي تستهدف وجوديا الشعب اليمني برمته من خلال ممارسة القتل والتشريد والنهب والسلب وزرع بذور الفتنة والشقاق بين أبناء الوطن الواحد وتحريف عقيدته وتغير مناهجه التعليمية كأسلوب خبيث انتهجته الإمامة البائدة وتنتهجه ايضا إمامة اليوم المدعومة من إيران رأس الشر في المنطقة والعالم بأسره.
لا مجال لنجاح طموحات كل المغردين خارج سرب أنشودة الزمن وسمفونية الوجدان اليمني الجمعي ال 22 من مايو المجيد كحقيقة تاريخية غير قابلة للتحريف او التجريف،
إذ لا حياة آمنة مستقرة لليمنيين خارج سياج الوحدة المنيع الكاسر بصلابته لكل المؤامرات والدسائس التي تستهدف الوطن والشعب.. وإنها لوحدة حتى يأتي أمر الله على الكون بأسره.
حكيم شريحي