الجميع على سباق مع الزمن
الجميع على سباق مع الزمن، يعتقد الإسرائيليون أن تفكيك محور المقاومة سيدفع إيران إلى إنتاج القنبلة النووية، حائط الصد الذي لا بد منه.
ويعلمون أن الإدارة الأميركية الراهنة، بتفانيها الصهيوني غير المسبوق، مستعدة للذهاب بعيداً من أجل إسرائيل. ويدركون حق الإدراك أن الوقت مناسب للحصول على أقصى المكاسب، وفي مقدمة ذلك إزاحة الخطر الإيراني.
قبل أسابيع كتبت يديعوت أحرنوت: إذا حصلت إيران على القنبلة النووية فعلى الإسرائيلين أن يحزموا حقائبهم ويرحلوا عن الشرق الأوسط.
أمس هدد ترامب إيران بقصف لم تشهد له مثيلاً.
إيران تستفز ترامب من اليمن، وهناك يلقي الرجل بقنابله بين جبال وضياع.
كأنه يجري مراناً على طريقة توم كروز في فيلم مافريك، حيث نخبة مختارة من الطيارين يتدربون بين الجبال على كيفية تدمير هدف نووي تحت الأرض، تحيطه الجبال والصواريخ والتضاريس الوعرة.
بغرور قال وزير دفاع أميركا إن جيشه غير معني بالصراع المحلي في اليمن وأنه يعمل منفرداً.
بعد وقت قريب سيطلب العون المحلي وإلا غرق في تلك الجبال الأخطر من الهندكوش. إلى أي مدى يبدو اليمنيون، شعباً وقادة، جاهزين لاستعادة بلادهم من جنجاويد إيران؟
من غير المتوقع أن يذهب الصراع الأميركي- الإيراني إلى حافة الهاوية قبل حسم المسألة الحوثية.
لن يسمح الحوثي للأميركيين بادعاء النصر. ما هو شكل النصر الذي تريده أميركا في اليمن؟
يصر ترامب على القول إن إيران نقلت "العقل" إلى اليمن. أي أن الحوثيين مجرد مشعلي بارود بلا خيال ولا عقل.
قد تحدث مصادفة من ذلك النوع الساخر الذي يغير التاريخ، كأن يصيب صاروخ حوثي -فعلاً- حاملة طائرات أميركية ويغرقها. حدث كهذا سيغير شكل وجوهر ما يجري.
يبقى هذا الاحتمال الضئيل جداً جزءاً أساسياً من خيالات اللعبة الحرجة. يريد الأميركان من إيران أشياء غالية لا يمكنهم أن يحصلوا عليها من خلال التفاوص: تقويض المشروع النووي، مشروع الصواريخ، مشروع المحور.
تريد إسرائيل كل شيء دفعة واحدة والآن، حتى تحصل على شيء من الهدوء لفترة ما. لديها تحديات أخرى جديدة، كالتحدي التركي- السوري، والتحدي الأمني المصري، تريد أن تتفرغ لها.
لا أدري ما إذا كانت القيادة العسكرية اليمنية جاهزة، متخيلة العواقب، درست الاحتمالات، تحدثت إلى هذا الطرف أو ذاك.
المواجهة الحوثية الأميركية ربما لا تزال في بداياتها، الأمور تتدحرج بلا قواعد ولا خطط، كأنها لعبة قمار، ويبدو الحوثي قد دخل اللعبة ب All- In، أي كل الأوراق كما يفعل مقامرو البوكر.
وبالنسبة للجيش اليمني، فالنداء يقول:
Now, Or Never