السياسة العربية مسرحٌ كبيرٌ للمُقنّعين!
أبادت اسرائيل غزة وتبيدها كل يوم والمقنّعون العرب يتباكون عليها طوال سنتين بينما يغمزون للكيان .. استمر!
أحرقت لبنان واحتلت جنوبه والعرب المقنّعون يتباكون ويشجبون
ضربت وتضرب كل يوم دمشق وحمص واللاذقية وطرطوس والعرب المقنّعون يشجبون ويغمزون!
المقنّعون العرب تباكوا حتى على إيران رغم أنهم حرّضوا ودفعوا وباركوا!
المقنّعون العرب عطّلوا منظمة التعاون الإسلامي وأخصوا الجامعة العربية!
فلا طرد لسفراء ولا إغلاق لأجواء!
مسرح المقنّعين العرب بلغ حد الإثارة حين ضربت إيران حليفتها قطر بضربها لأكبر قاعدة أمريكية في العالم والموجودة في الدوحة!
القاعدة الأمريكية الأكبر في العالم هي في الواقع بمثابة كواليس للمسرح وللمقنّعين!
قاعدة كبرى لم تدافع عن نفسها أمام إيران!
ولم تدافع عن قطر اليوم أمام اسرائيل!
لكن ذروة الذروة في هذه الكوميديا السوداء أن واشنطن قالت قبل دقائق أنها أخبرت الدوحة بالهجوم الاسرائيلي على الدوحة نفسها! يا للمهزلة! أخبرتها بدلاً عن وقف ومنع الهجوم عليها!
في مسرح المقنّعين يختلط الحابل بالنابل والصديق بالعدو والخائن بالوفي والمخرج المجنون بالمنتج المموّل السخيف والأبطال بالكومبارس! الكل مُقنّعون فلا أحد يعرف أحداً .. على الأقل هذا ما يحدث أمام المُشاهِد الحائر التائه!
لم يعد مسرحاً للمقنّعين بعد أن تمزقت الأقنعة واهترأت!
ولا مسرحاً للكوميديا السوداء
ولا مسرحاً لأي نمطٍ مسرحي عرفه العالم
هذا مسرحٌ جديد .. براءةُ اختراعهِ عربيٌ وبِعقالٍ إذا شئت! مسرح الانتحار الذاتي .. مسرح الأوغاد الجدد للمخرج الأصفر ترمب وبطولة المقنّعين الواقفين مثل خُشُبٍ مسنّدة!
وكل هذه التفاهة المسرحية وتكاليفها الضخمة هدفها رأس غزة وأبطالها، والعالم العربي من المحيط إلى الخليج كفريسةٍ سهلة ومتاحة
بل إن هدفها رؤوس المقنّعين المغفّلين أنفسهم عرفوا أم لم يعرفوا!
والأرجح بعد ضربة اليوم وهي شرارةٌ وإشارة بأن المسرح سيحترق بمن فيه مقنّعين ومغفّلين وغافلين طال الوقت أو قصُر!