العيد في اليمن.... ذهب من كل شئ أحسنه
كانت اليمن كالبيت الواحد، كانت العائلات متماسكة، يسودها الحب والوئام، وتخاف على بعضها البعض كخوف العين على الجفن. كان العيد يأتي حاملاً معه الفرحة والبهجة، وتتزين المدن والقرى مع صوت أنستنا يا عيد للفنان على الأنسي، الاغنية التي تعطي للعيد طابع مميز في اليمن
كان اليمنيون يتجمعون حول شاشات التلفاز الوحيدة المتاحة ليلة العيد ، ينتظرون بشغف خطاب رئيس الجمهورية ليلة العيد التي يقرأها مذيع النشرة الذهباني او على صلاح او هدي الضبه او عقبات او العنسي لو السوسوه او العصري او الرميم ، كلمات توحد القلوب على حب الوطن.
الجميع يشعر بالانتماء والوحدة، رغم اختلاف مشاربهم.
الأيام الجميلة ولت، وحل محلها واقع مرير. مزقت الحرب العبثية البلاد، وتناثرت الأحلام في وسط الطريق ، وتشتت الشمل. .
اليوم، يطل الرئيس الحالي، رشاد العليمي، في خطاب ماتك بمناسبة العيد، لكن لا أحد يكاد يسمعه. فالقلوب مثقلة بالهموم، والعيون دامعة على فقد الأحبة والديار.
البلاد ممزقة، والشعب متعب ومشرد وموجوع بسبب الحرب والحصار وارتفاع الأسعار.، فلقد ذهب من كل شي أحسنه
الشعب منقسم إلى أربعة أقسام حاكمة ، ويتنازع على السلطة ثمانية رؤساء ، حتى الأمل بات شحيحاً. حزن يخيم على القلوب، ويغيب الأمل في غد أفضل، وسط غياب تام منذ سنوات طويلة للخدمات الأساسية، والفساد ينخر في جسد الدولة.
حتى الشرعية التي تدعي الحكم، تمارس سلطتها من خارج اليمن، من داخل خيمة، دورها منذ عشر سنوات تتعاطى القات ولا يهمها سوى مصالحها الضيقة، وتمني نفسها باستعادة الدولة المخطوفة مرة بالتحالف العربي ومرة أخرى بالتحالف الدولي والأمريكي
شعب عظيم، عانى الكثير، لكنه لم يفقد الأمل، شعب يستحق الحياة، و أن يعيش بكرامة وحرية في وطنه. شعب يتوق إلى يوم يعود فيه العيد حاملاً معه الفرحة والبهجة، بدلاً من الحزن والأسى
عبد القوي شعلان