
وفد أممي يزور الساحل السوري وتحرك روسي أمريكي بمجلس الأمن
الرأي الثالث - وكالات
في سياق الردود الدولية المتواصلة بشأن المعارك التي أعلن عن انتهائها في الساحل السوري، وما رافق ذلك من أعمال عنف، طالبت الدول الغربية بضبط النفس وحماية المدنيين، وسط دعوات لمنع المزيد من الهجمات.
ونددت وزارة الخارجية الألمانية باندلاع أعمال عنف في طرطوس واللاذقية وحمص في سورية، مشيرة إلى أن الحكومة الانتقالية في سورية مسؤولةٌ عن منع وقوع المزيد من الهجمات والتحقيق في الوقائع ومحاسبة المسؤولين عنها.
وقالت الخارجية حسب ما نقلت عنها وكالة رويترز إن التقارير عن مقتل مدنيين ومعتقلين في سورية صادمة.
إلى ذلك زار وفد من الأمم المتحدة مناطق الساحل السوري لتقصي الحقائق بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة، في الأيام الماضية، حيث زار قرى وبلدات في ريفي اللاذقية وطرطوس غربي سوريا.
وكان الاتحاد الأوروبي قال إن المعلومات التي حصل عليها تؤكد تورط عناصر النظام السابق في الأحداث التي شهدتها سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية.
الكرملين يدعو إلى وقف العنف في الساحل السوري
كشف مندوب روسيا لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا، عن تنسيق بين موسكو وواشنطن بشأن سوريا، وذلك في الوقت الذي يعقد فيه مجلس الأمن جلسة مغلقة حول تصاعد العنف في عدة مناطق سورية.
وأضاف نيبينزيا أن بعثة بلاده تواصلت مع البعثة الأمريكية للدعوة إلى اجتماع مجلس الأمن بشكل مشترك، بحسب وكالة "تاس" الروسية.
وقال المندوب الروسي: "هناك عنف في اللاذقية، والناس يفرون من منازلهم، ونحن بحاجة لإثارة القضية".
ونقلت "رويترز" عن دبلوماسيين قولهم إن الولايات المتحدة وروسيا طلبتا من مجلس الأمن عقد اجتماع مغلق، اليوم الاثنين؛ لبحث تصاعد العنف في سوريا.
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال، اليوم الاثنين، إنه يجب عقد مشاورات في مجلس الأمن حول سوريا في أقرب وقت ممكن، مضيفاً في حديث لوكالة "تاس" أن العنف يجب أن ينتهي بأسرع وقت ممكن.
من جانبه، دعا الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، إلى وقف العنف في سورية، محجماً في الوقت نفسه عن التعليق على مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سورية، ومزاعم اختباء سكان سوريين مدنيين بقاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية.
وقال بيسكوف في تصريحات صحافية: "لا نعلّق على أي شيء يخص القواعد"، وفي معرض تعليقه على تقييم الكرملين للوضع في سورية بعد احتدام المواجهات في الساحل السوري التي راح ضحيتها أكثر من ألف قتيل،
أضاف: "ثمة مظاهر عنف لا يمكنها ألّا تثير قلقنا البالغ".
وتابع قائلاً: "يشاطرنا هذا القلق العديد من دول العالم والمنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة. ونعتبر أنه يجب النظر العاجل في هذه القضية، والأهم هو استبعاد مثل مظاهر العنف هذه في أسرع وقت".
وهذا أول تعليق من الكرملين على تطورات الوضع في سورية، بينما اعتبر نائب رئيس مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، قسطنطين كوساتشيف، في منشور على قناته على "تليغرام" أمس الأحد، أنه "كما كان متوقعاً، تشهد سورية بعد الانقلاب الذي وقع في نهاية العام الماضي، اندلاعاً لحرب أهلية تتخللها الفتنة العرقية والطائفية"،
واتهم كوساتشيف مَن قال إنهم "راديكاليون استولوا على السلطة" بتحويل سورية إلى دولة لـ"عرقية وطائفة واحدة"، على حد تعبيره.
الاتحاد الأوروبي قلق ويدعم لجنة التحقيق الحكومية
من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء تطورات الأوضاع في سورية.
وقالت المتحدثة باسم الاتحاد أنيتا هايبر، إن الهجمات الأولية نفذت من قبل قوات موالية للنظام السابق "استنادا إلى معلومات تم جمعها من الميدان، عبر وفدنا والدول أعضاء".
ودعا الاتحاد إلى ضرورة التأكد من الحقائق وسط انتشار واسع للمعلومات المضللة، مشددًا على دعمه للجنة التحقيق التي أنشأتها السلطات المحلية، وتطلعه إلى نتائجها. وفيما أشاد برد الفعل السريع للسلطات في دمشق، طالب بتقديم الجناة إلى العدالة.
وأضافت هايبر: "نحن جميعًا نشعر بالقلق إزاء الوضع والتطورات في سورية، التي بدأت بالهجمات التي أدت إلى مقتل مدنيين أبرياء حسب التقارير، وجميع هذه التقارير مروعة. لقد رأينا أن السلطات المؤقتة تفاعلت بسرعة، ونطالب بضرورة تقديم الجناة إلى العدالة".
وشددت هايبر على ضرورة التأكد من الحقائق أولًا قبل تحميل أية جهة المسؤولية، مشيرة الى هناك "الكثير من التلاعب بالمعلومات، والكثير من المعلومات المضللة والمغلوطة.
لذلك، يجب التحقق منها بالكامل، لأننا رأينا تدفقات مختلفة من المعلومات، ولهذا السبب نحن أيضًا ندعم لجنة التحقيق التي أنشأتها السلطات الآن، ونتوقع رؤية نتائجها".
وأضافت "نحن جميعًا لدينا مصلحة في استقرار سورية، ومن المهم أن يتم العمل لتحقيق ذلك. ولا يمكن أن يحدث هذا إلا من خلال انتقال شامل، لأنه لا يوجد بديل عن ذلك".
واعتبرت المسؤولة الأوروبية أن مؤتمر دعم سورية الذي سيعقد في بروكسل في 17 مارس/آذار الجاري، سيكون "مناسبة مهمة لمواصلة تبادل وجهات النظر مع السلطات بشأن الوضع على الأرض، وأيضًا لفهم كيفية تقديم أفضل دعم.
ومن جانبنا، يجب ألا ندخر أي جهد لدعم انتقال سلمي وشامل بعيدًا عن أي تدخل أجنبي، يضمن حقوق جميع السوريين دون تمييز". وأشارت الى أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مدعو لحضور هذا المؤتمر.
أستراليا تدعو الأطراف في سورية إلى ضبط النفس وحماية المدنيين
بدورها، دعت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، جميع الأطراف في سورية إلى ضبط النفس وحماية المدنيين، جاء ذلك في منشور على منصة إكس، الاثنين، علقت فيه على أعمال العنف التي شهدتها محافظات طرطوس واللاذقية وحمص مؤخراً.
وأدانت الوزيرة الأسترالية أعمال العنف التي وقعت في المناطق الساحلية بسورية، وأكدت على أن "إدارة شاملة تحمي حقوق الأقليات في سورية يمكن أن تضمن السلام والاستقرار في عموم البلاد".
وأضافت: "ندعو جميع الأطراف إلى حماية المدنيين والتصرف بضبط النفس وإعطاء الأولوية للحوار".
وكان الرئيس السوري، أحمد الشرع، قد أعلن، مساء الأحد، عن تشكيل لجنة عليا مكلفة بالحفاظ على السلم الأهلي، في أعقاب الأحداث التي شهدتها أخيراً بعض مناطق الساحل السوري، شمال غربي سورية.
وألقى جهاز الأمن العام القبض على أشخاص عدّة متورّطين في ارتكاب تجاوزاتٍ بحق المدنيين خلال العملية العسكرية التي شهدتها منطقة الساحل السوري عقب هجمات فلول النظام المخلوع.
وأعلنت الحكومة السورية، اليوم الاثنين، انتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري، وذلك بعد موجة من أعمال عنفٍ شهدتها المنطقة في الأيام الماضية، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية العقيد حسن عبد الغني: "نعلن نجاح قواتنا في تحقيق جميع الأهداف المحددة للمرحلة الثانية"،