
الريال بأفضلية بسيطة في مواجهة أتلتيكو... وصدام مفتوح بين دورتموند وليل
تتجدد المواجهة بين قطبَي العاصمة الإسبانية؛ ريال مدريد حامل اللقب، ومضيفه أتلتيكو مدريد، اليوم في إياب الدور ثمن النهائي من مسابقة «دوري أبطال أوروبا لكرة القدم»، مع أفضلية بسيطة للأول، في وقت يبدو فيه آرسنال الإنجليزي في نزهة أمام آيندهوفن الهولندي، ومواطنه آستون فيلا مطمئناً أيضاً عندما يستضيف كلوب بروج البلجيكي، بينما المنافسة مفتوحة في لقاء بوروسيا دورتموند الألماني وليل الفرنسي.
على ملعب «متروبوليتانو»، يحل الريال بأفضلية ضئيلة ضيفاً على جاره أتلتيكو، بعد فوزه ذهاباً على أرضه 2 - 1 الأسبوع الماضي بفضل هدف متأخر من المغربي إبراهيم دياز.
وتواجه الفريقان 5 مرات في المسابقة القارية، خرج ريال منها جميعها منتصراً، كانت الأخيرة في نصف نهائي موسم 2016 - 2017، وأبرزها في نهائي نسختي 2013 - 2014 و2015 - 2016.
وأقر المدرب الأرجنتيني لأتلتيكو، دييغو سيميوني، بأن خبرة الريال بصفته متوجاً باللقب 15 مرة في المسابقة القارية، تمنحه أفضلية أعلى بكثير من فارق الهدف الواحد، وقال: «التاريخ موجود، وتاريخ (ريال) مدريد في دوري أبطال أوروبا مذهل».
وما زالت مرارة خسارة النهائي مرتين أمام النادي الملكي عالقة في حلق سيميوني وفريقه الذي تقدم عام 2014 بهدف حتى الوقت بدل الضائع قبل أن يسجل سيرجيو راموس التعادل، ليحتكم الفريقان إلى شوطين إضافيين انهار خلالهما فريق المدرب الأرجنتيني وانتهى به الأمر إلى الخسارة 1 - 4.
وبعدها بعامين، حصل أتلتيكو على فرصة الثأر، لكنه تعثر في ركلات الترجيح بعدما أهدر خوان فران الركلة الخامسة، فيما سجل البرتغالي كريستيانو رونالدو الركلة التي حملت الريال إلى لقب جديد في مسابقته المفضلة.
إضافة إلى هذين النهائيين، خاض أتلتيكو مواجهة اللقب في مناسبة أخرى عام 1974 وكانت الخيبة من نصيبه أيضاً بالخسارة أمام بايرن ميونيخ الألماني في مباراة معادة بعد التعادل، مما دفع برئيس النادي حينها فيسنتي كالديرون إلى وصف فريقه بـ«الملعون».
وفي المواجهة عام 2017 بين الجارين اللدودين، حسم الريال ذهاب نصف النهائي على أرضه بثلاثية نظيفة، ثم اعتقد أتلتيكو أنه قادر على قلب الطاولة إياباً حين تقدم 2 - 0 بعد نحو ربع ساعة فقط من البداية، إلا إن الضيوف حافظوا على رباطة جأشهم وقلصوا الفارق عبر إيسكو قبيل نهاية الشوط الأول، موجهين الضربة القاضية لفريق سيميوني.
والآن، وبوجود نحو 70 ألف مشجع من مناصريه في المدرجات، سيحاول أتلتيكو الارتقاء إلى مستوى شعاره «الشجاعة والقلب» من أجل محاولة الخروج منتصراً لأول مرة في المسابقة على الريال الذي يكفيه تكرار نتيجة المباراتين اللتين جمعتهما هذا الموسم في الدوري (1 - 1 في اللقاءين)؛ كي يحجز مقعده في ربع النهائي.
وبعد الفوز ذهاباً الثلاثاء الماضي، قال المدرب الإيطالي للريال، كارلو أنشيلوتي: «كان الأمر صعباً على ملعبنا، فتخيلوا كيف سيكون الوضع على ملعبهم».
وعن الجمهور الذي يعتمد عليه سيميوني في المقام الأول لمؤازرة فريقه، قال: «إنه يدفعنا ويمنحنا الطاقة... نحن بحاجة إليهم. ما زلنا على قيد الحياة، وقد نعيش ليلة جيدة».
وأضاف: «كان من الممكن أن نخرج بنتيجة أفضل في ملعب الريال. لم نتمكن من الاستفادة من فرصنا عندما كنا نتحكم في المباراة».
لكن مدرب أتلتيكو يعلم أن ميزة اللعب على أرضه قد تساعد في تغيير مجريات المواجهة، وهو ما يأمل تحقيقه لمواصلة مشواره في البطولة الأوروبية.
ويخوض الفريقان اللقاء في ظروف مختلفة؛ إذ خرج الريال منتصراً من مباراته في الدوري المحلي ضد رايو فايكانو 2 - 1 بثنائية الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي فينيسيوس جونيور اللذين لم يقدما الكثير ذهاباً ضد أتلتيكو، فيما خسر الأخير على أرض خيتافي 1 - 2 بعد تقليه هدفين في الوقت القاتل.
ونتيجة تأجيل مباراة برشلونة مع أوساسونا بسبب وفاة طبيب الفريق الكاتالوني، فقد لحق الريال بغريمه إلى الصدارة فيما تراجع أتلتيكو إلى المركز الثالث بفارق نقطة.
وعلى ملعب «الإمارات» بالعاصمة لندن، وبعد فوزه الكاسح ذهاباً 7 - 1 في أكبر نتيجة لأي فريق خارج الديار بالأدوار الإقصائية للمسابقة، سيكون آرسنال في نزهة أمام ضيفه آيندهوفن الذي بات أول فريق هولندي تهتز شباكه 7 مرات في مباراة قارية.
ويخوض فريق المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا اللقاء على خلفية تعادل مخيب أمام غريمه الجريح مانشستر يونايتد 1 - 1، ما جعله متخلفاً بفارق 15 نقطة عن ليفربول المتصدر، ووجه بالتالي ضربة شبه قاضية لآماله في اللقب الأول منذ 2004.
وعند سؤاله عما إذا كان تخيل الفوز بمثل هذه النتيجة في لقاء الذهاب، قال أرتيتا مبتسماً: «كنت أعرف أنها ستحدث. هذا هو جمال كرة القدم... نخوض الإياب بملعبنا بمعنويات عالية، لكن بتواضع أيضاً».
وسيكون الفريق الإنجليزي الآخر آستون فيلا، الحالم بتكرار إنجاز 1982 حين تُوج باللقب، في موقف مماثل لآرسنال؛ إذ يستقبل كلوب بروج البلجيكي بأفضلية الفوز ذهاباً خارج معقله 3 - 1.
ويبدو باب التأهل مفتوحاً بين ليل الفرنسي وضيفه بوروسيا دورتموند الألماني بعد تعادلهما ذهاباً 1 - 1.
ويدخل دورتموند اللقاء بمعنويات مهزوزة بعد سقوطه في الدوري المحلي على أرضه أمام أوغسبورغ 0 - 1، فيما تغلب ليل على مونبلييه 1 - 0 في الدوري الفرنسي.
ويعول دورتموند، الذي يعيش موسماً محلياً متواضعاً، على مشواره الجيد في دوري أبطال أوروبا لإنقاذ موسمه، لكن زيارته إلى شمال فرنسا لن تكون سهلة.
وظهرت علامات إيجابية على أداء دورتموند بعد تعيين المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي بدلاً من التركي نوري شاهين المُقال من منصبه، فقاده إلى إقصاء سبورتينغ لشبونة البرتغالي في الملحق المؤهل إلى ثمن النهائي. لكنه خسر 3 مباريات من الـ5 الأخيرة في الدوري الألماني، وكان السقوط نهاية الأسبوع الماضي أمام أوغسبورغ إنذاراً قبل المواجهة المهمة أمام ليل.
في المقابل، حقق ليل نتائج جيدة بدوري الأبطال، كان منها الفوز على ريال مدريد حامل اللقب، وسجل نصف دستة أهداف في مرمى فينورد، ليتخطى التوقعات في دور المجموعة الموحدة من النظام الجديد للبطولة، وبات يحلم ببلوغ ربع النهائي القاري لأول مرة في تاريخه.
وبالنسبة إلى دورتموند الذي أحرز اللقب في 1997 وحل وصيفاً في 2013 و2024، فسيكون الخروج من هذا الدور من المسابقة القارية تراجعاً، بعد بلوغ المباراة النهائية الموسم الماضي حين خسر أمام ريال مدريد على ملعب «ويمبلي».
وقال كوفاتش بعد الخسارة أمام أوغسبورغ: «لا أريد أن أرسم صورة قاتمة بسبب هذه المباراة. لعبنا جيداً في آخر مباراتين بالدوري، وفي الشوط الأول أمام ليل. لذا؛ يحدوني الأمل».
ويعول دورتموند، الذي تغلب على باريس سان جرمان 1 - 0 بنصف النهائي في زيارته الأخيرة فرنسا الموسم الماضي، على هدافه الغيني سيرهو غيراسي، صاحب 10 أهداف هذا الموسم في المسابقة، الذي سيتواجه مجدداً مع الفريق الذي حمل ألوانه في البطولة خلال موسم 2015 - 2016.
ويمكن أن تحسم هذه المواجهة أيضاً بركلات الترجيح حال انتهاء وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل بأي نتيجة كانت، علماً بأن ليل أُقصيَ أيضاً بركلات الترجيح الموسم الماضي في ربع نهائي مسابقة «كونفرنس ليغ»؛ الثالثة من حيث الأهمية قارياً، أمام آستون فيلا الإنجليزي.
وانتهت آخر مشاركتين لليل في هذا الدور من دوري الأبطال بالخسارة، أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي في 2007، ومواطن الأخير تشيلسي في 2022.