
الصين تستقبل كوكبة من قادة العالم لقمة شنغهاي للتعاون
الرأي الثالث - وكالات
يجمع الرئيس الصيني شي جينبينغ اليوم الأحد في مراسم تتسم بالحفاوة قادة روسيا والهند وإيران وتركيا و20 بلداً آخر في منطقة أوراسيا لمناسبة قمة منظمة شنغهاي للتعاون، يراد منها تقديم نموذج جديد للعلاقات الدولية محوره الصين في وقت تحتدم التوترات الجيواستراتيجية وتشتد وطأة الرسوم الجمركية الأميركية.
قرابة الساعة 19:00 مساء الأحد (11:00 ت غ)، يقيم زعيم ثاني أكبر اقتصاد في العالم مراسم استقبال في تيانجين (شمال) على شرف المشاركين في القمة التي تعقد الإثنين، وهي الأولى منذ عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
ومنذ السبت، يتقاطر رؤساء دول وحكومات من نحو 20 بلداً ومسؤولين من نحو 10 منظمات دولية إلى المدينة الساحلية الكبيرة التي تمثل رمزاً للتنمية الاقتصادية في الصين.
وتخضع القمة لتدابير أمنية وعسكرية مشددة ونشرت مركبات مصفحة في بعض الشوارع وقطعت الحركة المرورية في أجزاء كبيرة من تيانجين ونشرت لافتات في الشوارع بالماندرية والروسية تشيد بـ"روحية تيانجين" و"الثقة المتبادلة" بين موسكو وبكين.
وتضم منظمة شنغهاي للتعاون 10 دول أعضاء و16 دولة بصفة مراقب أو شريك، وتمثل قرابة نصف سكان العالم و23.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي،
وهي تقدم على أنها قوة موازنة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتضم بلدانها كميات كبيرة من مصادر الطاقة.
فرصة للصين لاستعراض نفوذها الدبلوماس
تشكل هذه القمة فرصة للصين لاستعراض نفوذها الدبلوماسي وقوتها العسكرية، مع تقديم نفسها كمركز استقرار في عالم يسوده الانقسام.
وتشيد البيانات الصينية الرسمية بنموذج تعددية الأقطاب الذي تعكسه هذه المبادرة، في انتقاد مبطن للنهج الأحادي الأميركي.
وشكل الحدث فرصة لعقد مجموعة من اللقاءات الثنائية جمعت أبرزها الرئيس الصيني شي جينبينغ برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد.
ويدعو المتخصصون إلى التركيز على الصورة التي ستعكسها القمة أكثر منه على نتائجها الملموسة التي تبقى غير مؤكدة.
وقال الأستاذ المحاضر في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة ديلان لوه إن القمة تطرح "نموذجاً متعدد الأطراف من تصميم الصين مختلفاً عن النماذج التي يهيمن عليها الغربيون"،
مشيراً إلى أن "المشاركة الواسعة تنم عن تنامي النفوذ الصيني وقدرة منظمة شنغهاي للتعاون على جذب بلدان غير غربية".
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن نيودلهي ملتزمة تحسين العلاقات مع بكين خلال اجتماع مع الرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون اليوم الأحد.
ويزور مودي الصين للمرة الأولى منذ سبعة أعوام لحضور اجتماع المنتدى الأمني الإقليمي الذي يستمر يومين، ويشارك في الاجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة من آسيا الوسطى وجنوب شرقي آسيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط في استعراض لتضامن دول الجنوب العالمي.
وفي مقطع فيديو على الحساب الرسمي للزعيم الهندي على منصة "إكس"، أخبر مودي شي خلال الاجتماع "نحن ملتزمون تطوير علاقاتنا على أساس الاحترام المتبادل والثقة والمراعاة".
وعقد الاجتماع الثنائي بعد خمسة أيام من فرض واشنطن رسوماً جمركية بنسبة 50 في المئة على البضائع الهندية بسبب مشتريات نيودلهي من النفط الروسي. ويقول محللون إن شي ومودي يسعيان إلى تشكيل جبهة موحدة ضد الضغوط الغربية.
وقال مودي إن أجواء من "السلام والاستقرار" نشأت على حدودهما المتنازع عليها في منطقة جبال الهيمالايا، حيث وقعت اشتباكات بين قوات البلدين سقط فيها قتلى عام 2020، وهو ما أدى إلى تجميد معظم مجالات التعاون بين الخصمين المسلحين نووياً.
وأضاف أنه جرى التوصل إلى اتفاق بين البلدين في ما يتعلق بإدارة الحدود، من دون ذكر تفاصيل.
وعقد الزعيمان اجتماعاً في روسيا عام 2024 بعد التوصل إلى اتفاق لتسيير دوريات على الحدود.
وقال مودي إن الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، التي جرى تعليقها منذ عام 2020، "يجري العمل على استئنافها"، من دون تحديد إطار زمني.
ووافقت الصين على رفع القيود المفروضة على تصدير المواد الأرضية النادرة والأسمدة وآلات حفر الأنفاق هذا الشهر خلال زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى الهند.
ويزور مودي الصين للمرة الأولى منذ سبعة أعوام لحضور اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون الذي يستمر يومين، ويشارك في الاجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة من آسيا الوسطى وجنوب شرقي آسيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط في استعراض قوي لتضامن الجنوب العالمي.
كان التلفزيون المركزي الصيني (سي سي تي في) قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصل إلى مدينة تيانجين بشمال الصين اليوم الأحد لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي يستضيفها نظيره الصيني شي جين بينغ ويشارك فيها حوالي 20 من قادة العالم الآخرين.
شراكة استراتيجية
ذكر تلفزيون الصين المركزي (سي سي تي في) أن الصين وأرمينيا أسستا شراكة استراتيجية عندما التقى زعيما البلدين في مدينة تيانجين الساحلية بشمال الصين اليوم.
ونقل التلفزيون عن الرئيس الصيني شي جينبينغ قوله لرئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إن على البلدين دعم بعضهما بعضاً بقوة وتعزيز التعاون في جميع المجالات.
وسيكون بوتين والرئيسان الإيراني مسعود بزشكيان والتركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ضمن 20 من قادة العالم الذين سيحضرون قمة منظمة شنغهاي للتعاون المقرر عقدها اليوم الأحد وغداً الإثنين في مدينة تيانجين.
ودُعي بعضهم، من بينهم بوتين وبزشكيان، لتمديد إقامتهم حتى يوم الأربعاء لحضور استعراض عسكري ضخم في بكين احتفالاً بالذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية والانتصار على اليابان.
وبهذه المناسبة سيقوم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بزيارة نادرة خارج بلاده للقاء شي في الصين المجاورة.
وأصبحت كوريا الشمالية أحد أهم حلفاء روسيا في حربها ضد أوكرانيا. وتؤكد وكالات الاستخبارات الكورية الجنوبية وغربية أن كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود للقتال إلى جانب روسيا.
ولا يزال من غير المؤكد إمكان عقد محادثات بين الرئيسين الروسي والكوري الشمالي اللذين سيحضران الاستعراض العسكري سويا.
محادثات روسية صينية
المقرر أن يجري بوتين محادثات مع نظيره الصيني في بكين الثلاثاء بعدما يناقش الصراع في أوكرانيا مع نظيره التركي في تيانجين غداً الإثنين والملف النووي مع نظيره الإيراني. ومن المقرر أيضاً أن يلتقي رئيس الوزراء الهندي في اليوم نفسه.
ويشتبه عديد من حلفاء كييف في أن بكين تدعم موسكو ضد أوكرانيا، لكن الصين تؤكد أنها تلتزم الحياد وتتهم الدول الغربية بإطالة أمد الصراع عبر تسليح أوكرانيا.
ووصف الرئيس الصيني العلاقات مع روسيا الثلاثاء بأنها "الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية بين الدول الكبرى" في عالم "مضطرب ومتغير".
من جهته صرح بوتين لوكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" بأن القمة "ستعزز قدرة منظمة شنغهاي للتعاون على مواجهة تحديات العالم المعاصر والتهديدات التي يطرحها، وتوطد التضامن في الفضاء الأوراسي المشترك".
وقبيل القمة تكثفت الإشادات الصينية بالتعددية التي ستكون منظمة شنغهاي للتعاون نموذجاً لها بعيداً من "عقليات الحرب الباردة ومفاهيم المواجهة الجيوسياسية البالية" وفق "شينخوا"، في تلميحات لا لبس في أنها موجهة إلى الأميركيين وحلفائهم الغربيين.
وتضم منظمة شنغهاي للتعاون 10 دول أعضاء و16 دولة بصفة مراقب أو شريك، وتمثل قرابة نصف سكان العالم و23,5 في المئة من الناتج المحلي الإجمال العالمي. وهي تقدم على أنها قوة موازنة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
القمة الأكثر أهمية
تعد هذه القمة الأكثر أهمية للمنظمة منذ إنشائها في عام 2001، مع الأزمات المتعددة التي تؤثر بصورة مباشرة في أعضائها: المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين والهند، والحرب في أوكرانيا، والنزاع النووي الإيراني.
لكن هناك أيضاً خلافات داخل المنظمة. فالصين والهند، وهما الدولتان الأكثر سكاناً في العالم، تتنافسان على النفوذ في جنوب آسيا، وقد خاضتا اشتباكاً حدودياً دامياً عام 2020، لكنهما تعملان حالياً على تعزيز علاقتهما خصوصاً مع الرسوم الجمركية الأميركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب على البلدين.
ووصل رئيس الوزراء الهندي إلى تيانجين أمس السبت في أول زيارة له إلى الصين منذ عام 2018. وهو ليس من بين القادة الذين أعلن أنهم سيحضرون العرض العسكري الأربعاء المقبل.