اي جماعة هذه التي تريد ان تحكم اليمنيين دهراً؟
تخيل أن تقضي أربع سنوات من عمرك خلف القضبان .
لا ذنب اقترفته ولا جريمة ارتكبتها سوى أنك ولدت في وطن يلتهم أبناءه بلا رحمة.
يقسمهم،يفرقهم ،يمايز بينهم .
وفي نهاية المطاف يحكمك الغرباء عنك.
تساق إلى سجون غارقة في العتمة تصادر فيها إنسانيتك وتُسلب منك ملامحك .
وهناك يصادرون كل شيء حتى صوتك يبهت وضوءك يخبو.
أربع سنوات لا ترى فيها شمسًا ولا قمرًا .
لا الليل هو الليل ولا النهار يشبه سالفه.
تسجن لأنك فقط لم تشبههم.
لأن أسلوب حياتك لم يرق لمزاج أحدهم، لأنك كنت الحلقة الأضعف التي قرروا أن يختبروا عليها معنى القسوة.
تخيل أن تُنتزع منك سنوات العمر وأنت الذي لم تكن سياسيًا ولم تطلب من هذه البلاد شيئًا سوى أن تتركك وشأنك لكنها لا تفعل.
ثم وبعد أربع سنوات كاملة يُفتح باب الزنزانة ويقال لك ببرود يمكنك الانصراف الآن..!
انصرف إلى أين؟
وأنا الذي تركت خلفي نصف عمري في سجونكم؟
ماذا عن تهمتي؟
هل ستغادر معي ؟
أي وطن هذا الذي يعاقب أبناءه لأنهم مختلفون؟
أي وطن هذا الذي يهين من يحب الحياة؟
واي جماعة هذه التي تريد ان تحكم اليمنيين دهراً؟
تخيل فقط أغمض عينيك .
وتخيّل..
انتصار الحمادي ليست مجرد فتاة خرجت من سجن مظلم إنها مرآة لوطن غارق في عتمته.
قصة يقطر الألم من حروفها ودمعة على خد الإنسانية في هذا البلد الجريح.