بعد سنوات من الفراغ الرئاسي.. جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية
الرأي الثالث - وكالات
انتُخب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية بالدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بعدما تحصّل على 99 صوتًا.
وعقب تلاوته يمين القسم، ألقى عون كلمة توجّه فيها للشعب اللبناني وللمسؤولين اللبنانيين، تعهد فيها بمواجهة الإعتداءات الإسرائيلية وضبط الحدود وفرض الأمن على كافة الأراضي اللبنانية.
وأشار عون إلى «أننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب ويطبق القرارات الدولية ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، مؤكدا أهمية «تفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين».
وفيما أكد أننا «سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكّن الدولة اللبنانية من إزالة الإحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه»، تعهّد بالعمل «على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح».
وأكد عون أن عهده سيكون مسؤولاً عن إعادة إعمار ما دمّره العدو في الجنوب والضاحية والبقاع وفي كل أنحاء لبنان، مشدداً على أن «شهداؤنا هم روح عزيمتنا وأسرانا هم أمانة في أعناقنا».
وقال إنه «إذا أردنا أن نبني وطناً فإنه علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القانون»، ورفض التدخل في القضاء مشيراً إلى أنه «لن يكون هناك حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال».
كذلك، رفض رئيس الجمهورية المُنتخب «توطين لفلسطينيين»، مؤكداً «عزمنا لتولي أمن المخيمات، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي ولن نصدّر للدول إلا أفضل المنتوجات والصناعات ونستقطب السياح، ودعا «لبدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمناقشة كافة العلاقات والملفات العالقة بيننا لاسيما ملف المفقودين والنازحين السوريين».
وكانت مصادر لوكالة «فرانس برس»، ذكرت أن ممثلان عن حزب الله وحركة أمل، التقيا بقائد الجيش جوزاف عون في مقر البرلمان، قبل استئناف الدورة الثانية من جلسة انتخاب الرئيس.
وكان النواب قد فشلوا بانتخاب عون رئيساً للجمهورية في الدورة الأولى إثر حصوله على 71 صوتاً، فيما تم التصويت بـ37 ورقة بيضاء، و2 لشبلي الملاط، و14 لـ«سيادة الدستور»، و4 ملغاة.
وبعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، عقد مجلس النواب اليوم جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، واتّجهت معظم الكتل النيابية لانتخاب قائد الجيش جوزاف عون.
ورافقت الانتخابات الرئاسية إجراءات أمنية غير مسبوقة في محيط منطقة مجلس النواب من كافة الاتجاهات مع إجراءات استثنائية في ما يتعلق بالتفتيش والدخول، حيث مُنع المواطنون والصحافيون على حد سواء من ركن سياراتهم عند المداخل المحيطة بالمجلس، وهو إجراء لم يكن يعتمد خلال جلسات الانتخابات الرئاسية السابقة.
جوزيف عون الرئيس اللبناني الرابع عشر والخامس بعد اتفاق الطائف
أصبح العماد جوزيف عون الرئيس الرابع عشر للبنان، منذ استقلال الجمهورية اللبنانية عام 1943، بعدما سبقه إليها 13 رئيساً؛ آخرهم الرئيس السابق ميشال عون، وهو الرئيس الخامس بعد اتفاق الطائف الذي أنهى سنوات الحرب الأهلية التي شهدها لبنان منذ منتصف السبعينات.
1-كان الرئيس بشارة الخوري الرئيس اللبناني الأول (محام) بعد الاستقلال، وامتدت ولايته من 21 سبتمبر (أيلول) 1943 حتى 18 سبتمبر 1952. وانتهت ولايته الأولى عام 1948، لكن في أواخر عهده عدل الدستور وجدد له سنة 1948 لولاية ثانية، لم يتمكن من إتمامها تحت ضغط الشارع واتهامات بالفساد، فاستقال في 18 سبتمبر 1952.
2-تولى الرئيس كميل شمعون (محام) رئاسة الجمهورية في الفترة الممتدة بين 23 سبتمبر 1952 و22 سبتمبر 1958، وكان نائباً عن محافظة جبل لبنان منذ عام 1943 واستمر بحكم التمديد للمجلس النيابي حتى وفاته. لكن انضمامه إلى «حلف بغداد» قضى على شعبيته الواسعة وإنجازاته على المستوى الاقتصادي، وأنهيت ولايته بثورة عام 1958.
3- اللواء فؤاد شهاب (ضابط)، وكان أول قائد للجيش اللبناني في أغسطس (آب) 1945، خلف شمعون في رئاسة الجمهورية، ليكون بذلك العسكري الأول الذي بات رئيساً في لبنان، ويعود له الفضل في بناء المؤسسات وأجهزة الدولة. وامتدت ولايته من 23 سبتمبر 1958 حتى 22 سبتمبر 1964.
4- الرئيس شارل حلو، الرئيس اللبناني الرابع (محام وكاتب)، وشغل قبل وصوله إلى سدة الرئاسة منصب سفير لبنان لدى الفاتيكان (1946 - 1949).
5- الرئيس سليمان فرنجية، منذ عام 1970 حتى 22 سبتمبر 1976، وكان انتخب سنة 1960 نائباً عن قضاء زغرتا، وأعيد انتخابه عامي 1964 و1968. كما تولى قبل انتخابه حقائب وزارية عدة في حكومات الرؤساء صائب سلام وعبد الله اليافي ورشيد كرامي.
6-إلياس سركيس (محامٍ وقاضٍ) تولى رئاسة الجمهورية من فرنجية، وعلى الرغم من انتخابه في 8 مايو (أيار) 1976، فإنه باشر مهامه بتاريخ 23 سبتمبر 1976، أي تاريخ انتهاء ولاية فرنجية. وكان لبنان بعد دخول العامل الفلسطيني غارقاً في الفوضى. ولم ينجح سركيس خلال عهده الذي استمر حتى 22 سبتمبر 1982 في وقف الحرب على الرغم من تمكنه من توحيد الجيش.
7- بشير الجميل، القائد العسكري لحزب الكتائب اللبنانية ومؤسس حزب القوات اللبنانية، انتخب رئيساً للجمهورية في 21 أغسطس 1982، لكن أحد عناصر الحزب القومي اغتاله في 14 سبتمبر من العام ذاته، قبل تسلمه منصب الرئاسة رسمياً، ليخلفه شقيقه أمين الجميل.
8-أمين الجميل (محام)... امتد عهده منذ سبتمبر 1982 حتى 22 سبتمبر عام 1988. ترأس حزب الكتائب. لم يتمكن الجميل من وقف نزف الحرب لينهي عهده بتسليم الحكم إلى قائد الجيش آنذاك ميشال عون، ويشهد لبنان وجود حكومتين؛ عسكرية برئاسة عون، ومدنية برئاسة سليم الحص.
9-رينيه معوض (محامٍ) انتخب بعد توقيع اتفاق الطائف عام 1989. وهو أول رئيس للبنان بعد هذه الاتفاقية... وبدأت ولايته في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989، ليجري اغتياله في الثاني والعشرين من الشهر نفسه بانفجار استهدف موكبه.
10-الرئيس إلياس الهراوي (رجل أعمال ومزارع)، استمر رئيساً لمدة 10 أعوام (1989 - 1998)، بعد أن مددت ولايته لثلاث سنوات بعد تعديل الدستور بضغط سوري خلال فترة الوصاية السورية على لبنان.
11-إميل لحود (ضابط)، تولى الرئاسة منذ 24 أكتوبر (تشرين الأول) 1998 حتى 23 نوفمبر 2007، علماً بأنه، وبضغط سوري أيضاً، مدد المجلس النيابي ولايته ثلاث سنوات. وانتهى عهد لحود بفراغ في سدة الرئاسة بعد مقاطعة واسعة له إثر مقتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.
12-الرئيس ميشال سليمان وقائد الجيش السابق... انتخب خلال اجتماع المصالحة بالدوحة في مايو (أيار) 2008.
وكان قائداً للجيش انتخب بعد تفاهم عليه في اتفاق الدوحة عام 2008، وشهدت نهاية عهده خلافات حادة أدت إلى فراغ رئاسي جديد.
13- ميشال عون، قائد سابق للجيش، انتخب في عام 2013 بعد فراغ رئاسي طويل. طبعت فترة حكمه خلافات سياسية حادة وانهيار اقتصادي غير مسبوق. انتهت ولايته في الأول من نوفمبر 2022 من دون انتخاب خلف له.