حوار مع صديقي الصحفي (2)
.. انفاق وحدائق وعجز وكذب على الناس ..
قال صديقي الصحفي بدأت اقتنع بكلامك ياصديقي العزيز بأن الدولة والحكومة في واد والشعب في واد آخر وأننا كمن يحرث في بحر ولكن ارجو ان لا نتوقف عن أداء واجبنا المهني والأخلاقي تجاه شعبنا وبلدنا ..
قلت له يا صديقي الصحفي .. كلامك صحيح إذ أن مقتضيات واجبنا كصحفيين واعلاميين أن لانسكت على أي اختلالات نراها وتوضيحها لمن يهمه الأمر وكشف مكامن الخلل والفساد والقصور والعجز في أداء كافة أجهزة الدولة والحكومة ومؤسساتها ومسئوليها ..
قال صديقي الصحفي فعلا هذا واجبنا ودورنا وأقترح أن يكون حوارنا للبحث عن القضايا الانسانية والظواهر السلبية التي تنخر في جسد الوطن ونحاول ايصالها إلى الجهات المعنية براءة للذمة ..
قلت له انا موافق على هذا المقترح وكنا قد بدأنا حوارنا بعرض حالة إنسانية واحدة تختصر آلاف الحالات الإنسانية رغم أن الوضع كما هو ومازال ذلك الإنسان المعاق في مكانه لم تتحرك الجهات المعنية لانقاذه ماجعلني ابدا اقتنع بكلامك أنه ربما يكون مخبرا يتبع أحد الأجهزة الأمنية وهو ما يؤكد أن دولتنا حكومتنا عديمة الإحساس والإنسانية ..
طبعا كنت اتحدث انا وصديقي الصحفي والإعلامي ونحن في طريقنا إلى ميدان التحرير
وحين وصلنا إلى منطقة باب السباح اقترحت عليه أن ندخل من النفق المؤدي إلى الجهة الأخرى بعيدا عن فوضى المرور والسيارات والدراجات النارية وعجز شرطة المقربعين عن القيام بدورها في تنظيم حركة السير وانشغالها بقربعة المواطن والتهبش على أصحاب الباصات والمترات والسيارات
وبعد جدال اقتنع بكلامي رغم انه لا يحب المرور من هذا النفق أو أي نفق وعندما بدأنا أولى خطواتنا فيه كان هناك كثير من بائعي القات والمتسولين من النساء والاطفال على الدرج وكلما نزلنا قليلا كانت الروائح الكريهة تزكم الأنوف والظلام يخيم عليه وداخل النفق وجدنا كثير من المجانين والمشردين يعيشون فيه
والكارثة أنه أصبح طريقا للدراجات النارية التي تزعج من يمر منه وهم قليل لان المرور من هذا النفق أصبح مخاطرة ومزعج إلى درجة كبيرة وعندما خرجنا من النفق وصلنا إلى ماتسمى حديقة التحرير وهي أبعد ما تكون عن ذلك ..
قال صديقي الصحفي ونحن في الحديقة هل توجد حديقة في العالم بهذا الشكل الكلاب الضالة تسرح وتمرح فيها والمجانين والمشردين يملاونها والأشجار والورود معدومة والمكان يوحي بأنك في مقلب القمامة وليس في حديقة
كما أنها أصبحت سوق وبسطات لبيع الكتب المدرسية مقابل ماديفعه أصحاب البسطات لموظفي الأشغال وغيرهم إلى درجة أن ارصفتها لم تعد للمشاة كما أنها في حالة مزرية من ناحية النظافة المعدومة وانتشار القمامة والقاذورات ..
قلت له كلام مؤلم ياصديقي الصحفي والإعلامي المتميز ..
وهل تعرف أن كافة الانفاق والجسور السطحية والحدائق العامة الكبيرة والصغيرة في العاصمة صنعاء وفي كل المدن بهذا الشكل المزري حيث أنها صارت مأوى للكلاب الضالة والمجانين والمشردين
والكارثة أن الأجهزة الحكومية المعنية بعيدة كل البعد عن ذلك وكان الأمر لايعنيها لا من قريب ولا من بعيد بل انها تكذب على الناس عبر الإعلام
وانا اقترح على امين العاصمة أن يزور نفق وحديقة التحرير ليتأكد أن الجهة المختصة والحدائق تكذب عليه وعلينا جميعا ؟؟ وهل عجزت الأجهزة المعنية عن تنظيف هذا النفق وتشغيله واستثماره ليكون ليس ممرا للمشاة ولكن متنفسا للناس ؟؟
وهل عجزت أيضا عن استثمار حديقة التحرير وتسليمها لأحد المستثمرين وتقديم كافة أنواع التسهيلات له ليكون نفق وحديقة التحرير نموذجا لبقية الإنفاق والحدائق الكبيرة والصغيرة ام أن الوضع سيبقى كما هو ؟..
قال صديقي الصحفي والإعلامي .. هذه رسالة نوجهها لامانة العاصمة وأجهزتها المعنية عل وعسى أن تجد اذانا صاغية وان يتم الالتفات إلى نفق وحديقة التحرير ليكون نموذج ولكن ايضا بعيدا عن التعقيدات المعروفة والشروط التعجيزية وتهبش الموظفين وبيع الأرصفة فيها ..
فهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو ويبقى وضع الانفاق والحدائق بهذا الشكل المخجل ؟؟
وانا وصديقي الصحفي والإعلامي نطلب من امين العاصمة زيارة نفق وحديقة التحرير والاطلاع على الوضع ومحاسبة المفصرين والذين يكذبون على الناس بتصريحات صحفية وإعلامية عن جاهزية الحدائق لاستقبال المواطنين في العيد ومنها حديقة التحرير
ونقول له أن إصلاح وضع نفق وحديقة التحرير سيكون مؤشر لتصحيح وإصلاح أوضاع بقية الحدائق والانفاق مالم فإن على الدنيا السلام وسنظل فعلا نحرث في البحر ؟؟؟ ...