3 قمم مرتقبة في اليوم الثالث من كأس العرب 2025
تتواصل منافسات كأس العرب فيفا قطر 2025 وسط ترقّب جماهيري كبير، إذ تخوض منتخبات من المجموعتَين الثالثة والرابعة مواجهات منتظرة، أبرزها لقاء حامل اللقب الجزائر أمام السودان، والعراق مع البحرين،
إضافةً إلى قمة الأردن والإمارات في أمسية كروية واعدة، اليوم الأربعاء.
ويبدأ منتخب الجزائر حملة الدفاع عن لقبه (الساعة 14:00 بتوقيت القدس المحتلة)، بمواجهة نظيره السوداني في مواجهة أفريقية خالصة.
وبحسب موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، يدخل "محاربو الصحراء"، نسخة قطر 2025 بصفتهم حاملي اللقب، ما يرفع سقف التوقعات والطموح للجماهير الجزائرية قبل انطلاق البطولة.
وقاد المدرب الجزائري مجيد بوقرة، منتخب الجزائر للمحليين إلى ربع نهائي بطولة أمم أفريقيا في أغسطس/ آب الماضي.
وتضم صفوف المنتخب الحالي العديد من اللاعبين البارزين والمخضرمين في الدوريات العربية أبرزهم محمد أمين توغاي، وعادل بولبينة، إلى جانب إسلام سليماني لاعب نادي كلوج الروماني.
وربما لا يكون بولبينة قد بدأ مسيرته بعد مع المنتخب الجزائري الأول، لكن المشاركة في كأس العرب مع فريق بوقرة هي فرصة مثالية لعرض مهاراته مرة أخرى أمام المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، المدير الفني لمنتخب الجزائر الأول قبل كأس العالم 2026.
ويقدم بولبينة مستوياتٍ رائعة ضمن صفوف الدحيل القطري، فخلال الموسم الحالي سجل 8 أهداف وصنع 5 أهداف في 17 مباراة، كما سجل 3 أهداف (هاتريك) في شباك الاتحاد السعودي قبل أيام قليلة من انطلاق كأس العرب، ما يجعله محط أنظار الجميع في البطولة.
وعلى الجانب السوداني، وبعد خسارة المباريات الثلاث في النسخة الماضية من كأس العرب،
ودخول الدور التأهيلي لهذه النسخة دون أي فوز في المباريات الخمس التي سبقته، كان منتخب السودان يدرك تماماً صعوبة مهمته أمام لبنان. وزادت التحديات مع اللعب بعشرة لاعبين منذ منتصف الشوط الأول،
لكن المنتخب قدّم أداءً مميزاً مكّنه من التفوق على نظيره اللبناني بنتيجة 2-1.
ومع استمرار الأوضاع الصعبة في بلادهم، تمثل هذه البطولة لـ"صقور الجديان" فرصة مثالية لبث روح إيجابية داخل الفريق، ولن ينقصهم عنصر الانسجام، إذ استدعى المدرب الغاني جيمس كواسي أبياه اثني عشر لاعباً من نادي الهلال، إضافة إلى ستة لاعبين من المريخ.
وفي المجموعة ذاتها، يواجه منتخب العراق نظيره البحريني (الساعة 16:30 بتوقيت القدس المحتلة)، في لقاء مكرر لذلك الذي جرى لحساب دور المجموعات للنسخة الفائتة، والذي انتهى حينها على وقع التعادل السلبي.
وبعد إخفاقه في عبور دور المجموعات قبل أربع سنوات، يدخل العراق النسخة الحالية بوضع أفضل وفرصة حقيقية لتحسين نتائجه.
ويصل المنتخب إلى البطولة العربية بمعنوياتٍ مرتفعة، بعد انتصاره على الإمارات وتأهله إلى الملحق العالمي المؤهل لكأس العالم 2026 في وقتٍ سابق.
وتُعد كأس العرب محطة مهمة، وربما الأخيرة، أمام اللاعبين لإقناع المدرب الأسترالي غراهام أرنولد، بضرورة استدعائهم للمونديال، مع وجود فرصة حقيقية للفوز بلقب هام مع "أسود الرافدين"،
ومع غياب عدد من المحترفين في أوروبا، تبدو الفرص متاحة أمام الكثيرين لإثبات أنفسهم. ويُعدّ علي جاسم، من أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم الآسيوية،
ويُشكل جزءاً مهماً في تشكيلة "أسود الرافدين" من ناحية صنع الفرص والإبداع. فاللاعب المعار من نادي كومو الإيطالي للنجمة السعودي، يبرع في المراوغة والتمرير والإنهاء، وسيكون عنصراً محورياً في طموحات العراق للمنافسة على اللقب.
أما البحرين، وبعد انطلاقة قوية في الدور الثالث من تصفيات كأس العالم الآسيوية، فقد واجه منتخبها تراجعاً في الأسابيع الأخيرة، واضطر إلى بذل مجهود كبير لتجاوز جيبوتي 1-0 في تصفيات كأس العرب.
ومع ذلك، تضمّ تشكيلة المدرب الكرواتي دراغان تالاييتش مجموعة ذات خبرة كبيرة لعبت معاً منذ سنوات، بقيادة الثنائي الخطير محمد مرهون ومهدي الحميدان، ما يمنح الفريق دفعة مهمة ويعزّز حظوظه في قطر.
ولا يزال الحميدان، الشغوف بلعبة الشطرنج، يُعد قوة مؤثرة للغاية في الثلث الهجومي سواء مع ناديه أو مع منتخب بلاده.
وسيجد اللاعب نفسه أمام عدد من زملائه في الزوراء العراقي، خلال المباراة الافتتاحية لبلاده، وسيكون مطالباً بإظهار أعلى مستويات الإبداع والفعالية التهديفية إذا أرادت البحرين تجاوز المجموعة المعقدة.
وفي المجموعة الثالثة، سيكون منتخب الأردن على موعد مع مواجهة صعبة أمام نظيره الإماراتي (الساعة 19:00 بتوقيت القدس المحتلة).
ويعيش منتخب الأردن فترة رائعة على صعيد النتائج والتي تعد تاريخية بالنسبة له، إذ صعد إلى نهائي كأس آسيا مطلع عام 2024،
وبعدها نجح في التأهل لأول مرة في تاريخه إلى كأس العالم بفضل مهارة لاعبيه المميزين الذين ينضم الكثير منهم لغمار البطولة، إلى جانب حنكة مدربه المغربي جمال سلامي، الأمر الذي يجعل "النشامى" أحد الفرسان المنتظرين في البطولة.
من جهته، يقدم منتخب الإمارات مستويات متطورة للغاية منذ تعيين المدرب الروماني كوزمين أولاريو في إبريل/ نيسان الماضي، إذ يملك خبرة واسعة في تدريب أندية عدّة بالإمارات، وهو ما انعكس على مستوى المنتخب الذي تلقى هزيمتَين فقط في 8 مباريات في عهده. ورغم ذلك كان الشعب الإماراتي يُمنّي النفس بالتأهل إلى كأس العالم أو على الأقل الملحق العالمي المؤهل لكأس العالم، لكن ذلك لم يحدث رغم إقناع المنتخب فنياً في المستطيل الأخضر، وهو ما يجعله مطالباً بالتعويض من خلال كأس العرب.