أصبحنا أمام سلطة لا تجدها إلا حيث الجبايات
أصبحنا نعيش في ظل سلطات الأمر الواقع بـ (صنعاء وعدن) أصعب مرحلة يمر بها المواطن اليمني في تاريخ حياته.
كل ذلك نتيجة غياب الدولة عن القيام بواجبها تجاه مواطنيها؛ لأنه لم يعد لها أي حضور إلا في جمع المال والزج بمعارضيها في السجون.
كما تتعامل مع مواطنيها بقسوة شديدة لا يمكن أن تتعامل بها أية سلطة ربما في العالم.
ومع ذلك أصبح لديها مناعة تحُولُ بينها وبين أن تستجيب لشكوى شاكٍ، أو نصيحة ناصح، أو استغاثة ملهوف، أو صراخ مظلوم.
سجونها تعج بالمظلومين، وشوارعها مكتظّة بالمتسولين، ومحاكمها ممتلئة بالمنتظرين لمن ينصفهم.
لدرجة أنك لا تكاد تحصل على أبسط حق من حقوقك القانونية إلا بدفع رشاوى لا حد لها.
لقد سخّر مسؤولوها إمكانيات الدولة لمضايقة المواطن واستهدافه في معيشته.
سلطة لا تجدها إلا عند جمع المال أو تحصيل الضرائب أو الجمارك أو التحسين أو إنشاء الأسواق والمشاريع التجارية، وكل ما فيه جبايات.
على سبيل المثال: هل لها حضور في التعليم، أم أن المواطن المسحوق هو من يقًوم بتكاليف ذلك من قوته اليومي بدءا بشراء المنهجً إلى مرتب المعلم.؟
هل لها وجود في مؤسسة الكهرباء، أم أنها أصبحت تجارية بحتة حتى الحكومية؟
هل لها وجود في المواصلات؟
أين يجد المواطن هذه السلطة؟
في مؤسسة المياه! التي تم استبدالها بآبار لبيع الماء على المواطن بسعر القطاع الخاص؟
أم نجدها في الصحة، والتي أصبحت تجارية، وعليك أن تدفع مالا حتى على إخراج جثة قريبك من الثلاجة فضلا عن علاجه.
ام في شركة النفط والتي تحولت إلى سوق سوداء تتبع مجموعة تجار (مافيا نفط) لا يرحمون الخلق ولا يخشون عقاب الخالق؟
أين العدل يا دعاة الدين والفضيلة... اذيقونا عدلكم حتى ولو في مؤسسة واحدة من مؤسسات الدولة؟
والله أنكم أضريتم بالدين لسوء تمثيلكم وضربتموه في مقتل وكرهتم الناس بالدين حتى اصبح الناس يتشاءمون من أي متدين!؟
طيب.. من المسؤول عن غياب دور الدولة، وانتشار الظلم والمحسوبيات والرشاوى والمرض والجهل والفقر...؟
،هل القيادة هي المسؤولة …أم أن المواطن هوالمسؤول عن كل ماذكرناه ؟
* رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً