
محادثات في كوالالمبور بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي
الرأي الثالث - وكالات
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة وروسيا تبادلتا "أفكاراً جديدة" بشأن محادثات السلام في أوكرانيا.
واجتمع روبيو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في ماليزيا، اليوم الخميس، في ظل تصاعد التوترات بين البلدين بسبب تكثيف موسكو هجماتها على أوكرانيا، ووسط تساؤلات أميركية حول جدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن التوصل إلى اتفاق سلام.
وأجرى روبيو ولافروف محادثات في كوالالمبور على هامش منتدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الإقليمي السنوي، الذي يجمع الدول العشر الأعضاء في آسيان وأهم شركائها الدبلوماسيين، بما فيها روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية ودول أوروبية والولايات المتحدة. واستمر الاجتماع نحو 50 دقيقة.
وعقب الاجتماع، صرّح روبيو للصحافيين: "إنها ليست مقاربة جديدة. إنها فكرة جديدة أو مفهوم جديد سأنقله إلى الرئيس (دونالد ترامب) لمناقشته"، محذراً من أنه ليس شيئاً "يؤدي تلقائياً إلى السلام، لكنه قد يفتح مساراً".
ويأتي هذا الاجتماع في الوقت الذي شنّت فيه روسيا أكبر هجوم لها بالطائرات المسيّرة والصواريخ على أوكرانيا منذ بدء غزوها هذا البلد في فبراير/ شباط 2022، وفقاً لكييف.
وشنّت روسيا هذا الهجوم بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين الفائت، أنه سيرسل "مزيداً من الأسلحة الدفاعية" إلى كييف.
وعلى الرّغم من الضغوط التي يمارسها عليه ترامب، يُصرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تحقيق أهدافه في أوكرانيا. ولا تزال موسكو وكييف بعيدتين عن التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب التي أودت بحياة آلاف المدنيين والعسكريين من كلا الجانبين.
وكان روبيو ولافروف قد التقيا في منتصف فبراير/ شباط الفائت في السعودية في أعقاب تقارب حصل يومها بين ترامب وبوتين. ومذاك، تحدّث الوزيران مرات عدّة عبر الهاتف.
ووصل وزير الخارجية الأميركي إلى كوالالمبور صباح اليوم الخميس، في أول زيارة له إلى آسيا منذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني الفائت.
وترمي الزيارة لتمكين روبيو، الذي يشغل أيضاً منصب مستشار الأمن القومي، من إنعاش التواصل مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ في وقت تنشغل فيه الولايات المتحدة بقيادة ترامب بالحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس في بيان، الثلاثاء، إن روبيو سيركز في أول زيارة آسيوية له بصفته وزيراً للخارجية "على إعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة بتعزيز وضعية منطقة المحيطين الهندي والهادئ بصفتها حرة ومفتوحة وآمنة"، في عبارة عادة ما تستخدمها الدبلوماسية الأميركية للدلالة على التصدي للنفوذ الصيني.
وخلال المحادثات، سيجرى التطرق، كما هي الحال في كل زيارة يجريها مسؤول أميركي إلى آسيا، إلى الصين، وسط مخاوف بشأن ممارسات بكين في بحري الصين الجنوبي والشرقي التي تعتبرها واشنطن "استفزازية"، بالاضافة إلى تنامي نفوذها العالمي.
وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية لصحافيين مشترطاً عدم كشف هويته إن إعطاء الأولوية لهذه المنطقة "يصبّ في مصلحة" الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن ذلك "يعزز ازدهار الولايات المتحدة وأمنها".
وتأتي الزيارة في وقت تترقب فيه دول عدة ما ستكون عليه نسبة الرسوم الجمركية التي سيفرضها ترامب.
وقال الرئيس الأميركي، الاثنين، إنه سيفرض تعرفات نسبتها 25% على واردات بلاده من اليابان وكوريا الجنوبية، وعلى نحو عشر دول أخرى، بينها ماليزيا (25%)، ولاوس (40%)، لحضّها على إبرام اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة.
وماليزيا ولاوس منضويتان في آسيان. وستطبّق التعرفات اعتبارا من الأول من أغسطس/آب المقبل.
زيلينسكي يجتمع مع مسؤولين أميركيين في روما
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي سيعقد المزيد من الاجتماعات مع مسؤولين أميركيين اليوم الخميس في مؤتمر مخصص لتعافي أوكرانيا.
وكتب سيبيها على تليغرام في وقت متأخر من أمس الأربعاء: "التركيز الرئيسي سيكون على سياسة العقوبات واعتماد الحزمة التالية من العقوبات الأميركية في المستقبل القريب".
ويركز المؤتمر في روما على إعادة الإعمار على الأجلين القصير والطويل في أعقاب الحرب المستمرة منذ 40 شهراً.
(أسوشييتد برس، فرانس برس، رويترز)