المقداد من سفارة إيران بدمشق: الكيان الصهيوني هو رمز الإرهاب في العالم
الراي الثالث - متابعات
دان وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، العمل الإجرامي الذي أدّى إلى اغتيال قائد قوة القدس في لبنان وسوريا، العميد محمد رضا زاهدي، وعدد من الأبرياء، وبعضهم كان في الشارع، في الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.
وقال المقداد، مساء اليوم الاثنين، إنّ "استهداف السفارات في القانون الدولي ممنوع، وكل أعضاء الأمم المتحدة وقعوا على ذلك".
وجدد المقداد تأكيده أنّ " إسرائيل لا تستطيع أن تؤثر في العلاقات السورية - الإيرانية".
وأضاف: "قلنا منذ زمن طويل إنّ الكيان الصهيوني هو رمز الإرهاب في العالم"، مشيراً إلى أنّ "المجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة تدل على إجرامه".
وزار المقداد مع محافظ دمشق مبنى السفارة الإيرانية، والموقع الذي استهدفه العدوان الإسرائيلي. وأجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، دان فيه العدوان الإسرائيلي، الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني إنّ "نتنياهو فقد اتزانه العقلي تماماً بسبب الإخفاقات المتتالية في غزة وفشله في تحقيق الأهداف الصهيونية".
وأكد أمير عبد اللهيان أنّ "هذا العدوان تجاوز لجميع الأعراف الدبلوماسية والمعاهدات الدولية"، وحمّل الكيان "مسؤولية عواقب هذه الخطوة"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"القيام بإجراءات حاسمة تجاه الجرائم الإسرائيلية".
من جهته، أكد السفير الإيراني في دمشق، حسين أكبري، للميادين، أن "هذه هي حقيقة الكيان الصهيوني، الذي لا يحترم أي أعراف وقوانين دولية".
وأشار أكبري إلى أنّ "هذا الكيان يقوم بأعمال منافية للإنسانية"، مؤكّداً "أننا سنبقى إلى جانب المقاومة، ولسنا قلقين من إجراءات هذا الكيان الصهيوني".
وشدد السفير الإيراني على أنّه "يجب أن تتوقف هذه الجرائم".
وأشار السفير الإيراني إلى أن ثلاثة من القتلى هم مستشارون عسكريون إيرانيون. وأضاف أكبري أن الاحتلال استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بستة صواريخ، مؤكداً أن الهجوم سيعقبه "ردنا القاسي".
إلى ذلك، أورد موقع "فرارو" الإيراني أن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى مقتل ثلاثة قادة عسكريين إيرانيين، هم العميد محمد رضا زاهدي قائد الحرس الثوري في سورية ولبنان، والعميد حسين أمين الله رئيس الأركان العامة للحرس في سورية ولبنان، والعميد حاجي رحيمي، مساعد زاهدي.
وكشفت "مصادر إيرانية" أن القادة الإيرانيين كانوا في اجتماع داخل القنصلية الإيرانية، قبل أن يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي بهجومه.
وأعلن مصدر عسكري سوري، في وقت سابق، أنّ عدواناً جوياً إسرائيلياً، من اتجاه الجولان السوري المحتل، استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، وأكد أن وسائط الدفاع الجوي السورية تصّدت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها.
وأضاف المصدر أنّ العدوان الإسرائيلي أدى إلى تدمير مبنى القنصلية الإيرانية بكامله، واستشهاد وإصابة كل من في داخله.
وكان طيران الكيان الإسرائيلي قد استهدف، مساء أمس الأحد، مركز البحوث العلمية بمنطقة جمرايا في الريف الغربي من العاصمة السورية دمشق، دون ورود أي معلومات عن وقوع قتلى خلال الاستهداف الذي سبقته، يوم الجمعة الفائت، غارات إسرائيلية استهدفت منطقة جبرين الواقعة في الطرف الشرقي من مطار حلب الدولي.
وقالت وكالة فرانس برس، إن "إيران تؤكد أن قنصليتها في دمشق استهدفت بستة صواريخ أطلقتها مقاتلات إف-35"، في حين أوضح البيت الأبيض، أن "واشنطن على علم بتقارير عن ضربة جوية إسرائيلية على قنصلية إيران في دمشق".
إلى ذلك، لفتت الخارجية الروسية، في بيانٍ لها، إلى أن "الهجوم على السفارة الإيرانية تصعيد خطير جداً قد يأخذ المنطقة إلى حرب مفتوحة، وهو هجوم على الأراضي الإيرانية، إذ تُعتبر السفارة أرضاً إيرانية".
من هو زاهدي؟
العميد محمد رضا زاهدي البالغ من العمر 63 عاماً، كان قائداً لـ"فيلق القدس"، الذراع العسكري للحرس الثوري الإيراني، في سورية ولبنان.
التحق زاهدي بالحرس بعد عامين من انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وكان من قادته من الصف الثاني خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، فكان قائداً للواء "44 قمر بني هاشم" لمدة ثلاث سنوات، ثم أصبح قائداً لفريق "14 الإمام الحسين".
وعمل العميد زاهدي قائداً للسلاح البري للحرس الثوري الإيراني من 2005 إلى 2008، ثم اختاره قائد الحرس الثوري عام 2016 إلى 2019 قائداً للعمليات في الحرس.
كما التحق العميد زاهدي عام 2007 بـ"فيلق القدس"، وكان قائد الحرس في سورية ولبنان.
تصعيد إسرائيلي جديد
وبذلك، أضيف زاهدي ورفاقه إلى قائمة قادة الحرس الثوري الإيراني وضباطه الذين اغتالتهم إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة التي أعقبت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ومن أبرز هؤلاء القادة الإيرانيين، العميد رضي موسوي، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في ضربة صاروخية، أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي في منطقة السيدة زينب في ريف العاصمة السورية. وكان موسوي أبرز قائد عسكري إيراني يُغتال بعد اغتيال قائد "فيلق القدس" السابق، الجنرال قاسم سليماني في ضربة جوية مطلع 2020 في العاصمة العراقية بغداد.
إلا أن اغتيال زاهدي اليوم الاثنين، حصل في مكان مختلف عن الاغتيالات السابقة، حيث تم في مقر القنصلية الإيرانية في دمشق بعد تدميرها بالكامل، والذي يُعتبر بحسب القوانين الدولية جزءاً من التراب الإيراني باعتباره مقراً دبلوماسياً.