روسيا تدرس عقد اجتماع لصيغة "أستانا" والأمم المتحدة تدعو إلى وقف القتال
الرأي الثالث - وكالات
قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنّ "مسألة عقد اجتماع في إطار صيغة أستانا بشأن سوريا قيد الدراسة حالياً".
وكانت الأطراف المشاركة في صيغة "أستانا" (روسيا وإيران وتركيا) أكدت بالأمس ضرورة إحياء الصيغة التي ساهمت في استقرار الوضع في سوريا لعدة سنوات، قبل هجوم المسلحين على حلب وحماة.
في السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام تركية، اليوم الثلاثاء، أنه من المقرر عقد اجتماع للمشاركين في عملية "أستانا" بشأن سوريا يوم الجمعة المقبل في الدوحة.
ونقلت صحيفة "حرييت" التركية عن مصادر أن "العملية الجديدة في سوريا أوصلت المسار الدبلوماسي في أنقرة إلى مستويات مذهلة".
وأشارت إلى أنّ "وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا إلى استئناف عاجل لعملية أستانا وعندما جاء طلب مماثل من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، بدأت الاستعدادات لاجتماع صيغة أستانا المقرر أن يُعقد يوم الجمعة المقبل في الدوحة".
وفي السياق أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش عن "قلقه" إزاء تصاعد العنف في الشمال السوري، داعياً إلى وقف فوري للقتال، ومذكـّراً "جميع الأطراف" بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بما فيه القانون الدولي الإنساني.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنّه "على جميع الأطراف بذل ما في وسعها لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، خصوصاً من خلال السماح بمرور آمن للمدنيين الذين يفرون من الأعمال العدائية".
وأضاف دوجاريك أنّ "السوريين يعانون هذا الصراع منذ نحو 14 عاماً، وهم يستحقّون أفقاً سياسياً يقودهم إلى مستقبل سلمي وليس إلى المزيد من إراقة الدماء".
وعلى الصعيد الإنساني، لا تزال عمليات الإغاثة في أجزاء من حلب وإدلب وحماة متوقفة بشكلٍ كبير بسبب المخاوف الأمنية. وفي هذا ا|لإطار، قال دوجاريك إنّ العاملين في المجال الإنساني غير قادرين على الوصول إلى مرافق الإغاثة بما فيها المخازن، مما أدى إلى عرقلة قدرة الناس على الحصول على المساعدة المنقذة للحياة.
قرابة 50 ألف نازح في الشمال
إلى جانب ذلك، أعلنت الأمم المتّحدة أنّ التصعيد الحاصل منذ بضعة أيام في شمالي غرب سوريا، أدّى إلى فرار ما يقرب من 50 ألف شخص، في موجة نزوح تسلّط الضوء على التداعيات الإنسانية الخطرة للتطورات الميدانية في هذه المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" في بيان إنّه "حتى 30 تشرين الثاني/نوفمبر، نزح أكثر من 48,500 شخص"، مشيراً إلى أنّ "وضع النزوح لا يزال شديد التقلّب، والشركاء يتحققون يومياً من أرقام جديدة".
بدوره، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، في منشور على منصة إكس إنّ "الوضع مثير للقلق: عشرات آلاف الأشخاص ينزحون الآن، هناك خدمات حيوية تعطّلت، ونساء ورجال وأطفال يخشون على سلامتهم".
من ناحيته، قال المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك إنّ سوريا تشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج 16,7 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، بينما يوجد 7 ملايين نازح.