كأس العالم للناشئين في قطر.. فرصة العرب لمواصلة درب التألق الدولي
لطالما اقتصرت المشاركات العربية، سواء لمنتخبات أفريقيا أو آسيا، في المحافل الدولية على شرف الظهور فقط، دون القدرة على مجاراة الكبار أو ترك بصمة حقيقية في بطولات كأس العالم لكرة القدم،
لكن السنوات الأخيرة شهدت تحولاً تدريجياً في مسار الكرة العربية، إذ بدأت المنتخبات ترفع سقف طموحاتها وتؤمن بإمكانية دخول التاريخ بدل الاكتفاء بالمرور إلى جانبه.
فكما كان الحال في مونديال قطر 2022، الذي شهد بزوغ نجم المنتخب المغربي بوصوله التاريخي إلى المربع الذهبي، تعود المنافسة العالمية إلى الدوحة من خلال كأس العالم للناشئين، لتكون قطر مجدداً بوابة عربية لكتابة فصل جديد من التألق.
ويأمل العرب استثمار الزخم الذي تعيشه منتخباتهم على الساحة الدولية، خصوصاً بعد أن نجح المنتخب المغربي في تحويل إنجاز الكبار إلى دافعٍ قوي تُرجم أخيراً بالتتويج بلقب كأس العالم لأقل من 20 عاماً في تشيلي لأول مرة في تاريخه،
ليخوض ناشئو "أسود الأطلس" البطولة الجديدة بروحٍ عالية ورغبةٍ في استمرار الصحوة المغربية على مستوى جميع الفئات.
من جهته، يدخل المنتخب القطري البطولة وعينه على تأكيد الطفرة التي تشهدها الكرة القطرية في السنوات الأخيرة، بعد التتويج بلقب كأس آسيا في مناسبتين، والمشاركة في نسختين متتاليتين من كأس العالم،
وهو إنجاز يعكس التطور الكبير في المنظومة المحلية، بفضل جهود أكاديمية أسباير التي أفرزت جيلاً واعداً. وتُقام البطولة على ملاعب الأكاديمية نفسها، ما يمنح لاعبي "العنابي" أفضلية ميدانية ومعنوية، وفرصة مثالية لتحقيق مشاركة تاريخية أمام جماهيرهم.
أما المنتخب السعودي، فيملك بدوره ذكريات خاصة في الدوحة، باعتباره المنتخب الوحيد الذي ألحق الهزيمة بالأرجنتين في طريقها نحو اللقب العالمي.
ورغم خيبة الإقصاء المبكر في مونديال الرجال، إلا أن أداء "الأخضر" ترك أثراً كبيراً، ما يمنح الجيل الناشئ دافعاً لتكرار المشهد وتأكيد قوة الكرة السعودية، خصوصاً أن هذا الجيل يُتوقع أن يشكّل عماد المنتخب الأول في مونديال السعودية 2034.
وبدوره، يستمد المنتخب المصري ثقته من تاريخه الطويل في البطولات القارية والعربية، ويطمح إلى إبراز مواهب جديدة قادرة على السير على خطى جيل محمد صلاح الذي أعاد "الفراعنة" إلى المونديال بعد غيابٍ طويل،
بينما يملك المنتخب التونسي بدوره مجموعة مميزة من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية، ويسعى لتعويض خيبة الكبار بالخروج المبكر من مونديال قطر 2022، إلى مشوار تاريخي في مونديال الناشئين على الأرض نفسها،
فيما يراهن المنتخب الإماراتي على مواصلة العمل القاعدي المثمر الذي بدأ يؤتي ثماره أخيراً عبر بروز جيلٍ واعدٍ يمثل مستقبل الكرة الإماراتية.
وستشكل بطولة كأس العالم للناشئين في قطر فرصة حقيقية أمام المنتخبات العربية لإثبات أن نجاحات مونديال الرجال في 2022 وإنجازات الفئات السنية في تشيلي لم تكن مجرد صدفة، بل بداية مرحلة جديدة من الحضور العربي القوي في الساحة العالمية، حتى لا يبقى الطموح مقتصراً على عبارة "مشاركة مشرفة".