حوار مع صديقي الصحفي (21)
.. الكوليرا في زمن الكراتين ..
كنت اتحدث مع صديقي الصحفي والإعلامي المتميز حول الحالة الصحية لابنتي الصغيرة امة الله التي تعرضت لوعكة صحية وهي في المدرسة وتم إسعافها إلى المركز الصحي نظرا لعدم وجود عيادة في المدرسة أو على الأقل صيدلية إسعافات أولية مثل كل المدارس في بلادنا التي لايوجد فيها عيادات تشرف عليها إدارة الصحة المدرسية..
قلت له يا صديقي العزيز.. الصحة المدرسية ماتت من زمان وانتهت ولم يعد لها أي وجود رغم أهميتها..
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. وهناك ايضا نقطة مهمة ربما لها دور فيما يتعرض له الطلاب من أمراض وهي افتقار البوفيات في المدارس لأدنى المعايير الصحية من حيث النظافة وكافة النواحي ..
قلت له كلامك صحيح وفي محله فهذه البوفيات لاتخضع لأي إشراف من صحة البيئة أو أي جهة مثلها مثل كافة المطاعم والبوفيات في كل مكان ..
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. هذه الأيام تنتشر الكوليرا بشكل مخيف جدا جدا في ظل هروب الحكومة وأجهزتها المعنية وعدم قيامها بمسئولياتها ما يتسبب في زيادة انتشار الكوليرا حتى أن الحكومة نفسها لم تعترف بوجود الكوليرا بل انها أطلقت عليها اسم مرض الاسهالات المائية الحادة ..
قلت له يا صديقي العزيز.. المستشفيات تمتلئ بالمصابين بالكوليرا في ظل وضع صحي سيء للغاية فالمستشفيات الخاصة أسعارها نار نار والمستشفيات الحكومية متكدسة بالمرضى وخدماتها متردية بشكل كبير وأصبح المواطن المريض بين نار المستشفيات الخاصة واسعارها الجنونية ورمضاء المستشفيات الحكومية وانعدام الخدمات الصحية فيها ..
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. هناك أسباب لانتشار الكوليرا لابد من معالجتها وهروب الحكومة لايعالج الكارثة بل يزيدها وانا في اعتقادي أن هذا الهروب يفاقم الوضع ويزيد من معاناة الناس ولو أن كل جهة قامت بواجباتها ومسئولياتها لكان الوضع تحت السيطرة لكنها فعلا كما تقول " حكومة كراتين " ..
قلت له يا صديقي العزيز.. الكارثة الكبرى ان الكوليرا جاءت في زمن الكراتين بل ان غياب أجهزة الدولة والحكومة وهروبها هو السبب الرئيسي فيما وصلنا إليه..
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. بالله عليك أنه لايوجد عيادات الصحة المدرسية في المدارس ولا يوجد رقابة على أصحاب البوفيات في المدارس ؟
قلت له يا صديقي العزيز.. هذا يعني أن حكومة الكراتين لايهمها صحة وسلامة الطلاب والطالبات كما ان هذه الحكومة لا تهتم بصحة المواطن اليمني فالوضع الصحي في البلاد في أسوأ حالة انهيار الخدمات الصحية وعدم وجود أي رقابة على المستشفيات الخاصة أو على الأقل الاهتمام بتحسين أوضاع المستشفيات الحكومية
اما انتشار الكوليرا فإن اهم أسبابه هو هروب حكومة الكراتين من مسئوليتها تجاه المواطن المسكين وبالتالي فإن الأمراض كلها تنتشر وليس الكوليرا فقط لان ضعف اداء الحكومة بيئة خصبة لانتشار كافة الأمراض ..
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. الحمد لله على سلامة ابنتك الصغيرة امة الله ونتمنى أن يجد المواطن اذانا صاغية وان يصل صوته إلى من يهمه الأمر حتى لا يبقى رهين المحبسين "الكوليرا وحكومة الكراتين".. فهل وصلت الرسالة ؟؟؟ ...