
راغب علامة في أغنية جديدة... "خايف من إيه"؟
أصدر الفنان اللبناني راغب علامة أغنيته الجديدة "خايف من إيه"، من كلمات هاني الصغير وألحان الراحل خالد بكري.
في كليب الأغنية، كتب علامة تحية لروح الملحن، في إشارة إلى الصداقة الطويلة التي جمعتهما.
لكن المتتبّع لتاريخ الأغنية يلاحظ أنها عمل قديم قرّر الفنان إحياءه اليوم، إذ تبدو اللحنية مأخوذة من روح أغنية خالد بكري الشهيرة "ناسيني الدنيا" (كلمات عاصم حسين، إنتاج "مزيكا") التي غنّاها علامة عام 2011.
يتكرّر الميلودي ذاته تقريباً، بخطوطه الموسيقية الدافئة التي ميّزت أعمال بكري في بدايات الألفية، ليبدو الإصدار الجديد أقرب إلى استعادة زمن مضى، أكثر من كونه تجديداً في المشهد الغنائي الراهن.
اختار راغب علامة إطلاق الأغنية في ذروة موسم الإصدارات الصيفي، الذي شهد منافسة حادّة بين كبار المغنّين العرب.
ولعلّ الغاية كانت تثبيت الحضور أكثر من تحقيق نجاح فنيّ جديد، خصوصاً أن علامة كان حاضراً في أهم المهرجانات الجماهيرية، من قرطاج إلى حفلات القاهرة والساحل الشمالي، حيث أعاد تقديم أغانيه الكلاسيكية التي رسّخت صورته باعتباره نجما يصعب تجاوزه.
الكليب الجديد صُوِّر مع المخرج السوري عبد الوهاب الخطيب، وجاء ضمن سياقٍ بصريّ بسيط للغاية: موقع تصوير واحد، وميزانية تكاد تكون معدومة، وتنفيذ سريع لا يتجاوز تقنيات التصوير التقليدية.
اختار الخطيب مقدّمة البرامج السورية أملي الجزائري، ابنة الممثلة صفاء سلطان، لتؤدّي دور الحبيبة إلى جانب "السوبر ستار". لكن حضورها، على الرغم من جمالها اللافت ونشاطها عبر المنصّات الرقمية، لم يبدُ مقنعاً في السياق الدرامي للكليب،
إذ طغى التكلف في الأداء، وبرز فارق العمر الكبير بينها (24 عاماً) وبين راغب علامة (62 عاماً)، ما جعل المشاهد أقرب إلى استعراضٍ رومانسيٍّ تقليديٍّ فقد جاذبيته.
الجزائري، التي انضمّت قبل أشهر إلى محطة "أنا سوريا" في لبنان مقدّمة برامج صباحية، تبدو وكأنها وجدت في الكليب فرصةً إضافية لتوسيع حضورها الإعلامي. لكن النتيجة النهائية جاءت أقرب إلى ترويجٍ ذاتيٍّ منها إلى مشاركة فنية ناضجة.
يثير كليب "خايف من إيه" أسئلة حول جدوى هذا النوع من الأعمال الغنائية المصوّرة في زمنٍ تغيّرت فيه وسائل الترويج، وصارت الأغنية تنتشر بخوارزميات "تيك توك" و"ريلز" أكثر مما تنتشر عبر الفيديو كليب الكلاسيكي.
هذا النمط المتكرر في الصورة والسيناريو لم يعد يجذب المشاهد، بل يكرّس مللاً بصرياً وحنيناً مصطنعاً إلى تسعينيات لم تعد تُلهم الأجيال الجديدة.
فالمشاهد الذي يعيش اليوم وسط المحتوى السريع والتفاعل اللحظي، يجد صعوبة في التواصل مع لغة الكليبات القديمة التي تكتفي باستعادة صورة المغني العاشق أمام الكاميرا.
وربما كان الأجدر بفنان مثل راغب علامة الذي بنى نجوميته على التجديد والإبهار في التسعينيات، أن يبحث عن أدوات معاصرة تواكب التبدّلات في الذائقة البصرية والموسيقية، لا أن يعيد تدوير الماضي بحنين لا يكفي لصناعة أغنية مؤثرة.
تزامن صدور الأغنية مع عودة اسم فضل شاكر إلى المشهد بعد تسليمه نفسه للقضاء اللبناني لإنهاء ملفاته القضائية.إعادة فتح هذا الملف فجّرت مجدداً الخلاف بينه وبين راغب علامة الذي شنّ عليه هجوماً علنياً متهماً إياه بـ"الإرهاب وحمل السلاح"، وهو ما انعكس سلباً على صورة علامة لدى الجمهور،
إذ بدا وكأنه يهاجم رجلاً يسعى إلى تصحيح مساره، بينما يتعاطف الناس غالباً مع "الضعيف" والعائد من العزلة.