
الحضارمة لا يتخلون عن الأسماك في رمضان
لا تفضل كثير من الأسر في اليمن تناول الأسماك في شهر رمضان، حيث تشهد الأسواق انخفاضا في أسعارها مع تراجع الطلب عليها وعدم الاهتمام بها من قبل المستهلكين في العديد من المناطق، لكن هذا الوضع لا ينطبق على كثير من سكان محافظة حضرموت الذين يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم الاستهلاكية في تناول الأسماك في شهر رمضان.
حسب المواطن وائل أبو بكر، من سكان المكلا في حضرموت، فإن الأسماك لا تفارق الموائد في حضرموت بعكس مناطق ساحلية أخرى، بالرغم من أن تناولها في رمضان قد لا يكون بالمستوى نفسه خلال بقية الشهور،
لكنها تظل حاضرة وموجودة وفق مواطن آخر يدعى هاني باسليم، الذي أشار ، إلى أن الأسماك تعتبر مكونا رئيسيا لعدد من الوجبات الرمضانية، لذا تحظى باهتمام السكان ويستمر شراؤها واستهلاكها في رمضان بالرغم من ارتفاع أسعارها.
كان اليمنيون في مختلف المدن والمناطق خلال الفترة الماضية يشكون من ارتفاع أسعار الأسماك إلى مستويات كبيرة تفوق قدراتهم الشرائية بالرغم من تنوع الخيارات والقدرات الإنتاجية التي يتمتع بها اليمن بسبب تميزه بشريط ساحلي يزيد على 2200 كيلومتر مربع.
يقول الصياد وبائع السمك محمود باعامر، إنّ شهر رمضان يؤثر على عمل الصيادين في الاصطياد السمكي الذي يتطلب القيام بمجهود بدني شاق لمعظم فترات اليوم، إذ يحاول الصيادون في حضرموت المحافظة على جهدهم لتوفير احتياجات الأسواق من الأصناف المطلوبة في رمضان مثل الثمد.
الاستمرار في تناول الأسماك وعدم التخلي عنها طوال أيام الشهر، كما تم رصده ، أدى إلى استمرار أسعارها بالارتفاع، وبالذات بعض الأصناف التي تعتبر وجباتها تقليداً يومياً لا يفارق موائد كثير من الأسر في حضرموت.
ووفق توضيح الصياد وبائع الأسماك وافي سالم ، فإن هناك جهوداً كبيرة يتم بذلها للمحافظة على الإنتاج وتوفير احتياجات الأسواق من مختلف أصناف الأسماك، حيث تعترض الصيادين عديد التحديات والصعوبات في الصيد والوصول لأعماق البحر،
مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الوقود يمثل أحد أهم الأسباب التي أدت إلى زيادة تكاليف الاصطياد وبالتالي ارتفاع أسعار الأسماك.
وتتميز حضرموت بعادات وتقاليد خاصة في رمضان لا تتوقف عند حدود الأجواء الروحانية الخاصة، بل في تنوع المائدة الرمضانية وتميزها بعديد الوجبات الرئيسية التي يشكو السكان من صعوبة توفيرها بسبب ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية، في حين تبرز الأسماك بصورة لافتة غير معتادة لدى كثير من موائد الأسر اليمنية خلال شهر رمضان.
تقول الكاتبة الصحافية إكرام فرج، وهي من سكان حضرموت، في وقت الإفطار قد يتناولون وجبة تسمى "الكراش" وهي أحشاء الثمد، حسب إكرام، وأيضاً في السحور يتناوله معظم الأهالي.
خبير التغذية أسامة عبد العليم، يوضح أن الكثير من المستهلكين يعتقدون أن تناول الأسماك يتسبب بالعطش طوال اليوم وهو ما لا يستطيعون تحمله خلال فترة أوقات الصوم خصوصاً في المناطق والمدن الساحلية التي تكون درجة الحرارة فيها مرتفعة،
إضافة إلى طول فترة الصيام، لافتاً إلى أن الصائم يفقد سعرات حرارية يحتاج لتعويضها بالوجبات الغذائية المناسبة ومنها الأسماك.
أضاف عبد العليم أن معظم المواطنين في اليمن يفضلون الوجبات الخفيفة في رمضان والتي تدخل فيها الألبان ومشتقاتها والمشروبات والمقليات،
في حين أثّرت الأوضاع المعيشية المتردية وضعف القدرة الشرائية على توفير اللحوم والدواجن وأيضاً الأسماك مع ارتفاع أسعارها مقابل فقدان الدخل الذي يمكّن كثير من المواطنين من التغذية المناسبة التي يحتاجونها.
وبرزت حضرموت أخيراً في قلب الصراع المحتدم بين مكونات الحكومة المعترف بها دولياً، حيث قررت المحافظة الامتناع عن تزويد محطات الكهرباء في عدن والمدن المجاورة لها بالوقود الذي تحتاجه حيث يغطي حقل المسيلة النفطي الواقع بمحافظة حضرموت نسبة كبيرة من كمية الوقود التي تحتاجها محطات الطاقة الكهربائية في عدن وأبين ولحج، الأمر الذي أدى إلى تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء في هذه المحافظات الثلاث.
ويعاني اليمنيون من موجات غلاء متوالية وسط توقعات باستمرارها العام الجاري. وتوقع صندوق النقد الدولي، ارتفاع معدل التضخم في اليمن خلال العام 2025 ليصل إلى 20.7%، مقارنة بـ16.3% في عام 2024، في ظل استمرار التدهور الاقتصادي الناجم عن تداعيات الحرب والصراع المستمر.
محمد راجح