كفى صمتا… متى يثور اليمني؟
كأننا لم نكن شعبا أسقط أعتى الإمبراطوريات، كأننا لم نكن أحفاد سبتمبر وأكتوبر، كأن دماء الشهداء التي سالت لتحرير الأرض والعقل قد جفت في ترابها ولم تثمر إلا شجرة يابسة اسمها: “الخنوع”!
يا أبناء اليمن… إلى متى الصمت؟
إلى متى تنامون في حضن القهر وتتلحفون بذل المليشيات؟
الحوثي يملأ سجونه بأصوات الحقيقة، ويشعل المقابر في وجوه الجياع، ويجعل من اليمن مقبرة للكلمة والكرامة، وفي تعز، تلك المدينة التي أنجبت الثورة والثوار، تسلطت عليها مليشيات تتقاسم الشوارع والسلاح وتقتل الحلم قبل أن يولد..
أما عدن، عروس البحر، فعاد بها الانتقالي إلى زمن ما قبل الدولة، ما قبل النظام، ما قبل الإنسان، مدينة تئن تحت سلطة لا تعرف من الحكم إلا الحواجز والمتارس والارتهان!.
وفي كل زاوية من هذا الوطن، تتوزع المليشيات كالأورام، ترفع أعلام دول أجنبية، وتدعي السيادة وهي لا تملك من القرار مثقال ذرة..
أيها اليمني…من سرق لسانك؟ من خنق فيك صوتك؟
من جعلك ترى وطنك يتمزق كل يوم ولا تصرخ وإذا صرخت تصرخ بوجه أخيك المقموع مثلك!.
هل تنتظر أن تنهار آخر مدرسة، أم أن تجف آخر قطرة ماء، أم أن تموت آخر شجرة، حتى تفهم أن الحرب ليست مؤقتة، وأن السكوت جريمة؟.
النخب السياسية نائمة في فنادق الخارج، تتداعى لكل ما يثير الأحقاد فيما بينها، وأمام الأعداء تلوك المفردات الباردة، والإعلام يبيع الوهم أو يبيع نفسه… فمن بقي لهذا الشعب؟ من بقي لليمن؟.
أيها اليمني الحر، إن المرحلة حبلى، لكن لا بثورة مؤدلجة أو مسلحة أو طائفية، بل بثورة شعبية، تهدم معاقل الفساد، وتقتلع جذور العمالة، وتكنس المليشيات من كل شبر في هذا الوطن..
ثورة لا تخشى بندقية، ولا تقف عند حدود جغرافيا رسمها تجار الحروب..ثورة ترفع راية اليمن الكبير، يمن الجمهورية، يمن الإنسان، يمن الكرامة..
أيتها الجماهير… كفى مواربة، كفى انتظارا…
كل دقيقة تمر في هذا الصمت، تعني مزيدا من الدم، مزيدا من الجوع، مزيدا من التيه..
افتحوا النوافذ، واخرجوا من جدران الخوف، واكسروا القيد، واصرخوا في وجه كل فاسد، كل عميل، كل قاتل..فوالله إن وطنا كاليمن لا يستحق كل هذا الانكسار، ولا يستحق أبناؤه أن يتحولوا إلى لاجئين في الداخل والخارج..
ثوروا… فقد تأخرت الثورة كثيرا، ولا شيء أقسى من أن تعيش ذليلا في وطنك!.