
هل يُصحح فيفا مشكلات مونديال الأندية قبل كأس العالم 2026؟
واجه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" انتقادات حادة، بعد انتهاء بطولة كأس العالم للأندية، التي استطاع تشلسي الإنكليزي حسم لقبها لصالحه، بعدما حقق انتصاراً عريضاً على باريس سان جيرمان الفرنسي بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، يوم الأحد الماضي،
وسط مخاوف من عدم استيعاب الهيئة الكروية دروس ما حدث في الولايات المتحدة، خاصة أنه بقي أقل من عام على انطلاق مونديال 2026 في أميركا وكندا والمكسيك.
وذكرت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، في تقرير خاص سابق، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وضع خطة لدراسة ما حدث في بطولة كأس العالم للأندية 2025، بعدما تلقى العديد من الانتقادات الحادة، بسبب قلة الحضور الجماهيري وارتفاع أسعار التذاكر،
بالإضافة إلى الحرارة المرتفعة وإيقاف المواجهات، بسبب سوء الأحوال الجوية، فيما عبر الكثير من النجوم عن انزعاجهم من حالة الملاعب في الولايات المتحدة الأميركية، قبل أقل من عام على انطلاق مونديال 2026.
وأوضحت أن الدرس الأول، الذي استفاد منه الاتحاد الدولي لكرة القدم هو أن الجماهير في الولايات المتحدة الأميركية من المستحيل أن تدفع مبالغ مالية كبيرة لشراء التذاكر، وهو ما دفع "فيفا" إلى تعديل أسعارها بشكل مُستمر في بطولة كأس العالم للأندية،
ما يعني ضرورة التحرك الآن لعلاج الخلل الحاصل، قبل انطلاق مونديال 2026، الذي تتهافت الجماهير على حضور مبارياته، إلا أن ارتفاع الأسعار سيجعلهم يخططون للسفر، حتى يتابعوا اللقاءات من المناطق المخصصة لهم، من دون الدخول إلى الملاعب.
وكان هناك مثال واضح على تغيير "فيفا" للقناعة، التي ظل متمسكاً بها في البطولات الخاصة به، خلال السنوات الماضية، بعدما قرر تخفيض أسعار تذاكر مواجهة تشلسي الإنكليزي وفلومينينسي البرازيلي، في نصف نهائي بطولة كأس العالم للأندية من 473 دولاراً إلى 13.40 دولاراً،
وفعل الشيء نفسه في تذاكر النهائي؛ حيث انخفض سعرها من 330 دولاراً إلى 199 دولاراً، لتصبح الحصيلة النهائية للحضور الجماهيري في مونديال الأندية 2.49 مليون متفرج في جميع المواجهات، أي ما يقارب من 62 % من السعة الرسمية للملاعب،
إذ إن هناك أربعة لقاءات حضر فيها أقل من 10 آلاف متفرج في المدرجات.
ويعد ناديا باريس سان جيرمان الفرنسي وريال مدريد الأكثر جذباً للجماهير الرياضية، التي حرصت على شراء التذاكر من أجل حضور مباريات الفريقين خلال "الموندياليتو"،
إذ تجاوز عدد الجماهير 60 ألف مشجع، فيما حضر 81118 مشجعاً في المدرجات المواجهة النهائية لبطولة كأس العالم للأندية، أي 98 % من سعة ملعب ميتلايف، الذي اشتكى النجوم من سوء أرضيته،
وطالبوا المنظمين و"فيفا" بضرورة العمل على إصلاحه، قبل انطلاق مونديال 2026.
ولكن وفق الصحيفة الإسبانية، فإن أسوأ ما واجه الأندية ونجومها، هو ارتفاع درجات الحرارة في الولايات المتحدة الأميركية، وإقامة المواجهات في فترة الظهيرة، حيث وصلت درجة الحرارة في أحد اللقاءات إلى 32 درجة مئوية، مع ارتفاع حاد في الرطوبة،
ما جعل الكثير من اللاعبين يظهرون دون مستواهم، بسبب وتيرة اللعب الأبطأ بكثير مما يقدمونه في المنافسات الأوروبية، إلا أنه لا يمكن التغافل عن مسألة مهمة أيضاً، وهي أن المسابقة الدولية أقيمت بعد موسم شاق،
فبالنظر إلى البطل تشلسي، نجد أن لاعبيه خاضوا 64 مباراة، كما لعبت كتيبة المدرب الإسباني، لويس إنريكي (55 عاماً)، في باريس سان جيرمان 65 لقاءً، ما يعني أن على "فيفا" دراسة ما سيفعله في مونديال 2026، لأن وقت البطولة سيكون بعد موسم طويل أيضاً.
وأيضاً هناك مسألة مهمة تخص الطقس المتقلب في الولايات المتحدة، والعواصف الرعدية، التي جعلت الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أمام معضلة غير متوقعة، بعدما وجد نفسه يعلن تأخير ما يصل إلى ست مباريات لمدة ثماني ساعات و29 دقيقة،
لأن القانون الأميركي ينص على وجوب إيقاف اللعب، عند ضرب البرق ضمن دائرة نصف قطرها 16 كيلو متراً، ولا يمكن استئناف اللعب إلا بعد مرور 30 دقيقة من انتهاء العاصفة،
إلا أن هذا القانون يثير المخاوف منذ الآن، قبل انطلاق مونديال 2026، لأن هناك أربعة ملاعب فقط من أصل 11 ملعباً تستضيف البطولة مزودة بأسقف، وتفتقر إلى أنظمة التكييف، التي شاهدناها في مونديال قطر 2022.
وأما المهمة الكبرى، التي تنتظر الاتحاد الدولي لكرة القدم، فهي القدرة على متابعة صيانة الملاعب، التي ظهر بعضها في حالة سيئة للغاية، سواء في المدرجات أو الأرضيات العشبية، التي اشتكى منها العديد من نجوم الأندية،
أبرزهم لاعب خط وسط ريال مدريد، الإنكليزي جود بيلنغهام (21 عاماً)، ومواطنه قائد نادي تشلسي، ريمس جيمس (25 عاماً)، واللذان أكدا أن العشب يشبه ما يلعب عليه نجوم رياضة الغولف، لأنه قصير للغاية،
وهو ما يفتح الباب أمام "فيفا" الآن، لتحسين جميع العيوب، التي ظهرت في مونديال الأندية، قبل انطلاق كأس العالم 2026.
وفي الختام، يبدو أن "فيفا" في اختبار صعب للغاية الآن، لأن العيوب ظهرت فقط في ملاعب الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى سوء التنظيم وأسعار التذاكر ودرجات الحرارة، من دون الإشارة إلى كندا والمكسيك،
وهو ما يعني أن الاتحاد الدولي لكرة القدم ملزم بمراجعة كل شيء، قبل انطلاق كأس العالم 2026، ويتعين عليه اختيار المكان المناسب فبل إعطاء إحدى الدول حق استضافة كأس العالم للأندية 2029، رغم تصريحات رئيسه السويسري، جياني إنفانتينو (55 عاماً)،
الذي أكد أن "الموندياليتو" الأميركي كان ناجحاً، لكن الوقائع تشير إلى عكس ذلك.