
تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا ولافروف يشكك بعقد مفاوضات بالفاتيكان
الرأي الثالث - وكالات
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة إن "عملية تبادل كبيرة لسجناء اكتملت للتو بين روسيا وأوكرانيا"، مضيفاً في منشور على حسابه بمنصة "تروث سوشال" التي يمتلكها أنها "ستدخل حيز التنفيذ في وقت قصير"،
مهنئاً "كلا الطرفين على هذه المفاوضات"، التي اعتبر أنها قد تؤدي إلى "شيء كبير؟".
في المقابل، قال مصدر عسكري أوكراني اليوم إن عملية تبادل الأسرى مع روسيا لا تزال جارية ولم تكتمل بعد.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أكد، أمس الخميس، تسلّمه قائمة الأسرى العسكريين المراد تبادلهم مع روسيا وفق معادلة "ألف مقابل ألف"،
كما اتُّفِق عليها خلال جولة المفاوضات التي انعقدت يوم الجمعة الماضي في إسطنبول، خلال أول محادثات مباشرة من نوعها بين الجانبين منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا ربيع عام 2022.
وفي موسكو، أوضح النائب بمجلس النواب الروسي (الدوما)، شمسايل سارالييف، أمس أن عملية التبادل ستستغرق أكثر من يوم واحد،
موضحاً، لصحيفة "إر بي كا" الروسية، أنّ إجراء عملية التبادل وفق المعادلة "ألف مقابل ألف" صعب فنياً في ظرف يوم.
وكانت المفاوضات التي احتضنتها تركيا، قد أدت إلى التوصل إلى اتفاق على إجراء أكبر عملية تبادل أسرى منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022 تشمل ألف أسير من كل جانب.
لكن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أحجم عن الكشف عن موعدها، مشيراً إلى أن مثل عملية كهذه تتطلب جهداً كبيراً و"بعض الوقت"، ومشدداً على أن "الجميع معنيون بإنجاز ذلك في أسرع وقت".
لافروف يشكك بعقد مفاوضات في الفاتيكان
من جهة أخرى، أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة شكوكاً بأن يكون الفاتيكان مكاناً محتملاً لإجراء محادثات السلام مع أوكرانيا، بعدما أعربت الولايات المتحدة وإيطاليا والفاتيكان عن أملها في أن تستضيف المدينة هذه المفاوضات.
وقال لافروف "سيكون من غير اللائق كثيراً بالنسبة إلى دول أرثوذكسية أن تناقش على أرضية كاثوليكية مسائل تتعلق بإزالة الأسباب الجذرية (للصراع)"، متهماً كييف "بتدمير" الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.
وأضاف "بالنسبة إلى الفاتيكان نفسه، لن يكون من المريح، في ظل هذه الظروف، استضافة وفود من دول أرثوذكسية".
وقالت إيطاليا إن البابا لاوون الرابع عشر مستعد لاستضافة محادثات السلام بعدما اقترح ترامب الفاتيكان مكاناً لإقامتها.
من جهته، أوضح الكرملين أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن مكان الجولة المقبلة من المحادثات مع أوكرانيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة إن مكان انعقاد المحادثات "لا يمكن أن يقرره طرف واحد (...) يجب أن يحظى بموافقة الجانبين"،
مضيفاً "في الوقت الحالي، لا يوجد قرار أو اتفاق بشأن موقع المفاوضات المقبلة".
وأشار إلى أن "هذا القرار سيتم اتخاذه عندما يحين الوقت المناسب".
وتسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 في ابتعاد المتدينين الأوكرانيين عن البطريركية الروسية في موسكو.
وبالتالي، أنشأت كييف كنيستها الأرثوذكسية الخاصة، المستقلة عن موسكو، عام 2018 وحظرت الفرع المدعوم من روسيا للكنيسة الأرثوذكسية بعد الهجوم الروسي عام 2022.
وتأسست الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بعد الانشقاق بين الشرق والغرب عام 1054، ومنذ ذلك الحين أصبحت العلاقات بين موسكو والفاتيكان فاترة. ولم يقم أي بابا بزيارة روسيا على الإطلاق.
في سياق متصل، قال متحدث باسم المستشار الألماني فريدريش ميرز إنه طلب الدعم من الرئيس الصيني شي جين بينغ للتوصل لوقف إطلاق النار في الحرب بأوكرانيا.
وذكر المتحدث في بيان، بعد اتصال هاتفي بين الزعيمين اليوم، "نقل المستشار الاتحادي (ميرز)الجهود المشتركة بين أوروبا والولايات المتحدة الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق نار مبكر. ودعا إلى دعم هذه الجهود".
والاثنين الماضي، قال ترامب إن روسيا وأوكرانيا "ستبدآن على الفور مفاوضات وقف إطلاق النار، والأهم مفاوضات إنهاء الحرب"،
وأضاف في بيان على صفحته في "تروث سوشال": "أنهيت للتو مكالمتي التي استغرقت ساعتين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين... سيتم التفاوض على الشروط بين الطرفين، وهو أمر لا مفر منه لأنهما يعرفان تفاصيل المفاوضات التي لا يعلمها أحد سواهما"،
فيما وصف بوتين المحادثة بأنها "مفيدة".
وأشار ترامب إلى أن المحادثة "كانت على ما يرام"، موضحاً أن الفاتيكان ممثلاً بالبابا أعرب عن اهتمامه الكبير باستضافة المفاوضات،
وقال إنه عقب محادثته مع بوتين أبلغ الرئيس الأوكراني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرز والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، خلال اتصال هاتفي، ببدء المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا على الفور.
(فرانس برس، رويترز)