أيها النجوم العرب: الصمت عار.. وتواطؤ في الجريمة
بعدما تجاهل بعض الفنّانين اللبنانيين والعرب، الإبادة الإسرائيلية الجارية في غزة منذ ثمانية أشهر، فيما دعم آخرون الكيان الاستعماري قصداً أو سهواً، أصدرت «حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان» بياناً دعت فيه هؤلاء إلى الالتزام بالقضايا الإنسانية المحقّة، فيما أشادت بمواقف فنّانين مصريين ملتزمين بالمقاطعة على رأسهم «ويجز» و«النادي الأهلي».
وجاء في البيان: «أقيم الكيان الإسرائيليّ كمشروعٍ استعماري على أرض فلسطين، ودائماً ما كانت نخبه المؤسّسة واعيةً لافتقاده شرعية الانتماءِ إلى منطقتنا، ونسيجِها الحضاري.
ولهذا، فإن العدو الإسرائيليّ سعى منذ عقودٍ إلى التعويض عن هذا النقص، محاولاً التسللَ إلى مجتمعاتنا العربيّة عن طريق الفن، والرياضة، والأزياء، وسواها، وبالأخص بعد فشلِه في تطبيع العلاقات مع الشعوب، وإن حققَ نجاحاً جزئيّاً بالتطبيع مع بعض الأنظمة العربيّة.
وكذلك ليس سراً تحقيقه بعض الاختراقات عبر توريطِ بعض الفنانين العرب والشخصيّات العامة في مواقفَ تطبيعيّةٍ تواترت في السنوات الأخيرة.
وفي كلّ مرة، يسارع الإعلام الإسرائيلي إلى استغلالِ هذه «الأخطاء» وإظهارها كانتصاراتٍ له. ولكن أما آن الأوان أن يكونَ الفنانونَ العرب والشّخصيّات المؤثرة أكثرَ حذراً ونُضجاً في تعاملاتهم؟
أليس واجباً عليهم أن يتحرّوا بأنفسهم أو عبر مديري أعمالِهم عن كلِّ التفاصيلِ التي تحصِّنُهم من توريطٍ أو خطأ مثل التحرّي عن الجهة الداعيةِ إلى حدثٍ ما، والفنانين المشاركين، والجهات الراعيةِ والمموّلةِ؟».
وعدّدت الحملة «بعض المواقفِ الملتبسةِ، وغيرِ المسؤولةِ، التي يصعب تبريرها»، موضحةً: «قبل أيامٍ في 31 أيار (مايو)، أحيَت المغنية اللبنانيّة هبة طوجي حفلة على مسرح «الأولمبيا» الفرنسيّ، شاركت خلالَه المغنيّةَ البلجيكيّة-الكندية لارا فابيان الغناء.
شاهدنا فابيان المعروفة بدعمِها للكيان الصهيوني التي غنّت باللغة العبريّة في احتفال التأسيس الستّين للكيان في عام 2008، تغنّي إلى جانب من يتعرضُ وطنُها للقصفِ المستمرِّ من هذا الكيان.
وليست هذه المرّة الأولى التي تقع فيها طوجي في هذا الفخ. بالعودة إلى عام 2015، شاركت طوجي في برنامج The Voice الفرنسيّ الذي جمعها، وربما لسوء حظها، في إحدى مراحله بمتسابِقةٍ إسرائيليّة، واختارت طوجي أن تأخذَ صوراً (لا صورةً واحدةً) مع المتسابِقةِ الإسرائيليّة، ما أثار جدلاً كبيراً في حينه، قابلَتهُ طوجي بالتزام الصمت».
كذلك، التقطت «نانسي عجرم صورةً مع مدوّنٍ سياحيّ إسرائيليّ على هامش حفلِتها في قبرص بتاريخ 19 شباط (فبراير) 2024، مع العلم أنَّها لم تكن المرّة الأولى التي تلتقطُ فيها عجرم صوراً مع إسرائيليين».
وتابعت الحملة: «وقبلَ أسابيع، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعيّ بإعلان شركة «بيبسي» الجديد الذي يحملُ شعار «خليك عطشان»، وشارك فيه كلّ من المغنيّة اللبنانيّة نوال الزغبي، والمصريّ عمرو دياب، ولاعب كرة القدم المصريّ محمد صلاح، والممثل المصريّ أحمد السقا وآخرون، متجاهلين دعوات مقاطعة الشركةِ المتورّطة مع الكيان الصهيوني».
في المقابل، أشادت الحملة «بموقف الفنّانين المصريين الذين رفضوا المشاركةَ في الإعلان، وهم بحسب عدّةِ مواقع إخباريّة مغني الراب أحمد علي الشهير بـ«ويجز» والممثلة دنيا سمير غانم والممثل أحمد مكي،
التزاماً منهم بالمقاطعة واحتراماً لأنفسهم ولجمهورهم (...) فيما كان لافتاً موقفُ جمهور النادي «الأهلي» المصري الذي أدارَ ظهره للفنّان المصريّ محمد رمضان أثناء فقرته الغنائيّة في مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم أمام نادي «التّرجي» التونسيّ، تعبيراً عن امتعاضه من مواقفه وغيابِه عن متابعةِ الأحداث الجارية (....)
ورغم مُضيّ أكثر من ثلاث سنوات على حادثةِ الصورةِ الشهيرة لرمضان مع المغني الإسرائيليّ عومير آدام في دبي، وهي ليست الحادثة الوحيدة له، وتبريره غير المقبولِ لها، إلّا أنَّه لم ينجح في حذفها من ذاكرة الجمهور».
وختمت الحملة بيانها متوجّهةً إلى النجوم والمشاهير بالقول: «إن كنتم تُقيمون لأنفسكم وزناً، فكونوا مثلَ بعضِ الفنانين العالميين الشجعان، وكونوا على قدرِ توقّعاتِ الجماهير العربيّة، والتزامها بقضاياها المحقّة. كونوا في عين التاريخ لا خارجه، اليوم دوركم... وإلّا فمتى؟».